آخر تحديث :الثلاثاء-22 أكتوبر 2024-11:30ص

ابطال من ورق 

الإثنين - 12 أكتوبر 2020 - الساعة 07:06 ص
ضياء سروري

بقلم: ضياء سروري
- ارشيف الكاتب


 

 خلال الساعات القليلة الماضية سمعت عبارة تكررت في عدة فيديوهات مرسله لي عبر الفيس بوك والواتس اب وهي " ابطال الجنوب " وكانت العبارة مقتصرة على اربع او خمس شخصيات تقريبا .

اي انهم اختصروا الجنوب وابطاله وقضيته وشهدائه في شخصيات محددة لم تكن ظاهرة او حتى متواجدة في عدن قبل خمس سنوات تقريبا .

فعلا ازعجتني الرسائل والتسجيلات وكم التهم المصحوبة بالشتم والإساءة لمجرد الاختلاف في وجهات النظر السياسية ، وحيث اني لا أجيد كتابة كلمات غير لائقة ولا أجيد أيضا عرض فيديوهات مرئية تنقل حركات وجهي الدالة على تعبيرات لا يجوز أن تطرح على سيادتكم ولا يمكن لي استخدامها ،فأنا أخترت القلم الذي يسطر ما بداخلي بكل أدب واحترام .

حقيقة يا سادة لا تخفى على أحد، ولا ينكرها احد ، فمن اطلقتم عليهم صفة الابطال ماهم إلا مجموعة مُسيسه إجادت فن التحور، تماما كما يتحور الفايرس الذي يصيب الخلايا ويسبب الاعياء. يضعف الجسد وينهك قواه دون رحمة ، بالضبط كما حدث لنا نحن أبناء عدن عندما غُرسوا هؤلاء في جسد القضية الجنوبية . 

لم يكونوا ابطال إلا على الورق، فلم نشاهدهم في حرب ٢٠١٥ على أرض عدن ، ولم يمدوا ابناء عدن بالسلاح والعتاد عندما نفذت دخيرتهم وهم يقفون على أركان حوافيهم وشوارعهم يدافعون عنها بأرواحهم وامكانياتهم البسيطة .

 لم يكونوا بجوار الشهداء عندما قتلهم رصاص الغدر من الخلف كما حدث مع الشهيد علي ناصر هادي ، وغيره.

وبعد أن انتهت الحرب وتم حل المعادلة امسك ابطال الورق زمام الأمور في عدن ومن يومها لم ترى مدينتي حالا اسوء من حالها اليوم .

منذُ عام ٦٧ لم تمر عدن يوما بهذا الوضع الكارثي، حتى في حروبها السابقة ، ٨٦ - ٩٤ لم تأخذ عدن كل هذا الوقت لتعيد حساباتها وتنهض من جديد .

كانت ايام قليلة تكفيها لتقف من جديد ، تفتح ابواب المدارس والجامعات ومرافق العمل .رغم الكبوات إلا أنها لم تستسلم ولم ترفع راية الهزيمة .

 أما اليوم فعدن امامكم ، مدارسها مغلقة ، مستشفياتها مغلقة، حدودها مغلقة ، طاقتها السياسية أيضا مغلقة على فئة لا تجيد الا فن الحديث والتلاعب بالالفاظ والمشاعر .

فئة اختارت أن توقف الحياة لترسم عدن على لوحة معروضة للايجار او البيع .فئة حولت الانتقاد لعداء ، وفتحت دار جديدة للفتوى الاعلامية تجيز وتحرم بحسب ميول رب العشيرة .  

  لا امن .. لا كهرباء .. لا ماء .. لا علاج .. لا معاش يصرف 

لا إذاعة ولا تلفزيون ولا حتى صحف تعمل بطريقة مهنية تحفظ للارض كرامتها وشخصيتها 

اربع سنوات عجاف لم يستطع ابطالكم إخراج عدن من شرنقة الفشل  

الملقى دائما على كاهل الشرعية الغائبة قولا وفعلا بل اصبحت عدن في عهدهم تكنات لقواعد عسكرية يدار اتباعها بالريموت كنترول او بشيك مقبول الدفع .

خير ابطالكم يكمن فقط في توفير المناخ المناسب لتظهر طفيليات المجتمع على سطح مستنقع الفشل المقام على عرش سياستكم العقيمة . طفيليات إعلامية واقتصادية وسياسية وإدارية وعسكرية،، والجديد "مطبلتيه" لا حصر لهم 

ميزة ابطالكم الوحيدة هي تسليط الضوء على الفشله حتى نعي نحن العامة خطورة بقائهم واستمرارهم على السطح السياسي والاعلامي والعسكري ، فهم سبب رئيسي فيما تعيشه عدن اليوم بالرغم من توافر كافة مقومات النجاح المادية والإدارية والعسكرية أيضا. 

 

                      وهذة هي البطولة الوحيدة لهم

 

               وقد وجب شكرهم عليها بعنف ثوري منظم