آخر تحديث :الخميس-04 يوليه 2024-01:27م

ارق قلوبا وألين أفئدة.. اجتمعوا في أحياء ميت وفي موت حي

الجمعة - 26 فبراير 2021 - الساعة 11:23 ص

سمير القباطي
بقلم: سمير القباطي
- ارشيف الكاتب


كم أنتم يا أبناء اليمن الأحرار شعب عظيم السواد الأعظم من اليمنيين لم يستطيع السياسيون ان يجمعوهم على رأي او على كلمة ..

لكنهم التفوا واجتمعوا والتفوا خلال هذا الشهر فقط في إحياء ميت وفي موت حي ..

 

صدقت مقولة رسولنا الكريم فيهم انهم ارق قلوبا وألين أفئدة. صلاة ربي وسلامه عليك يا رسول الله .

 

اجتمع اليمنيون بكل أطيافهم ومشاربهم وانتماءهم في بداية هذا الشهر لعتق رقبة "منصور الجلاعي" من تنفيذ حكم  القصاص وخلال يومين تم تغطية مبلغ الدية المطلوبة والمبلغ الكبير .. احيوا نفس الجلاعي وأسرته فكان هذا التكاتف هو نبراس اليمنيين بعيدا عن السياسة والانتماء والحزبية والطائفية ..

جمعت التبرعات من كل شبر في اليمن ومن كل دولة وقارة يتواجد فيها يمنيين .. 

ولكننا لم نلبث سوى أيام ورأينا كل اليمنيين شمالا وجنوبا تحولت واجهات صفحاتهم إلى تقديم العزاء والمواساة وذكر مناقب فقيد صانع الابتسامة ابن عدن (رائد طه) الذي وافته المنية وهو يبحث عن لقمة خبز لاهلة رغم ما يعانية من الأمراض إلا أنه كان يكافح من أجل حياة كريمة لاسرتة وتجنيبهم الفاقة والعوز ..

 

رائد فنان من أبناء عدن الكرام ابن شواطئها وجبالها ورمالها.. ابن اصيل لكل عدن دخل كل بيت من خلال صناعة الابتسامة .. وفنة الناقد بطريقة تراجيديا ..ناقش العديد من المواضيع التي تهم المواطنين وأبناء عدن بالدرجة الأولى.

 

. من مؤسسين فرقة خليج عدن التي طافت كل المحافظات قدمت حراكا ثقافيا وفنيا.. واحيت في الناس الروح رغم الحرب وازيز المدافع والرصاص والقتل .. 

 

كانت الناس تبحث عن شيء يأخذها بعيدا عن كل التلوث السمعي والبصري خلال معارك لا تزال تدور رحاها حتى اللحظة .. 

وكان رائد طه وزملائة ذلك المتنفس الجميل الذي عطر ايامنا ورسم في وجوه الناس ابتسامة عريظة ولحظات متميزة لن تموت بعد رحيله رحمه الله ..

 

رائد لم يجد الاهتمام لا من قبل الدولة ولا من القائمين على المحافظة ولا حتى الذين هم مقربين منه ،لم يكن لهم يد في إظهار  ما يعانية من مرض مزمن.. وهو يعمل ويجاهد بصبر وعزيمة لكي لا يكون عالة على أحد..

 

عزة نفس رائد وكبريائة جعلت حتى المقربين منه يتقولون ويقولون كلاما لا يشعرون كم يحز في نفس الفقيد..

 

رحل فقيد اليمن وعدن بوجه الخصوص رحل وترك للجميع درس لا ينسى ما أقسى واقصر هذه الحياة بعيون تسير بعزة وكرامة .. قلما نجدها في هذا الزمن ..

 

رحمك الله يا رائد طه ونسأل الله أن يجعل الجنة مثواك بالفردوس مستقرا لك ..

ونأمل من كل المسئولين الذين رأيناهم يتحسرون على رحيلة اليوم وينعونه بكلمات منمقة ان يلتفتوا لأسرته ويقرروا راتب شهري ومعونة لهم لتقيهم سؤال الناس ويعيشون بعز وكرامة كما اراد لهم الفقيد في حياته وهذا أقل واجب واقل تكريم لفقيد الوطن .. فهل نسمع مبادرات كهذه قريبا