آخر تحديث :الأربعاء-02 أكتوبر 2024-06:22م

فخامة رئيس الجمهورية: قناة عدن تفتقد قيادة نزيهة

السبت - 18 يوليه 2020 - الساعة 11:30 م
نجيب حيدر

بقلم: نجيب حيدر
- ارشيف الكاتب


برغم ما أفرزته الحرب العبثية التي تمر بها بلادنا على واقع اعلامنا الرسمي من مآسٍ وجراح وتدهور نجد أثرها بالغاَ في قناتنا الحبيبة عدن غيبت عنا أناس نعدهم أفضل الكوادر وأقعدت عجزا معظم الكفاءات وأفقرت وأحطت أعز وأشرف المقامات وأغنت ورفعت أوطئ وانذل الخلق خلقا وقدرا .. هي الحرب اللعينة التي تاهت أهدافها في استثمار أزماتها تسقط وتذل العزيز وترفع وتعز الذليل.. 

في خضم ذلك أصبحت قناة عدن بجدة بفعل القائم على إدارتها فارس عبدالعزيز بيئة طاردة لأبناءها تضيق بهم ذرعا فهو لم يدع أحداً من كوادرها أوموظفيها ممن تمكنوا اللحاق بها إلا مارس عليهم صنوف الإقصاء والتهميش حتى وصل به الحال إلى استبعادهم واستبدالهم بأشخاص ليسُ من أبناءها جلبهم من خارج الحقل الاعلامي لايحضون بانتماء وظيفي هو يبحث دائما عمٌن يجني من استقطابهم حتى لو كانوا من سوق الخيمة أو حراج الصواريخ..
عديدة هي الأسماء والقامات التي تضررت بفعل سلوك القائم على القناة والتي تجاوزت خدمتهم وكفاءاتهم خدمته التي لاتكاد تذكر من ذاقوا تجبر طيشه من المرارة والألم ..
من المحزن أن ترى قناة عدن وسط عفن الزمان بين ناهش وناهب يتربح خيرها فاسد لم يألف النعم يلعق نفيسها جاهل أحمق غره بعد الزمان والمكان..

لاينتهي العبث هنا بل يتمادى ويستفحل فالمشكلة في القائم على قناة عدن بجدة من يسكنه اعتقاد دائم أن بإمكانه أن يتخطى سلوكيات المهنة في الاستيلاء على أجر موظف وهب القناة نصف عمره ووقف مع شرعية الأرض والدولة والإنسان منذ الوهلة الأولى لمجرد انتقاده أمام وزير الاعلام ترشيح زوجته وعدد من أصحابه ضم متعاقدين بالأجر اليومي ومن لا ينتمون للقناة والحقل الاعلامي ممن لم تكتمل فيهم مواصفات الوظيفة العامة ومعايير المفاضلة لشغل درجة مدراء عموم في صورة من صور التخريب الوظيفي لقناة عدن العريقة دون مراعاة من هم صامدون بالعاصمة المؤقتة عدن ممن عصرتهم التجربة ويمتلكون المؤهلات والاستحقاقات الوظيفية ووقفوا مع شرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في مواجهة مليشيا الحوثي حتى الساعات الأخيرة ودحرها وتحرير العاصمة المؤقتة عدن ..

في هذا العرض لنا أن نتسائل كم يتقاضى القائم على قناة عدن بجدة راتبا شهريا مكافئة نظير هذا العبث؟ هل هو خمسة ألاف دولار أم أكثر من ذلك؟
أين تذهب الموازنة التشغيلية الشهرية للقناة التي لاتصرف لها؟ وهل هي عشرون ألف ريال سعودي أم تزيد؟ وهل خصصها رئيس الوزراء لدعم أصحاب الرواتب المتدنية من طاقم القناة دون أن تصرف لهم؟
بطبيعة الحال تصريفها مجهول والسؤال عنه بدعة ..
أين مصير أجور إعلانات البرامج الرمضانية كل عام فترة خمس سنوات؟ إلى أي مدى يمكن أن نقيم تسريب أوجه الدعم المقدم من الجهات الداعمة للقناة؟

لو عدنا إلى مطلع افتتاح قناة عدن في الرياض عام 2015 نجدها كانت تتلقى كل أشكال الدعم من قبل الشركة المصرية المشغلة للقناة والمكلفة بتوفير كل التزاماتها ومتطلباتها وكانت الشهية مفتوحة لدى صاحبنا فقط نتساءل هل كانت إحدى المقبلات جهاز مونتاج لا خطي بأفضل المواصفات ودقة عالية تتعامل معه القنوات الفضائية بناءٌ على اختيار القائم على القناة عقب مسح شامل لأجود مافي السوق السعودي وأغلاه لتقوم الشركة بشراءه بنحو ثلاثين ألف ريال سعودي أم كان أقل من ذاك بقليل؟
القضية لاتنتهي هنا لأن الجهاز لم يرى طريقه إلى القناة إلى يومنا هذا وحسبما يقال تم إخفائه وبالإمكان التأكد من الشركة المشغلة للقناة في الرياض سابقا. ياما في الجراب ياحاوي..

