ان مخالفة مجموع القيم الاصيلة والمعايير والاساليب السلوكية المقبولة الشائعة في المجتمع وانتهاج معايير وقيم سلبية تحت شعارات متنوعة والدفاع عنها بالترهيب او باستخدام وسائل الترهيب و العنف المباشر في كافة صوره لفرض راي او مشروع خلافا لارادة الاخرين كل ذلك هي بداية لسيطرة مشروع ارهاب فكري وسياسي بدا يتغلغل في مجتمعنا يؤمن بعدم احترام الراي الاخر مدمر لفرصة بناء دولة النظام والقانون وهو ما يخطط له بالفعل، مشروع كان قد فشل في كل المراحل التاريخية في دول عدة ، ليس هذا فحسب بل كان قد احال تلك الدول الى خراب واعادها للخلف عشرات السنين هذا اذا لم تتعرض خارطتها السياسية للمحو جزئيا، وهو ما يحدث اليوم في صورة مأساوية تصاعدية تتدرج من مجرد فكر او تأييد لفكر معين الى سلوك متطرف باسم الدفاع عن مشروع ما .
ما دعاني لكتابة هذه المقدمة هو ما حدث لي ومايحدث كل يوم للكثير من الاشخاص نتيجة تحريض ممنهج يستخدم لتعميم سياسات القمع وانتهاك الحريات العامة والخاصة انتج فوضى وحلات تهديد مباشرة وغير مباشرة للكثير من النشطاء بسبب توجهاتهم او مواقفهم السياسية وعامة الناس بسبب استنكارهم لما يحدث من تعدي على القيم الاصيلة في المجتمع او بسبب دفاعهم عن حقوقهم ، نهج فوضوي استرزاقي مسنود برغبة داعميه الحصول على نتيجة كهذه ، اغراق المجتمع في مستنقع العنف والانقسامات التي تؤدي بدورها الى ضعفه ، ما يحدث اليوم هو عمل منظم لا لغاء مفهوم الدولة تدريجيا للوصول لمرحلة الا دولة التي يسهل معها تمرير مشاريع واطماع خارجية تدميرية ، وما حدث لي كالذي يحدث للكثير ممن اراد ان يعبر عن راية ، عندما اطلعت على رسالة وضعها شخص مجهول بجانب باب منزلي تتضمن تهديدا صريحا بالتصفية ، وقد انتابني شعور بالحزن على ما آلت اليه الامور في هذه البلاد ، وبصدد ذلك اجدها فرصة لان اتوجه بالدعوة لجميع شرائح المجتمع للتعاون والتلاحم وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد لمنع اعداء الانسانية اولئك المتربصين بالمجتمع من ايجاد مكان بيننا وكشفهم ، انهم ليسوا بشي عدا مرتزقة سيغادرون مجتمعاتنا بالتصدي لهم وسيعم بأذن الله الامن والسلام وان دولة القانون اتية لامحالة .