---------
فاروق المفلحي:
هناك بعض السياسيين والشخصيات الناشطة اتابعهم واعجب ببعض طرحهم ، لكن ما تحدثوا به ، بخصوص ان لا ينفرد الانتقالي بتمثيله للجنوب فهذا فيه نظر وقول ووقفة.
وليتذكر الناس ان هناك مكونات عديدة اعلنت عن نفسها ولكنها ليست بحجم وشعبية وقوة وجسارة المجلس الإنتقالي بل ولا نعرف من اين تحصل على دعمها واعلامها وتسهيلاتها !
على ان الانتقالي يحصل على دعم علني من دول هي معنا في نفس الخندق، والانتقالي هو حراك شعبي متعاظم ولد بين اللهب والنار .
ومن الانصاف فان الانتقالي يدعو الى التكاتف والتضامن مع كل المكونات الجنوبية التي تلتقي معه في صميم القضية لكن بشرط ان لا تشغله عن قضيته الكبرى او تطالب هذه المكونات ان تشارك الربان في توجيه سفينة الوطن فقد ترتطم السفينة او تجنح وهنا لا تنفع الحسرات.
هناك مكونات جنوبية تخالف الانتقالي في الجوهر وهذا فوق حدود القبول في زمن صعب وحرج وبالغ الخطورة .
فكيف يلتقي الضدان او المتنافسان بل وليس من الجائز ذلك في زمن التحرير فهذا ترف وتساهل ولين غير محمود العواقب.
وحقيقة فأن شعبية الانتقالي متعاظمة وملهمة وكاسحة وولدت من عمق الخنادق وجبهات القتال الملتهبة ومن صميم التضحيات بينما تلك المكونات ولدت عبر اعلان ولم يكن لها دويها في المواجهات او ليس لها ذلك التاريخ من التضحيات بل ولا تستطيع ان تدشن حوارا وطنيا او تخاطب المجتمعات الدولية بسبب وقوعها في الظل ان لم نقل انها مغمورة .
كما انني استأنست برأي مفكر حول هذا الامر ، فاجاب انه لو كان ماو تسي تونج زعيم الثورة الصينية التي صنعت اعظم قوة ونهضة في العالم، انه لو كانت قياداته طالبته بان يتماهى مع المكونات الصينية الاخرى لكانت الصين اضاعت فرصتها ولكانت اليوم مثلها مثل اي دولة افريقية، تشحت المساعدات من امريكا واورباء واليابان.
وهناك من سيستغرب ان نضرب مثلا بالصين !والحقيقة فان رسولنا الكريم ضرب امثله بالروم وعدلهم ونهوضهم بعد كبواتهم .
الذين حققوا السبق في الجبهات وقدموا التضحيات وانهارا من الدماء والدموع ، لهم اليوم الحضور في المشهد الوطني وغيرهم لهم فرصتهم وبعد حين عند انجاز المهمة الكبرى.
فاروق المفلحي