آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-02:57ص

أحيانا حرية الصحافة في عدن تمر عبر النيابة العامة

الجمعة - 06 ديسمبر 2019 - الساعة 07:34 م

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى
- ارشيف الكاتب


الصحافة مهنة مهمة للغاية وموهبة وامانه لقول الحقيقة والإبلاغ ويمكن اعتبارها إتقان ورغبة في التواصل مع ما يحدث للآخرين ونقل الأخبار ، ولهذا تواجه هذه المهنة هجمات وحشية وتحديات كبيرة وينظر إليها دائما بشكل غامض ثمنه الكثير من المخاطر والسجن والأرواح.

مضايقة الصحفيين و وسائل الإعلام في الجمهورية اليمنية وفي عدن بالذات هي حالة قديمة جديدة وناتجة عن عدم ادراك البعض لمفهوم حرية للصحافة ، وبسبب ذلك لايزال الصحفي يتعرض في هذه المدينة من قبل البعض للتهديد والاعتقال والسجن و الكل في عدن يتذكر حادثة الهجوم على صحيفة "الايام " العريقة وإغلاقها لسنوات عدة ، بسبب مواقفها النزيهة من قضايا الفساد والوطن والمواطن واحترامها لحرية الصحافة ، كما تعرض الصحفي فتحي بن لزرق للتهديد بالتصفية ومقر صحيفة "عدن الغد " لإطلاق رصاص، اما اخر حلقات مضايقة الصحافة والصحفيين في عدن هي قضية استدعاء الصحفي الاستاذ عيدروس باحشوان " رئيس تحرير صحيفة "عدن تايم" الى النيابة العامة على خلفية نشر الموقع مقالات تتحدث عن قضايا فساد وتردي الخدمات في مديرية المنصورة ، والاستدعاء تم بسبب شكوى تقدم بها مدير مديرية المنصورة محمد البري ، وهذا الاستدعاء ما هو إلا صورة مبطنة من صور خنق الصحافة والكلمة الشريفة باسم القانون ومن اجل التكتم عن حالات الفساد والتلاعب بالمال العام ، هذا الاستدعاء شكل من اشكال الأذى اللاإنساني والغير ديمقراطي لحرية الصحافة و الصحفيين ويدخل ضمن منظومة ألأقل وضوحًا للعنف والأذى ، التي يمكن استخدامها لإسكات الصحفي وفيها لا توجد كدمات ولا انفجارات أو أرواح مفقودة وهنا انا اتحدث عن العنف ، الذي يتسلل بطريقة خلسة ولا يمكن الإشارة إليه مباشرة وهو العنف النفسي ، الذي يسبب المعاناة والآلام النفسية على الرغم من ان الكثير يتحدثون عنه بشكل أقل ، إلا أنه يؤثر على حياة الصحفيين بشكل يومي وكبير ويتم ذلك عن طريق التخويف أو المضايقة أو التهديد بالسجن او القتل .

صحيفة "عدن تايم " تتعاطى مع قضايا يومية جوهرية تمس المواطن والدولة وتقدّم لقرائها معلومات سياسية واقتصادية واجتماعية وامنية شاملة ، والاستاذ عيدروس باحشوان ينقلها بشجاعة وينشرها من اجل أن يجعل مجتمعنا أكثر حرية وامن ، حتى في هذه الظروف التي تكون فيها حياته الخاصة في خطر ، و أعتقد أن الوقت قد حان لإثارة القضية على نطاق أوسع للتحدث عن مناخ آمن لعمل الصحفيين ولاتخاذ خطوات ملموسة لجعل حقوق و سلامة الصحفيين من الاولويات في قانون البلاد واعتبار العنف ضد الصحفيين أيا كان شكله اعتداءً مباشرًا على حرية التعبير وتقديم الدعم السياسي الكامل لتعزيز حرية الصحافة و وسائل الإعلام من خلال ضمان تمكن الصحفيين بأمان ودون عائق من أداء واجباتهم المهنية .