آخر تحديث :الأربعاء-08 مايو 2024-03:21ص

21 سبتمبر واليمني المأزوم

الإثنين - 21 سبتمبر 2020 - الساعة 07:47 م

ناصر احمد بن حبتور
بقلم: ناصر احمد بن حبتور
- ارشيف الكاتب


 

نكبة ٢١ سبتمبر والتي افضت الى انقضاض مليشيا الحوثي على مؤسسات الدولة والسيطرة الكاملة على العاصمة اليمنية صنعاء، لم تكن تلك النكبة من صنع تلك المليشيا منفردة، بل اشتركت معظم القوى السياسية والنخب المثقفة في تلك النكبة..

حيث تماهت الكثير من القوى السياسية والاجتماعية مع ما قامت به مليشيات الحوثي من اجتياح للعاصمة صنعاء، واعتبرت ان ذلك الاجتياح لا يخصها ولن يمسها بسوء، بل ان الكثير من تلك القوى شاركت بفعالية فيما حدث.

أيضاً الكثير من النخب الثقافية كانت تعتبر ما حدث مجرد صراع بين القوى التقليدية واعتبرت الحوثي افضل تلك القوى وعلى يده سوف يتم القضاء كل القوى الشريرة وسيكون الحوثي ذلك المخلص والمبشر بالدولة المدنية الحديثة..

وفي حقيقة الأمر لم تكن هناك اي من القوى السياسية والنخب المثقفة متقنعة بالحوثي، ولكنها استسلمت في لحظة ضعف تاريخية لضغائنها واستمتعت بما حدث كنوع من تصفية الحسابات وأغمضت عينيها عن كل مساوى الحوثي.

نعم اجتمعت ضغائن اليمنيين في ذلك اليوم المشؤوم،  واسترق اليمني المأزوم النظر لمليشيا الحوثي وهي تجتاح عاصمته  واعتبر كل شيء وأي شيء مما حدث لا يعنيه في شيء سوى تصفية ما تكتنزه نفسه من حقد على ذلك اليمني الآخر والذي تسبب له في مشكلة ما في تاريخ اليمن.

سيطر الحوثي على صنعاء في يوم الواحد والعشرين من سبتمبر وانتشر سريعاً في المحافظات وصولاً الى عدن وخسر الجميع  وتشرد بدون استثناء ولم يسلم احد من مليشيا الحوثي وسلمنا البلاد الى حرب وحروب فرعية اخرى.. ولازال المشهد السياسي اليمني مُنصاع ومستسلم لضغائن قوى سياسية مأزومة، والكثير من تلك القوى تتمنى اليوم سقوط محافظة مأرب ومناطق اخرى بيد الحوثي نكاية بقوى سياسية واجتماعية أخرى، ووفقاً لذلك يتمدد الحوثي وينكمش..!!