آخر تحديث :الخميس-19 سبتمبر 2024-01:52ص


الكهوف الحوثية ومستقبل اليمن

الثلاثاء - 20 أبريل 2021 - الساعة 07:07 ص

فيصل الصفواني
بقلم: فيصل الصفواني
- ارشيف الكاتب


يبدوا الكثير من الكتاب اليمنيين وهم يسلطون الاضواء بشكل مركز على (المشروع الحوثي) بكل مكوناته العنصرية والمذهبية، وكأنهم واقعين في فخ اجندات إيرانية، تحاول استدراجنا الى كهوف اذنابها الحوثين بطريقة غير مباشرة هي اشبه بالفخ.

فالناس عندما يفكرون بواقع هذا المشروع الانقلابي القاتم، فإنهم سرعان ما يفكرون في البديل الذي سينتقلون إليه فلا يجدون في افاق الاهتمام العام اي ملامح لمستقبل اليمن السياسي والاجتماعي البديل عن حاضر الحوثيين الميليشاوي، بهويته العنصرية المقيتة التي يرفضها كل اليمنيين.

فالحرب الدائرة في اليمن حاليا وبغض النظر عن التسميات المختلفة لها، لا تخرج عن كونها حربا بين مشروع الماضي وأنصاره القادمين من كهوف الأوهام، وبين مشروع المستقبل بآفاقه الرحبة حيث تكمن الحياة الكريمة لكل اليمنيين في ضل دولة يمنية بشروطها الإنسانية المعاصرة.

ويكفي ان نذكر واحده من اهم الفوارق بين المشروعين وهي... أن المشروع الحوثي في الحاضر، تمثله مليشيات تنشر الفوضى والقتل في الداخل اليمني وعلى المستوى الخارجي تعلن عدائها للمحيط العربي والإسلامي بشكل عام، وتقاتل تحت شعار "الثورة الايرانية ".

بينما مشروع اليمنيين في المستقبل تمثله دولة اليمن الواحد، الدولة التي تعمل في إطار الشراكة الاقليمية والدولية مع كل بلدان العالم بهدف إعادة اليمن إلى محيطها العربي والإسلامي أولا واستعادة الدولة اليمنية بمؤسساتها المدنية التي تكفل السلام الحقيقي والتنمية لكل اليمنيين المتفق عليها بإجماع سياسي في مؤتمر الحوار الوطني.

فلماذا لا يهتم الاعلام اليمني والكتاب بتسليط الضوء على المستقبل ومغرياته السياسية والاجتماعية التي تمثل البديل الارقى لهذا الوضع الذي تحاول هذه الميليشيات الدهماوية فرضه علينا بقوة السلاح.

ولمصلحة من يتم هذا الحظر الاعلامي والمعرفي على مشروع المستقبل ومناصريه حتى من قبل اعلام الشرعية نفسها!

فاليمنيون ليسوا مشلولي الإرادة بطبعهم كما يتصور البعض ولكنهم حيارى تائهون لا يدرون ماذا يفعلون.

وكلما هموا بالخروج من أسوار" المقبرة الحوثية" فلا يجدون المخارج المؤدية إلى رحاب المستقبل الأمن والمعلن عنه رسميا في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.

لان مصادر الضوء الإعلامية موجهة كل طاقاتها باتجاه الجماعة الحوثية وقاداتها ومنظريها الذين يبحثون عن شرعية وجودهم في قبور الماضي.

فاللوم الحقيقي يقع على الأجندات الاعلامية التي تعمل جاهدة على تجهيل اليمنيين بمستقبلهم ومحاولة إقناعهم بان الحرب الراهنة ليست سوى صراعات إقليميه لا تمت لمستقبل اليمنيين ومصالحهم بأي صلة.

فكيف ننتظر من شعب ان يغادر بيئة الحوثيين ويسقط مشروعهم اجتماعيا والأجندات الإعلامية ماضيه في ممارسة التعتيم والحجب المقصود لملامح المستقبل المنشود لكل اليمنيين.

ففي تقديري لا يوجد ما يحرك الدافع الحقيقي في نفوس عامة اليمنيين من الداخل ويستثير هممهم لا سقاط الانقلاب الحوثي اجتماعيا وشعبيا، غير لفت أنظارهم إلى ما ينتظرهم من مستقبل مستقر وامن في ضل دولة تعمل بشراكة إقليميه ودولية، دولة خالية من كل المشاريع العنصرية والمذهبية والجهوية.

فهلا...اتجهنا لتسليط أضوائنا الاعلامية ومصابيحنا الكتابية على مستقبل اليمن الذي تحول الممارسات الحوثية والاجندات الإيرانية بيننا وبينه؟!

 كاتب صحفي