كثيرة هي الأسئلة التي نطرحها ونناقشها هنا..
قناة عدن في صورتها النمطية ومايدور فيها دون أدنى شك تحظى باهتمام قيادتنا السياسية واهتمام كل كادر وموظف فيها ومشاهد لها؛ هل بإمكان القائم على قناة عدن بجدة فارس عبدالعزيز أن يؤكد لنا ماهية المبلغ الذي استلمه وتقاضاه مقابل قيمة رعاية الحفاظات التركية كونفي الذي بثت قبل النشرات قرابة العام منذ رمضان العام الماضي هل كان خمسين ألف دولار قُسِّط شهريا دون فواتير وسندات رسمية ودون أن تدخل في حساب القناة بعدن ويختفي لحظة تحويله إلى حسابه الخاص أو حساب أحد أقرباءه لإبعاد الشبهة أم تجاوز ذلك أم كان دون ذلك؟ وماالمغزى من تمويل إعلانات لحفاظات تركية في وقت يمر به البلد بحرب لم ترحم الشيخ والطفل..

كما نتمنى أن يطلعنا عن المبالغ التي تقاضاها من رئاسة الجمهورية ومكتب النائب ورئيس الوزراء خلال الخمس سنوات باسم مايسمى موظفي قناة عدن والتي لاترى معظمها النور إلى أصحابها..
أوجه الدعم الأخرى والمجاملات والهبات المقدمة للقناة عبر جهات أخرى هي كثيرة لاتحصى إحداها القنصلية اليمنية بجدة التي قدمت وتقدم دعما سخيا للقناة يضاف إلى ذلك شهر الخير شهر رمضان الفضيل الذي تتدفق فيه مئات الألآف من الريالات السعودية لرعاية عدد من البرامج الرمضانية يستحوذ عليها القائم على قناة عدن بجدة ويسيرها نحو مصير مجهول باختلاق ذرائع واهية إضافة إلى زكاة رمضان التي يتقاضاها من
رجل الأعمال الشيخ أحمد العيسي أربعة ألاف ريال سعودي سنويا وغيرها من غيره..

من لايستطيع أن يتحمل مسئؤلية عشرين فرد في قناة في المهجر كيف به أن يدير قناة عدن بأربعمائة وواحد وخمسين موظفا أساسيا ومئة وثلاثة وسبعين موظفا متعاقدا وثمانية وتسعين مساهما مع كامل استحقاقاتها وقطاعاتها كيف به أن يحقق التوازن في تسييرها، ذلك أن وجوده أساسا في أعلى هرم القناة جاء محض الصدفة خدمته متغيرات المرحلة في ظل ظروف عابرة لاعلاقة لها بالعمل الاعلامي..

سؤالنا هنا كم هي الأسماء الوهمية التي تصرف لها رواتب من الجانب السعودي واليمني دون أن تصلها أو تعلم بها أوتصلها وليس لها وجود فعلي سوى في كشوفات الراتب فقط؟
كيف نفسر ان تصرف رواتب سعودية شهرية من مخصصات القناة لأفراد لا تتواجد أساسا في القناة لأكثر من ثلاث سنوات؟
ماالمقابل نظير ذلك؟ وخير دليل على ذلك هو إخفاء كشوفات الراتب عند الاستلام ..
حقيقة لاينكرها أحد كيف لشخص مثله أن يدير قناة في الوقت الذي يتجول ويسيح فيه من دولة لأخرى يمكث أسبوعا في القناة بينما مايمضيه سياحة يتجاوز الشهرين والثلاثة كماهو الحال حاليا في الهند دون مساس براتبه أو راتب زوجته باعتبارها موظفة متغيبة..

ذلك يزيدنا قناعة ويقينا بمدى تمسكه بالقناة التي تبيض له ذهبا لن يفرط فيها ما بقيت في المهجر ولايسعنا في هذا المقام حتى نفيه حقه إلا أن نقول وماخفي كان أعظم .

في إحدى صور العبث التي يمارسها القائم على قناة عدن بجدة نراها في استغلال الوظيفة العامة من خلال ترك برقية عزاء لوالد زوجته تدور في الشريط الاخباري للقناة ثلاثة أيام بلياليهن في مفارقة غريبة لم يسبق أن حدثت في لحظة استشهاد البطل المناضل قائد تحرير مدينة عدن المحافظ اللواء جعفر محمد سعد أو لدى استشهاد اللواء الركن عبدالرب الشدادي قائد المنطقة العسكرية الثالثة خلال المعارك الدائرة ضد مليشيات الحوثي بمحافظة مأرب في خطوة لايقدم عليها إلا مالك قناة..

فخامة الرئيس لايقبل أن يستظل تحت رايته لص عابث ولايتستر خلف رداءه مطبل ناهب..
في إطار ذلك نناشد فخامة رئيس الجمهورية ربان سفينتنا وقائد مسيرتنا إلى بر الأمان إنصافنا وإنصاف هذه القناة وكوادرها والتوجيه بإيقاف عبث القائم على قناة عدن بجدة والحد من تماديه في فساده وتعيين شخصية نزيهة لرئاسة قناة عدن تقدر حجم المسئولية التي تمنحونها إياها وتراعي حقوق موظفيها ..
كما ندعو هيئة مكافحة الفساد ونيابة الأموال العامة والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة باعتبارهم أجهزة مستقلة منحت سلطات واسعة مخولة بالحفاظ على المال العام تقع على عاتقها المسئولية الأساسية لمنع واكتشاف وتصحيح عمليات الفساد من خلال تفعيل دورها في أن تمارس مهامها في الرقابة على مخصصات قناة عدن بجدة والتحقق من إيرادات القناة واموال الرعاية والاعلانات التي يستلمها القائم على شئونها في مخالفة واضحة للوائح والقوانين المنظمة لذلك.

مدير تحرير بقناة عدن