آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-02:57ص

خيار العمل السياسي

الخميس - 03 سبتمبر 2020 - الساعة 07:59 م

ناصر احمد بن حبتور
بقلم: ناصر احمد بن حبتور
- ارشيف الكاتب


العمل السلمي واستخدام ادوات السياسة السلمية فعل محمود ينبغي تشجيع كل المكونات السياسية على انتهاج ذلك.

حقيقة ان العمل السياسي ضمن تيارات سياسية يحمي المجتمع من الانزلاق نحو الانتماءات الضيقة جغرافياً ومذهبياً وقبلياً.. ويُمكن الافراد والجماعات من التفاعل الايجابي مع بعضها وتتلاقح افكارها وتنتج عمل وطني واسع ونافع للجميع بما في ذلك التيارات المعارضة.

ولايدفع المجتمع نحو الولاءات الضيقة سوى الانفراد بالقرار الوطني وادعاءات التمثيل الحصري للمجتمع ونبذ الاخر المختلف ووصمه بصفات العمالة والخيانة والارتزاق، وحينها لايجد الفرد من خيار لحماية نفسه ومعتقداته غير القبيلة والمنطقة والمذهب، وهنا يذهب المجتمع الى صراع عدمي ويتخفى خلف هذا الصراع الفاسدين والعملاء والمرتزقة الحقيقيون.

عند العودة لاستعراض تاريخ الجنوب خلال القرن الماضي نجد ان الصراع المناطقي والقبلي لم يكن له اثر في تاريخ الحركة الوطنية في الستينيات نظراً لوجود حياة سياسية وتنوع فكري تتخندق فيه القوى الوطنية وتتنافس سياسياً وتعبر عن قناعاتها بدون ضغوط الاقصاء والتهميش على اسس غير سياسية.. وحتى عندما انقسم الثوار بين تياري الجبهة القومية والجبهة الوطنية كان صراعهم ثوري وسياسي بحت، وتشكل التياران من افراد من كافة المشارب الوطنية. ولم يظهر الصراع المناطقي والقبلي الا في فترة الحزب الواحد وكانت معركة يناير 1986م تتويج لذلك السلوك الاقصائي الغير سوي.

وما نشهده اليوم من صراع مناطقي وقبلي مؤسف هو نتيجة طبيعية للسلوك الاقصائي الذي مارسه من يدعي الحق الشرعي في الثورة والقيادة وما رافقه من وصم الاخر بتهم الخيانة والعمالة والارتزاق وتوج ذلك السلوك برفع السلاح والتصفيات الجسدية، بل وصدرت فتاوي دينية تبيح ذلك الفعل الدموي.
اليوم،

خيار العمل السياسي، واستخدام ادوات السياسة السلمية للتنافس ينبغي ان يكون هدف لجميع القوى السياسية، بعيداً عن ادوات العنف والاستقواء بالغلبة العسكرية، وماشهدته مدن ابين وشبوة وحضرموت خلال هذا الشهر من مسيرات سلمية لمكونات سياسية متنوعة يعد فعل مبشر، ودليل قاطع ان لاحياة سياسية ايجابية الا في ظل سلطة الدولة الشرعية.