آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-08:14ص

مفارقات رفع علم الدولة من بن عرب إلى الخبجي والأيام دول

الجمعة - 07 مايو 2021 - الساعة 11:58 ص

علي منصور مقراط
بقلم: علي منصور مقراط
- ارشيف الكاتب


رفع المناضل الوطني الاكتوبري الراحل احمد محمد عرب علم دولة الجنوب الفتية المستقلة في ال30من نوفمبر 67م بعد نيل الاستقلال الوطني.

كان الفقيد القائد احمد محمد عرب وهو شقيق الفريق حسين محمد عرب وزير الداخلية الأسبق يشغل يومها رئيساً لهيئة الأركان العامة للجيش. في تلك اللحظات الفارغة من حياة الشعب الجنوبي عاد أول رئيس للجنوب الراحل قحطان الشعبي من جنيف بعد المباحثات والوفد المرافق له والتوقيع على وثيقة الاستقلال في أروقة الأمم المتحدة . ويومها خرج الشعب الجنوبي حفاة من كل القرى والمناطق بالمحافظات ألست يبتهجون ويرقصون في الشوارع والمدن والأرياف بانتزاع الاستقلال الناجز بعد احتلال دام 129عاماً
من بريطانيا المملكة التي لاتغيب عنها الشمس. وهكذا الاستقلال الحقيقي.

طبعاً الفقيد احمد عرب هو من مودية دثينه محافظة أبين والد زميلنا العميد عبدالله أحمد عرب وشغل لاحقاً مناصب أخرى منها محافظ لمحافظة أبين وتوفي قبل زها عقد ونيف من الزمن

تذكرت ذلك اليوم والمشهد الذي حدث قبل نحو54عاما ولم اعايشه وأنا اشاهد الليله قبل الماضية ألدكتور ناصر محمد ثابت سفيان الخبجي يرفع علم دولة الجنوب السابقة في القصر المدور بمنطقة فتح التواهي ، وهذا القصر ارتبط بإسم الرئيس الجنوبي الخالد الشهيد سالمين ، كنت ليلتها في زيارة لزميلي المناضل الصحافي الكبير سالم الحاج السكرتير الصحفي للرئيس سالمين الذي اقعده المرض ولم يلتفت إليه الثوار الجدد ولا جيش اعلاميهم وصحافيهم ونشطائهم الثائرين المراهقين لم يكتب عنه واحد منهم كلمة واحدة فقط وهو من حملوا راية بناء الدولة ومؤسساتها مع رفيق دربه سالمين والرعيل الذهبي الأول النظيف من المناضلين الشرفاء الصادقين مش المهرجين المتاجرين الذين يبيعون الوهم لشعب مغلوب على أمره.

أعود إلى الخبجي الذي رفع العلم وشخصياً أحلم باليوم الأغر الذي يعود علم الجنوب يرفرف فوق أرضه ودولته المستقلة بحدودها ، علم دولة حقيقي تفتح الأمم المتحدة ارشيفها لإخراج وثيقة دولة الجنوب وتعلن الدول العربية والإسلامية والإقليمية والدولية اعترافها بحق شعب الجنوب في استعادة دولته بكامل سيادتها ، لكن هذا حلم وقد يطول انتظاره وأخشى أن يكون بعيد المنال ونحن الجنوبيين نتقاتل ونقتل بعضنا ، وانقسمنا وتمزقنا ونصف الشعب ومعظم القيادات مشردين في منافي الشتات.

على الارجح حينما رفع الخبجي العلم لم يخرج ولو خمسين مواطن إلى شوارع عدن يبتهجون بالعلم أو الذكرى الرابعة لإشهار المجلس الانتقالي ، وحين أقيم الاحتفال في قاعة ضيقة وألقى رئيس الإنتقالي عيدروس الزبيدي كلمته الطيبة بالمناسبة لم اشاهد سياسي واحد معارض اومستقل حاضراً في القاعة او واحد من أبين في الصف الأمامي ، شاهدت المحافظ أحمد لملس وفي صورته الحزن والإحباط.

ثمة خطاب إعلامي مجنون ينتهجه الانتقالي وإعلاميين أخجل ان اسميهم إعلاميين ، لانهم لايجيدون لغة الخطاب والرسالة الوطنية التي تقدم الانتقالي كحامل مشروع استعادة دولة ، بل مبدعين في الشتم والتحريض المناطقي والفتن والتخوين لكل جنوبي يختلف معهم في السياسة وليس عن الجنوب
لكم تتصوروا الحوثي المدعوم من إيران قتل آلاف الجنوبيين واحتل أرضنا وخرج بعد انهاراً من الدماء الغالية والأرواح وعاد دم أبو الشهداء يحيى الشوبجي لم يجف يظهر محمد النقيب المعين حديثاً ناطقاً بإسم القوات الجنوبية ويقول بالحرف الواحد : قريبأ سنعلن دولة الجنوب والحكم الذاتي وإذا تم قصف قواتنا سنذهب إلى إيران وسنضع يدنا مع أنصار الله ولن يوقفنا احد .. مارايكم ياحضرات القراء هذا كلام مسؤول يخاطب من وأي عقل ومنطق . آسف. والمصيبة أن بعض المتطرفين في الإنتقالي يبررون بالقول هذه سياسة وتكتيك. تكتكوا رأسك ماذا أبقيت للشهداء وأسرهم. ومحمد عبدالسلام الذي رد مباشره لايعترف بشي اسمه الجنوب. ياجماعة الإعلام سياسة صحيح. لكن فيه أخلاق وهناك تخاطب للعقول. عموماً قبل أن نمد أيدينا للحوثيين وإيران وإسرائيل وووالخ ممن يرفضوننا ندعوكم لمد ايديكم لاخوتكم قيادات محافظتي أبين وشبوة. مهما بلغت درجه العداء والخلاف والخصومة حتماً سنصطلح ولن يعود الجنوب بعقلية الإقصاء والتشريد والقتل والسجون.كيف تحتفلون وتزجون بالنشطاء في السجون. مدرم أبو سراج والقوبه يختطفون من الشارع إلى السجن. هذه الأعمال لن تهدأ الشارع ولن ترهب المواطنين بقدر مايفقد الانتقالي المسيطر على عدن المزيد من شعبيته.
تقبلوا الصوت الآخر وافتحو قلوبكم للحوار وتسامحو وتذكروا أن هذه التجارب فاشلة وليس هناك قوي يكمم الأفواه والسلاح.
كنت أتمنى أن يدعو اللواء الزبيدي في خطابه إلى مبادرة وتشكيل فريق للتفاوض والحوار مع طرف الشرعية الجنوبية الذين شردوا من عدن . والفرص مازالت حتى وان كان القرار مسلوب كما قال الرئيس علي ناصر فهناك لابد من جهود داخلية لرأب الصدع وتضميد الجروح والسعي لاعاة لم الشمل .
الشارع محتقن والناس منهكين لا رواتب ولا خدمات ويموتون من كورونا ومن الفقر والجوع وياتي من ينصح الإنتقالي بقمع الأصوات المعارضة واخراسها. هذا لم ينجح فيه نظام عفاش أيام قوته وتماسكه. هذا عمل عفى عليه الزمن. والايام دول.
تحياتي للعقلاء المعتدلين والله المستعان