آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-02:57ص

هلا فبراير

الخميس - 13 فبراير 2020 - الساعة 12:10 م

محمد أحمد بالفخر
بقلم: محمد أحمد بالفخر
- ارشيف الكاتب


فبراير عادة ما يكون شهر الاحتفالات للأشقاء الكويتيين بيومهم الوطني فتقام فيه المهرجانات الثقافية والغنائية تحت هذا الشعار (هلا فبراير) فتتجدد افراحهم كل عام في وطن آمن مستقر ادام الله عليهم هذه النعمة ووفقهم لشكرها وشكر المُنعِم ذي الجلال والاكرام.

ونحن في اليمن نقول أيضا هلا فبراير أيضا ولكن مع الاختلاف والفارق، فقبل يومين احتفل معظم اليمانيون بمناسبة ذكرى ثورة 11 فبراير الشبابية المجيدة التي انطلقت في الحادي عشر من شهر فبراير للعام 2011م ولكنه احتفال يشوبه غُصةً ومرارة للحال الذي وصلنا اليه وطناً ومواطناً .

فبعد ان تفتحت الاسارير وبدأت ملامح الفجر الجديد تسطع انواره على ارض الايمان والحكمة بعد هبوب الريح المباركة لهذه الثورة الشبابية التغييرية السلمية التي استمدّ شبابها عبق الثوار الأوائل ثوار سبتمبر واكتوبر وبمن سبقهم من رجال اليمن المصلحين والثائرين على انظمة الطغيان المتلاحقة على مدار التاريخ القريب والبعيد والذين كانوا لهم نبراسا لتكون ثورتهم آخر الثورات وتدخل باليمن الى عصر جديد من الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة والتنمية والازدهار واللحاق بركب العلم والتطور الذي سبقتنا اليه شعوب كثيرة .

هكذا كانت الآمال الكبيرة وهكذا كانت الأماني العريضة وهكذا كانت الفرحة الغامرة في قلب الصغير والكبير إلاّ من أبى وهم حقيقة قلة من المستفيدين الذين رهنوا مصيرهم وحياتهم ومصالحهم مع ذلك النظام المتسلط على اليمن ارضا وانسانا.

وكان بالإمكان أفضل مما كان لو أدرك الثوار حقيقة ما يجري ويفتعل خلف الكواليس وما اصبح بعد ذلك في العلن وخاصة بعد أن اطلّت الثورة المضادة بقرونها الابليسية وعملت على اجهاض ثورات الربيع العربي واحدة تلو الأخرى وأصاب اليمن ما أصاب غيرها وتعددت الرماح والسهام الغادرة فأصابت الوطن في مقتل فتم الانقلاب على ثورته بل وعلى نظامه الجمهوري وتقاطعت أجندات ومصالح دول أخرى فعملت على تمكين القوى الانقلابية في محاولة منها لإعادة عقارب الساعة الى الوراء وإن تحقق لهم ذلك في بعض المناطق وفي بعض الأوقات فلن يدوم ذلك طويلا فالشعب اليمني يمرض ولا يموت فقطعا سيفوق من هذه الصدمة وسيستعيد توازنه ويرتب أوراقه ولن يترك فرصة للعابثين بحاضره ومستقبله ولن يتحقق ذلك إلا بتضحيات كبيرة واليمني على قدر المسؤولية في هذا المجال لن يتوانى عن تقديم الروح رخيصة في سبيل وطنه وحريته .

هكذا عُرِف في الماضي والحاضر وهكذا سيكون في المستقبل فلا يحلم الطامعون والعابثون أنه سيحلو لهم المقام وأن أهدافهم ومراميهم ستتحقق على ارض الواقع حتى وإن زيّن لهم المرتزقة احفاد ابي رغال ذلك وأعانوهم على تحقيق شيئا من مطامعهم التي ستبددها ثورة الثائرين بإذن الله وسيقول لهم طفل اليمن وبها نختم :

انا ما عرفت مذلةً        انا عاليا طول الزمن

انا لم أكن عبدا لهم    في أرض صنعاء أو عدن

انا شاعر انا كاتب         انا مبدع في كل فن

انا من تجلّت حكمتي     وقت الرزايا والمحن

وإذا البغاة تهيئوا         وأتو لإشعال الفتن

فلسوف انهض مسرعا كي أرتدي أحلى كفن

يمني لأنت حبيبتي    فلتأخذي روحي الثمن

ولترتوي هذا دمي   أصفى من الماء واللبن

فأنا على درب الهوى    قيس وليلايا اليمن