آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-04:46ص

كفى جلد الذات

الإثنين - 02 مارس 2020 - الساعة 12:58 ص

عبدالكريم أحمد سعيد
بقلم: عبدالكريم أحمد سعيد
- ارشيف الكاتب


 

 

من خلال المتابعة للوضع السياسي والمعاناة الإنسانية لشعب الجنوب ، هناك حالات مؤسفة يسلكها بعض الجنوبيين من مناضلين ومتسلقين بأسم النضال ، حيث يمارسون أساليب بدائية (طفيلية) تتعارض تماما مع مبادئ العمل الوطني الهادف والبناء، والذي ينبغي أن يقود المرحلة بمسؤولية تامه لتحقيق نجاحات ملموسة على أرض الواقع ، أنتصاراً للقضية الوطنية الجنوبية وصولا إلى إستعادة الدولة. 

أن بعض المناضلين ومن يدعون النضال، قد تحولوا اليوم إلى أبواق (مثرثرة) تستغلها القوى المعادية للقضية الجنوبية، لإحباط معنوية شعبنا وتشويه نضالاته، لوضع العراقيل أمام أي تقدم يحرزة المجلس الانتقالي الجنوبي في هذه المرحلة المفصلية التي يمر بها الوطن، كردة فعل صبيانية من قبل تلك العناصر المهوسة بالسلطة.! في الوقت الذي يوجد مناضلون جنوبيون يعملون بصمت من خارج المجلس الانتقالي ( جنود مجهولون) نرفع لهم القبعات، وهم من يستحق مواصلة مرحلة ما بعد إستعادة الدولة، وليس المنافقين ومن يبحثون عن الزعامات الوهمية والجاه في هذه المرحلة التحررية، التي تتطلب من الجميع التضحية والحرص على وحدة الصف الجنوبي، والعمل خلف المجلس الانتقالي الجنوبي، وصولا للهدف الذي سقط من أجله شهداء الجنوب. 

لقد أصبحت النزعة الفردية (الذاتية) وحب السلطة والمال تسيطر تماما على تلك النفوس الضعيفة لدى البعض، مما جعل الكثير منهم يقف اليوم في صف أعداء القضية الجنوبية بوعي او بدون وعي.! لنشر السموم المريضة ( المناطقية) بين الناس في جلسات القات وعبر شبكات التواصل الإجتماعي، للتعبير عن قناعاتهم الشخصية تجاه الوضع المعقد في البلاد، من دون إدراك لمخاطر تلك المواقف وأنعكاساتها السلبية على القضية الجنوبية، حيث لا يفكرون بعقول ناضجة، حريصة على دماء الشهداء وحياض الوطن، بقدرما تحركهم العواطف والانفعالات الشخصية الغير مدروسة بتعمق وحكمة وفكر أعقلاني سليم.. شعارهم (أنا أو الطوفان)!

إلى متى يستمر هذا السلوك؟ يامن تتدعون بالنضال والوطنية وأنتم تنحرون الجنوب من الوريد إلى الوريد ، ولا تدركون نتائج ماتقومون به اليوم من تحريض وتشوية لطليعتكم السياسية ( المجلس الانتقالي الجنوبي) المفوض من قبل شعبنا، بعد أن أصبح رقما صعب في المعادلة السياسية الجنوبية وينظر إليه العالم بأعجاب وأهتمام كبير ، بالذات بعد التوقيع على إتفاق الرياض وما حققه المجلس الانتقالي من انتصار سياسي ودبلوماسي قد لا يدركة السطحيون ومن يعملون على تشويهه، من أصحاب المشاريع الأخرى التي تتعارض مع مطالب شعبنا المشروعة وحقه في إستعادة الدولة الجنوبية. 

الخلاصة:

قد توجد بعض الملاحظات تجاه المجلس الانتقالي الجنوبي ومن حقنا تقيمها بشفافية تامه عبر الأطر والقنوات التنظيمية، والحوارات الوطنية الحريصة على وحدة الصف الجنوبي. وعلى قيادة المجلس الانتقالي أن تكون صاحبة المبادرة الجادة لنزع فتيل الفتنه وتفويت الفرصة على من يسعون لشق وحدة الصف الجنوبي وتفتيت نسيجه الإجتماعي، لإضعافه وإسقاطه من الداخل، كما يراهن عليه أعداء الحرية والسلام.! بعد أن فشلوا من تركيع شعبنا عسكريا وأمنيا وإقتصاديا، إلا إن كل رهاناتهم حتما ستسقط أمام الإرادة الشعبية الجنوبية.

(إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر)

 

عبدالكريم أحمد سعيد

كاتب وسياسي جنوبي