آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-01:25ص

في الجنوب تردية وتعليب

السبت - 13 أبريل 2013 - الساعة 07:24 م

سعدان اليافعي
بقلم: سعدان اليافعي
- ارشيف الكاتب


هكذا يحلو لكاتب المقال إن يصف الحال الذين وصل إليه الوضع التعليمي في الجنوب بعد احتلاله وتدميره والتي نالت المؤسسات التعليمية الدور الأكبر من الاحتلال والتدمير بل هدف في مرمى الجهل والتخلف القادم إلينا من جبال اليمن بخطط مدروسة ، جعلت وضعنا التعليمي في الحضيض ، قد يقول قائل بالغة لكن الوقائع والحقائق على الأرض كفيله بالرد عليه عن نسبة وجودة التعليم في جنوب الآباء الذي سلب منهم وجنوبنا اليوم الذي نعيشه بدون قيمة .

 

يحكي لنا الآباء ومعلمينا عن وضعهم التعليمي السابق رغم الإمكانات الشخصية الشحيحة والمعدمة لكن وطنهم آنذاك وفر لهم التعليم ذات الجودة العالية وبالمجان إلى كل حي وقرية وبيت جعل الجميع فئات الشعب هدف للرقي والتقدم .. وهذا ما نحن له حاليا ونريد الوصول إليه واستعادة الوطن الذي يبحث عن كرامة الإنسان وقيمته التعليمية فكل ما في الطبيعة ثمين وجميل وشريف، لكن الاثمن والاشرف والأجمل على الإطلاق هو الإنسان المتعلم المثقف التعليم الحقيقي الديني والأخلاقي والدنيوي الذي يسخره لخدمة شعبه ووطنه ، فالطالب هو الكائن الذي لا حدود لكيانه ، والفكر الذي لا يثنى عن ذاته الخيال ولا يؤمن عن ارتياد المستقبل المستتر المجهول  .

 

مدارسنا الجنوبية اليوم صارت تحشو دماغ تلاميذنا بتلك المعلومات القاصرة المدروسة بمصطلح وخطط وزارات الاحتلال "المتردية والمعلبة"  المتلاحقة وبمعلومات صالحة وطالحة ولا تعلمه قيمته كطالب وإنسان . . . فهي مدرسة لا فرق بينها وبين سجونهم التي تؤوينا منذ عشرات السنين .

 

فمهما تخرج طلابنا في أضخم مدارسهم وأعلى الشهادات، وهو لا يعرف قيمته كانسان وقيمة وطنه كجنوب وقيمة شعبه صار طالب دفن شطر حياته في السراب .

 

فالشهادات تنيل والمعارف تغربل والأحوال تتحول وتتبدل والطالب يبقى الأقوى على كل حال ، فالمؤسسة التعليمية المثلى هي التي تهتم بالطالب أنسانا عزيزا قبل إن تهتم به طبيبا أو مهندسا .

 

فالسياسة التي أتبعت في جنوبنا المذبوح بعد حرب المنتصر أهتمت بالحروب والأزمات فقط سيطرت عليها ذهنية "بربرية الحروب"  أسترخصت بالطالب والإنسان الجنوبي ككل في سبيل الكسب للسلطان،  تلك هي سياسة المحتل التي ورثناها عن وحدة الضم والإلحاق ، فهل نرضى إن نعيش فيها ونستمر بها على قسوة مستقبل الأجيال؟

 

 

من هذا المنطلق وصل المارد الجنوبي ورد بقوة على تلك السياسات، ومنه انبثقت تكتلات ونقابات مجتمعية كان للنقابة "التربويين والمعلمين الجنوبيين" موقفا، حيث جازفت رغم الصعاب وغامرت في وضع احتلال وقبلت شرف العودة للوطن الحقيقي ولتلك الحقبة الجميلة من الزمن التربوي الجميل، ورغم تعرض أعضائها وأنصارها للاعتقالات والاختطافات فهو حال كل شعب الجنوب المطالب بالحرية واستعادة كل الوطن، من هنا لا زالت نقابتي المعلمين هي الأنشط على الإطلاق أشعلت جذوة الحراك الجنوبي بيومها الموسوم" الطالب الجنوب " الذي كان لنا شرف فكرة تأسيسه والترويج له إعلاميا نجحنا تما حتى أصبح ثقافة نضالية في حياة الطالب الجنوب ينتظر ذلك اليوم الثوري بشغف وله رغم أن كل حياتنا ثورة، وبعد نضال مضني لشعب الجنوب صار يوم الطالب الجنوبي يقيم في كل المدارس بالمناطق الجنوبية ولا زال في جعبتها الكثير رغم حداثة الإعلان عن نفسها بقوة وبدأت تجسد الصبغة السياسية على عملها كنقابة تربوية تهتم بالتعليم تلك ظاهرة حسنه نتيجة للوضع العالم الذي نعيشه ، لكن نشد على أياديكم بمواصلة العمل التربوي الجميل داخل قاعة الفصل بإعطاء طلابنا الأفاضل جرعات ثورية وأخلاقية تربوية تتماشي مع مرحلة الثورة مؤملين مستقبل جنوبي رائع لهذا الجيل  حتى لا يظلم كما ظلمنا نحن .. ذكروهم  وعودوا إلى الخلف قليلا لتتذكروا سويا ذكريات عشتموها انتم في الجنوب الماضي الذي طمست ثقافته التعليمية والأخلاقية ، ذكريات استسقيتموها وأنهلتم منها العلم الحقيقي من أيادي وقلوب معلميكم .. لتقارنوا دوركم الآن مع ما تعلمتموه في الجنوب الماضي الجميل.

 

 

 

سلحوا أبنائنا وإخواننا  بالعلم الجنوبي الحقيقي أبعدوهم عن ألترديه وأجواء الوضع التعليمي المتردي الذي رسمه لنا المحتل والمعلومات الخاطئة المعلبة والجاهزة التي وصلتنا من بعيد ، رغبوا إليهم العلم وجعلوهم يحبوه بأساليب ثورية تختلف عن المراحل السابقة اشحنوا فيهم نشوة البناء والولاء الوطني والنصر ونحن على عتبات وطن جنوبي جديد كي يسهموا في بناء وصناعة وطن جنوبي يقارع دول الجوار فبالتعليم بنيت تلك الأوطان .