آخر تحديث :الخميس-21 نوفمبر 2024-12:05م

سينما وميلشيا

الأربعاء - 17 مارس 2021 - الساعة 11:25 ص
عوض المطري

بقلم: عوض المطري
- ارشيف الكاتب


شوفوا الباطل حق الاشتراكي بهدل بنا، تاميم و محاربة و غيرها، لكن الوطن اغلى و نبغاهم فقط يتقوا الله في خلقة.
في نهاية عام 1978م و كانت حينها الاستعدادات لعقد المؤتمر التأسيسي للحزب الاشتراكي اليمني، كنت طالباً في الثالث ثانوي.
في احد الايام اتفقنا انا و الصديقين ( جعبل علي عاطف الكلدي و عبدالحكيم منصور عاطف) ان نذهب للسينماء لمشاهدة احد الافلام ( لا اتذكره الان).
التقينا بجانب ورشة خنفر للنجارة ثم تحركنا ثلاثتنا معاً شمالاً باتجاه فرن الشعملي.
في نفس اللحظات كانت هناك مسيرة امامنا و فيها شخص يدعى "مزيد" و معه امرأة اخرى و بحوزتهم طبول يقرعوا عليها و المجاميع تشترح و تبترع اثناء مسيرهم.
كانت حركتهم بطئية جداً لدرجة اننا لم نستطع التحرك باريحية و لم نستطع اختراق المسيرة لمواصلة السير.
عند وصولنا إلى امام بقالة ( دكان) عبدالكريم الزمري - شمال منزل الشعملي)، فكرنا ندخل الدكان و نشتري كندا دراي لنشربها و قدها فرصة ان المسيرة تتحرك و بعدها نستطيع السير براحة.
فعلاً اشترينا شراب كندا دراي. بعدها بلحظات دخل البقالة الاخ عبداللة باظروس و اشترى قنينة شراب كندا، و قعدنا نتحدث بامور الرياضة و غيرها و نشرب على مهلِ .
بعد حوالي عشرين دقيقة خرجنا و مشينا نحو السينماء التي كانت تقع في شمال مدينة جعار.
وصلنا امام السينماء و بقينا نحن الثلاثة ( عبدالحكيم، جعبل و انا) نجمع الفلوس حق الثلاث تذاكر و بعدها اتجهت انا نحو نافذة بيع التذاكر بينما وقفا جعبل و حكيم بعيدين.
اشتريت ثلاث تذاكر و اتجهت الى مكان توقف صديقٌي و لكن لم اجدهما. فجأة سمعت صوت ينادي باسمي من جانب احد المنازل. تبينت الشخص فإدا هو عبدالله باظروس، اتجهت نحوه فقال لي: اهرب الجماعة يدوروا عليك.
قلت له اهرب ليه؟ و من هم ذي يدوروا عليا؟
قال باظروس: اصحاب المليشيا قبضوا على عبدالحكيم و جعبل و انا امتلصت - هربت- منهم، و هم يقولوا عاد باقي الرابع حقهم.
قلت له : ليه قبضوا عليهم و ليه يدوروا عليا؟ ايه سوينا؟ و انا باروح باشوف ايه الحكاية.
حاول عبدالله باظروس يقنعنا ان اهرب معه لانه بحسب كلامه شافنا بجانب نافذة التذاكر و اختفى حتى ينبهنا. لكننا اصريت ان اتبين عن صديقٌيّ.
اتجهت نحو مبنى المليشيا الدي كان يقع شمال غرب السينماء ايامها ( منزل بن عباس اعتقد).
في اثناء توجهي نحو مبنى المليشيا شاهدت شخص يجري بقوة نحوي فوقفت و إذا به عبدالحكيم ،ناديت عليه و لكن مر مثل الطائرة بجانبي. واصلت السير شويه و ادا بالاخ جعبل خارجا من مبنى المليشيا يجري فوقع ارضا، ساعدته على النهوض فشاهدنا و قال : اهرب اهرب.
طبعاً هو جرى هارباً ،لكن انا سبقته جرياً.
تفارقنا و وصلت انا منزلنا و قعدت افكر ايه الدي حصل و ثاني يوم طبعاً مريض و مافي روحه للمدرسة. ثالث يوم التقينا و سألتهم : ايه عملتوا؟ ضيعتونا مشاهدة الفلم و التذاكر لازالت معنا!!!
اخبرونا بان اصحاب المليشيا قاموا بعمل تحقيق معهم ليه كنا نسير خلف المسيرة و على ايه كنا نضحك و من الدي حرضنا نضحك على المسيرة؟
و وقع دكم و لطم و زبط...
و الله ثم و الله ما كنا نضحك لا على مسيرة و لا على اي شيء. كنا نتحدث بامور اخرى و نضحك ضحكات بعيده عن مافي عقولهم.
صحيح كنا مقشوطين و على سنجة عشرة زي ما يقولوا، لكن مافي اي كلام على السياسة.
الان، هل ممكن نطالب بتعويض عن حرماننا من مشاهدة الفلم يومها و ثمن التذاكر بل و الامتناع فترة من الاقتراب نحو السينما او مقر المليشيا