البحث عن استعادة الجنوب

صاحبي الذي أعرفه منذ ربع قرن من الزمن كان ضابط بحث مهني في أبين زرته قبل مده في مكتبة وقد صار مسؤول أمني في عدن ، لم يعد يعرفني إلا بعد أن عرفته باسمي عاد شريط الذكريات وقال كتابتك جيده لكن بعضها تريد عودتنا إلى باب اليمن. لم استغرب من ادعائه أو اتهامه لأنه بات مسؤول في زمن لاقيمه للمسؤولية وكلام العقل. بل الشعارات والمزايدات وبيع الوهم. المهم بعد كل ذلك قال اعملوا للصحفي مقراط مايريد من توضيح. تذكرت ذلك وقد بات الشعب الجنوبي اليوم منهك ومات نصفه بالرصاص والجوع والفقر والبطالة والمرض.

وفي ذات الوقت مازال البعض ينهب ويسرق ويتبلطج ويتعربد في عدن وغيرها رافعأ علم الجنوب ويعلم الناس أنه بالسلوك الهمجي يناضل لاستعادة دولة الجنوب.

واتسائل هنا أي جنوب يعود يعيده هؤلاء الجهلاء والحمقى والفاسدين القادمين من قرى التخلف موجهين أسلحتهم ضد إخوانهم الجنوبيين.

المجلس الانتقالي حامل مشروع الجنوب العظيم صار اليوم مجرد اسم افرغ من مضمونه مسلوب القرار المستقل ودخل شريك في الحكومة يتخبط هنا وهناك.
رئيسه عيدروس الزبيدي في الإمارات منذ أكثر من عام ولحقه أحمد بن بريك وفضل الجعدي متفرق للتغريدات السياسية التي ملت الناس من لغتها الثورية .
لم أسمع أو إقراء لقيادي عقلاني في الإنتقالي يدعي يوما إلى الحوار والمصلحة الجنوبية بين الجنوبيين الذين تقاتلوا بالأمس في عدن ورمال أبين.
باختصار أن أردنا عودة الجنوب أن نبدأ أولا بمعالجة آلاثار التي خلفتها الحرب الأهلية ونعترف بالأخطاء التي حدثت وقبل ذلك سحب جميع القوات من أبين بالتنسيق مع قيادة التحالف العربي وفق بنود اتفاق الرياض
.إن يدخل جميع قادة وضباط الشرعية الجنوبيين عدن إلى بيوتهم بحرية دون قيد اوشرط
وعلى رأسهم سند الرهوه وعبدالله الصبيحي وأبو مشعل ويوسف العاقل وسالم لهطل وعبدالقادر الجعري والعوبان والقفيش ومحمد علي جبر وغيرهم.
إن يعود أحمد البوحر والنخبة إلى شبوة وغيره من قيادات شبوة رافعين الرؤوس في بلدهم.
لماذا نتهرب من هذه الاستحقاقات الوطنية ونذهب بعيدا. اضعنا الوقت بالكلام الفاضي.
عندما نرتب ذلك ونتكلم بلغة التواضع والعقل وتقبل بعضنا ونتخلى عن المصالح وعقلية الانتقام والإقصاء. أبشروا أن هناك مؤشرات لتوحيد الصف الجنوبي ونلتقي على طاولة الحوار الجنوبي الشامل لبحث تقرير المصير لهذا الشعب الذي قدم الغالي والنفيس لأجل قضية عادلة بات يسرقها المناضلون الدخلاء الجدد على حساب دماء الشهداء والجرحى.

نحن مع جنوب من المهرة إلى باب المندب وضد من يفصله على مقاسة من المثلث إلى دوفس أو الشيخ سالم. هل تقبلون بذلك ومازالت الفرص مواتية