آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-07:39م

كنت انفصاليا متشددا

السبت - 10 أكتوبر 2020 - الساعة 06:03 م

أنيس محمد الحبيشي
بقلم: أنيس محمد الحبيشي
- ارشيف الكاتب


كنت انفصاليا متشددا ، أقرح قريح ، شهدت مهرجانات الحراك الجنوبي ومليونياته منذ تأسيسه عام 2007م ، وساهمت في صياغة الوثيقة الشرعية الجنوبية والتي ندمت فيما بعد على المشاركة في صياغتها ، وكتبت في كل صحف الجنوب ك(الجنوبية) و(القضية) و(أخبار الوطن) و(14أكتوبر) وغيرها عدا صحيفة الأيام التي رفضت النشر لي مطلقا دون إبداء أي مبرر للمنع !

 

وشاهدت من مفاسد الهيئة الشرعية الجنوبية (الدينية) ما تشيب له رؤوس الولدان ، ورأيت من دجلهم ونفاقهم وحقدهم كل البقع الحالكة السواد تحت اسم الله ورسوله ، وكيف جمعوا أخيرا تبرعات القطعان من هبلان وأغبياء الجنوب مئات الملايين أثناء تنصيب (المخادر) في ساحة العروض ، والتي بقيت حتى غزو الحوثيين لعدن عام 2015م ثم فر الذين جمعوا تلك الملايين المملينة إلى السعودية ليتواروا عن الأنظار ويأكلوا ما سرقوه مما جمعوه بهدوء ونعمة ومباركة الجار !

 

 وأول وأكثر ما جعلني أجر قدمي من هذا الطوفان الرهيب هو زرع العداء وبث روح الكراهية ضد كل شمالي وضد من أسموهم بعرب 48 في عدن حتى ولو كانوا من أنصار استقلال الجنوب ، وحتى ولو سقط منهم شهداء كثر مثل بواقي مدن الجنوب وأريافه وقراه ، وكان هذا بداية تفكيك وتفتيت اللحمة الجنوبية على أيدي الندافين من حراك الجنوب !

 

هذه بعض الشجون وليست جميعها ، ولا أكن حقدا أو عداءا لأحد ، لكن آثرت أن أنأى بنفسي ، وأربأ بها من أن تخونني خطواتي ، ويلومني عليها أحفادي حينما يرون أني كنت أعدهم وأمنيهم بأوهام القطط وأحلام العصافير ، ثم يرميني الزمان ويلقي بي إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم !!