آخر تحديث :الأربعاء-18 سبتمبر 2024-04:27م


من على رأسه بطحه يحسسها ؟!

السبت - 01 فبراير 2020 - الساعة 11:12 م

نبيل انعم
بقلم: نبيل انعم
- ارشيف الكاتب


 

نبيل انعم

يقال ان ( المال السائب يعلم السرقة ) وهذا المثل الشعبي ينطبق على كل حالة فساد .. فلقد اصبحت لدينا معرفة كاملة أو خبرة ان ما وجد فاسد الا وله مفسد أي له شركاء في الفساد وان في مقدمة اسباب الفساد ( التسيب ) !.. فالتسيب نقيض للضبط و الربط .. للثواب والعقاب .

فالامانة لا تتجزأ .. اما ان يكون الانسان امينا أو لا .. واذا كان الامر كذلك فكيف لمسؤول أؤتمن على اموال الدولة و الشعب أن توسوس له نفسه ويقدم على السرقة " الفساد " ضاربا عرض الحائط ثقة الاخرين به ؟! .

اننا نعلم جيدا ان النفس أمارة بالسوء وهذا يقودنا
الى بعض الانفس الضعيفة من مسؤولين تبهرهم مئات الملايين التي تحت مسؤوليتهم والتي هي اساسا امانة في اعناقهم من اجل مصلحة المواطن وتحسين معيشته .. وتطوير العمل وآلياته الى مستوى يليق بمكانة هذه المؤسسة او تلك .

اذن لم يأت وقوفنا فجأة ضد الفساد ومنظومته الفاسدة من فراغ ، بل جاء بعد ان فاض الكيل وطفح ، لان الفساد تطور وشمل المال والادارة والمهنة و الاخلاق ، ولم يترك لنا الفاسدون شيئا بل تعدت بهم الجرأة الى اختلاق الصراعات والفتن
بين افراد المجتمع ، وكذلك فيما بين الموظفين وزملاء المهنة ،
واصبح كل واحد يتربص للاخر ، والفاسدون مشغولون بجمع الاموال كل حسب قدرته وطريقته ، واصبحوا كالغول ينخر المجتمع .

لذا لم تكن المسؤولية في
يوم من الايام مغنما بل هي امانة يحملها الموظف المسؤول على عاتقه مهما كانت درجته الوظيفية ، فهو ملزم الزاما كاملا بتأدية هذه الامانة بنزاهة وتفان واخلاص وبحسب النظم واللوائح والقوانين .

لكن مانجده ان هناك من يتحايل على هذه القوانين واللوائح ويوظفها لمصلحته ومن معه على شاكلته ، بمعنى ادق انه يستغل موقعه الوظيفي لتمرير العديد من المفاسد للكسب غير الشرعي وغير القانوني .. معتبرا ذلك ( فهلوه ) منه
في تحقيق مآربه الرخيصة والدنيئة .. متناسيا ان الله سبحانه وتعالى يراقب كل افعاله وان اللحظة مؤاتية لفضحه وتسويد عيشته ، وبلحظة مفاجأة ستذمره
مع معاونيه الفاسدين .

فأنتبهوا لتعذيب الاخرين
ولمعاناتهم .. فلا أحد يعتقد بانه بعيدا عن الحساب أو انه فوق القانون .

لهذا نتقدم بمقترح لمعالي
وزير الاعلام ونائبه بتحويل صرف راتب صحفيي وموظفي وعمال مؤسسة 14 اكتوبر الى الكريمي تفاديا لكل الاشكالات في ظل وضع صعب يعيشه البلد ويستغله ضعاف الانفس التي تبهرهم الملايين .