آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-08:59م

إذا جاء القدر عُمّيَّ البصر!

الجمعة - 28 أغسطس 2020 - الساعة 07:34 م

شرف الكبسي
بقلم: شرف الكبسي
- ارشيف الكاتب


كثير من يستطيع التحدث وإصدار التهم والأحكام بعيدًا عن العقل والمنطق ومراعاة عن المؤثرات الخارجية من قوة السيول الجارفة  ،  بل ويحاول أن يظهر بمظهر المرشد والهادي الى الحق ، ولكن بطبيعة الحال لو كان الشخص نفسه في مكان الحادثة ؛ لكان له موقف أخر وتبريرات ووجهة نظر تختلف عن الآخرين ..

,هذا هو الحاصل بالحادثة التي وقعت في محافظة إب ، والتي راح ضحيتها سبعة أرواح حسب ما تداولته مواقع التواصل الإجتماعي ، كل هذا كان جراء السيل الجارف ، ولكن طالما وقد تعددت الأراء وتصدر من تصدر للقضاء أحببت أن أضع وجهة نظري كناشط على مواقع التواصل بأن ما حصل بحق هذه الحادثة المؤلمة كان مؤسف للغاية  ، ولا يمكن لأحد أن يحمل المسؤولية الكاملة في السائق – الأب- ولايمكن كذلك تحميل المسؤولية ذاك المشاهدين والمصورين ..

دعونا نحكي عن الواقع بعيدًا عن العاطفة الجيَّاشة، قد نلوم الأب على تهوره ومجازفته، ولكن تبقى معنا مسألة الشباب

أولًا : نسبة الإنقاذ ضعيفة جدًا مقارنة بحادثة دار سلم؛ لأن السيل متحرك ولو افترضنا جدلًا أن كل واحدٍ أحضر غترته حسب قولك يا دكتور، فهل سيتم التجاوب والجاهزية خلال ثوانٍ،،، لا لا بالعكس في تلك اللحظة الإنسان يبقى مخلبط مع نفسه، فكيف مع غيره.

ثانيًا : لنفترض جدلًا أنهم أحضروا كل الغتر وتم ربطهنَّ مع بعض، هنا السؤال يطرح نفسه : هل من الممكن ولو ١٠٪ أن الطفل سيستطيع أن يمسك بالغتر حتى يتمكن من إنقاذ نفسه، طالما وهو طفل وقدراته ضعيفة؟

فهذا صعبٌ أو محالٌ جدًا ، فضلًا عن أن الخوف والرعب في تلك اللحظة لكلا الطرفين - الغارقين والمشاهدين - لن يسمحا لهما غير الصراخ والدعاء والبكاء فقط.

ثالثًا : هناك إحتمال أضعف من الضعيف وهو أن يتم توفير طائرات - هولوكيبتر- تابعة للدفاع المدني، تكون على جاهزية أثناء الطوارئ منها السيول؛ فهذا أقرب إحتمال، ولن يكون إلا في الدول المتقدمة، التي تسخر التقنية الحديثة من أجل الإنسان أولًا.

رابعًا وأخيرًا : ولنسلم جدلًا أنه تم إنقاذ الطفل فقط، فكيف بالستة الآخرين، أو ع تقولوا كل واحد يمسك بالآخر، وهذا احتمال ضعيف جدًا جدًا، هو مش فيلم أكشن.

 على العموم نسأل الله أن يعصم قلوب أمهاتهم ثم آبائهم، ويعوضهم أولاد وبنات خيرًا مما فُقد منهم  !..

ولا خيار لنا إلا أن نقول: إنا لله وإنا إليه راجعون ، وقديما قيل : إذا جاء القدر عُميًّ البصر !