آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-03:30ص

عن خطاب الرئيس

السبت - 27 يونيو 2020 - الساعة 08:35 م

بدر قاسم محمد
بقلم: بدر قاسم محمد
- ارشيف الكاتب


قبل الإشارة لاجتماع الرئيس هادي اليوم بالقوى السياسية اليمنية, أفضل الحديث عن دواعي هذا الاجتماع التي يبدو أنها تستحث هادي لاتخاذ موقف يجافي تطلعات التحالف العربي ومن خلفه الشرعية الاممية الساعية لانهاء الانقلاب الحوثي على شرعية الرئيس هادي ذاتها.

- من الواضح تصاعد الحملة الاعلامية المنظمة عقب احداث سقطرى ومحاولتها ترقية الحدث الجنوبي إلى مصاف الحدث الأهم من تقدم الحوثيين الصامت وسيطرتهم على كامل جغرافيا الشمال, لا يعتبر صمت القوى اليمنية الإعلامي وحده علامة من علامات الرضا, بل التسليم الطوعي للجماعة الحوثية على امتداد جبهات القتال في الشمال هو الاخر يعتبر علامة من علامات التواطئ وخيانة شرعية الرئيس هادي ذاتها والهدف العربي والدولي في انهاء الانقلاب الحوثي.

- لاينبغي اهمال ان هذا الميزان الوطني بكفته المائلة جنوبا, يدركه هادي والتحالف العربي والدولي الان أكثر من أي وقت مضى. لهذا استهل الرئيس هادي كلمته بالحديث عن معاناة الشعب اليمني الضائق ذرعا بأوضاعه ومآسيه, على غير العادة في كلماته السابقة المحيية صموده ومقاومته وبطولاته وهي تستنهضه وتحاول ضخ فيه روح المواصلة ومواجهة التحدي بالتحدي.

- بعد هذه التواطئة انتقل الرئيس هادي مباشرة لنقطته الجوهرية محاولا الدفاع عن موقفه تجاه الحملة الإعلامية الشرسة مستهدفته بالقول:

- ان غايتنا واضحة, نريد يمن اتحادي امن ومستقر .. إلى اخره. من ثم اتبع هذا مباشرة قوله " وحدد لذلك نضالا وطنيا (شريفا).

رغم ان إشارة هادي للنضال الشريف هنا تبدو وقد تفرعت على شقي الحدث اليمني ,الشمالي والجنوبي, الا ان وقوفها الوسطي بين هذا وذاك تبدو محملة بمشاعر التيه والضياع وهي محاولة اخيرة للتبرئة واخلاء مسئوليتها امام الحملة المستهدفة شخصه والنيل منه.

ثم ينتقل هادي للحديث عن الضرورة التي استدعت قبوله باتفاق الرياض في سبيل حشد الههم وتوحيد الصف لمواجهة الحوثيين.. ثم يستدرك وهو يعدد مظاهر تعثر تنفيذ اتفاق الرياض واضطراره للوقوف على ذكر وتفنيد احداث سقطرى ليردد بحسرة:
- حين أنها كانت ينبغي أن تكون في عقبة ثره، وجبال الحشا وصرواح، ونهم والبيضاء وقاع الحوبان هناك حيث معركتنا الكبيرة، وعدونا الحقيقي، وملاحم أبطالنا الفدائيين الذين يسطرون أروع البطولات، ويفتدون بدمائهم الطاهرة الزكية وطننا الغالي .

- يبدو استدارك هادي هنا وهو يحاول تسجيل نقطه على القوات التي توجهت جنوبا موازية لنقطة اعلاها التي سجلها على القوات الجنوبية التي سيطرت على سقطرى. ليتمكن هادي من العودة لموقفه الوسطي وتبرئة جانبه امام محاولة البعض الصاق الذنب به.

من ثم انتقل بكلمته للحديث عن السلام ودعوته للانتقالي لوقف اطلاق النار وتأكيده على توجيهه بوقف اطلاق النار للقوات المرابطة في أبين.

اخيرا ختم حديثه بالتحية للقوات المسلحة والمقاومة التي تقاوم الحوثيين ولمااسماه بالجيش الابيض من الاطباء الواقفين في مواجهة وباء كورونا و توجه بالشكر لملك المملكة السعودية وولي عهدها.

نقطة انتهى خطاب الرئيس هادي بمايؤسس لاحلال الوضع على ماهو عليه وابرام اتفاق الرياض بصورة تشبه إلى حد ما ماتم تسريبه من وكالة رويترز.