آخر تحديث :الأربعاء-18 سبتمبر 2024-04:33م


السياسة سرطان خبيث

الإثنين - 07 ديسمبر 2020 - الساعة 09:30 ص

قاسم المسبحي
بقلم: قاسم المسبحي
- ارشيف الكاتب


 

 

اليمني يعاني من أورام سياسية خبيثة، بسبب الفراغ والبطالة .طوال ساعات النهار والليل سياسة. لا يذوق الأكل والشرب الا مع الخوض عن السياسة، ولا يحلى السهر الا بسياسة ولا يستمتع في مقائل القات الا بسياسة ويتنفس اكسجين السياسة .من تسعينات القرن الماضي، إلى اليوم واليمني، من جرعات غذائية ، إلى جرعات حزبية، وهجمات إرهابية،وساحات مليونية، وثورات وثورات مضادة،وهجمات صاروخية، اجيال استهلكت اعمارها بين صراعات حزبية، واخرى عسكرية.

 

في التواصل الإجتماعي عجن العجين سياسة، وفي السوق حوارات سياسية، وفي المخبز، وصالون الحلاقة، وفي قاعة الأفراح وأماكن العزاء، وعلى المدرجات الرياضية. كاد لا يخلو مكان الا والسياسية المسيطرة علية .مسرحيات واغاني سياسية قصيد وأشعار سياسية،حتى كبار السن نساء ورجال يتناولون كميات كبيرة من السياسة.

حتى طبيب الاسنان يطالبك بان تفتح اذنك، قبل فمك، ليقدم لك تحليلا حول استمرار المعارك في ابين وحول تغريدات هاني بن بريك ، وكلمة الميسري ، ومخرجات حوار الرياض، وعن تقسيم الحقائب الوزارية.صفحات تطبيل ، ومنشورات مزامير،وتبعا لهذا الواقع فاليمني يعاني من أزمات نفسية بسبب سرطان السياسة المزمن، والذي يعني الاحباط والضجر والنكد من الواقع الأليم.هكذا حياة سلبية في كل مكان، وفي الصباح، والمساء.اليمني يفتح التلفزيون حوارات ساخنة وشلات حماسية وجبهات كر وفر وصرخات جرحى ودمعات يتيم ودق العود على نغمات المدافع .

والسياسة الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع في اليمن شمال وجنوب ان كل هذه الحرب ضد الشعب ،المواطن محارب من الجميع في حقوقه وراتبه وتامينه الصحي واستقراره ،يهددونه ويعتدون عليه ويطلقون الرصاص عليه .

والمصيبة والطامة الكبرى ان اغلب الاحزاب والتكتلات ومنظمات المجتمع المدني والنخب والنشطاء والاعلامين والحقوقيين والمثقفين في كل مدن اليمن يقفون موقفا عدائيا او متفرجا على المواطن البسيط ولا يدعمونه مطلقا . ولايطالبون بحقوق هذا المواطن البسيط لا يطالبوا بعيشة كريمة له ...والغريب في الامر انهم لايدركون حجم المخاطر الذي ينتظرهم بسبب عدم اهتمامهم بحقوق المواطن وحرصهم على الصراعات بكل أطرافها، وكذلك ساعدوا بشكل او اخر إقحام المواطن في مجال السياسة.

ان السياسة تطوف اليمن كله شماله وجنوبه ومازالت الحقيقية ضائعة . كم يحتاج المواطن اليمني كي يغسل جراحه من غبار السياسة العالقة به.