آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-12:44ص

ألف..باء الكراهية

السبت - 16 مارس 2013 - الساعة 10:55 ص

صالح علي الدويل باراس
بقلم: صالح علي الدويل باراس
- ارشيف الكاتب


بتصرّف عن مهاتير محمد:

     "عندما قررنا تحديت ماليزيا كان لدينا قوميتان ،المالاويون والصينيون وكان الصينيّون أصحاب المال والصناعة أمّا  المالاويون _وهم السكان الأصليون_ فمزارعون غير مؤهلين فقمنا بتأهيل قطاعات مالاوية توازي القطاعات الصينية في الصناعة والتجارة وغيرها لأنه يستحيل التحديث بدون توازن"

        

 

         "ثقافة الكراهية" مصدرها الجنوب وحراكه المسلح المرتبط بإيران الصفوية  الحاقدة!! ذلك ما تردده هذه الأيام أبواق الخطاب السياسي والحزبي والإعلامي الشمالي لتأجيج كراهية الجوار وكسب دعمه واللعب بالمشاعر الطائفية وحشدها لزرع الكراهية والحقد ضد الجنوب ، وتؤكد رغبة العالم ببقاء الوحدة والقرارات الدولية تعويذة لدعم أكاذيبهم لدى أتباعهم ولتيئيس الجنوبيين، الارياني يفتي بإغلاق قناة عدن لايف لأنها تبث ثقافة الكراهية ويدعم فتواه بالقرار الدولي 1624 ونسي كراهية الذين كانوا يشرعون تآمرهم لحشد حرب94 وما تلاه"إما أن تكونوا موارنة لبنان او تكونوا أكراد العراق"، أمّا المخلوع مع التايمز البريطانية فيعتبر "التداعيات الموجودة وثقافة الكراهية من قبل الحراك وغير الحراك في المناطق الجنوبية ضد إخوانهم في الشمال أخطر شيء" ،  والعسلي يؤكد "ان أمام الانفصال خيارين احدهما حرب أهلية قد تدمرهم وتدمر اليمن او الالتحاق باليمنيين والتحاور على إصلاح مسار الوحدة وشكل نظام الحكم"ولم ينسَ التعويذة  "ان الانفصال خيار الحرب والمجتمع الدولي والإقليمي يقفان مع خيار الوحدة"  ودعا النخب الجنوبية "بالتكفير عن سيئات الماضي والالتحاق بالشعب اليمني" وكأن الجنوبيين هم الذين انقلبوا على الوحدة واحتلوا الشمال ونهبوه ودمّروا كل بنيته واستبدلوها باستيطان امتد في كل قراه ومدنه.

      أين نخب الشمال الذين تضج أبواقهم خوفا من ثقافة الكراهية من مهاتير محمد ونخبته؟

     

 

 

  كانت سلطة الجنوب اشتراكية متداعية انهزم حليفها الدولي وخلقت تجربتها تصدعات وأحقاد سياسية واجتماعية ومناطقية فيه وسيطر القطاع العام على كل النشاطات الاقتصادية والمالية فيها فلا وجود لتجارة وشركات خاصة عكس الحال في الشمال ،خلقت الوحدة وضعا يمكن للشمالي فيه ان يشتري من الجنوب ما يشاء ولا خيار للجنوبي الا أن يبيع فاتفاقيات الاشتراكي لم تضع أية حماية له ، وهذه البداية لم يكن مسئولا عنها الشمال ونخبه لكن المسئولية بعدها على النخبة الوحدوية التي بدأت النخب الشمالية فيها مسلسل  ألف..باء ثقافة الكراهية  يقول الشيخ الأحمر  في مذكراته ان رئيسه قال" كونوا حزبا رديف للمؤتمر ونحن وإياكم لن نفترق وسنكون كتلة ،الى قوله:وبيننا اتفاقيات لا استطيع أتململ منها وفي ظل وجودكم كتنظيم قوي سوف ننسق بحيث تتبنون مواقف معارضة ضد الامور التي اتفقنا عليها" وبدأوا  بتآمر وانقلاب وكراهية ليس ضد شيوعية الاشتراكي التي أسلمت بعد احتلال الجنوب وحالفت الإصلاح "مفتي التكفير" ، كراهية ضد الجنوب فلم يتفقوا على رؤية تبلسم جراحه وتوازن وتدعم اندماج الشعبين في قطاعات المؤسسات والتجارة والمال والاستثمار..الخ ولم يرضوا ان يشتروا ما يشاءون برخص التراب بل لابد من حرب لنهب الجنوب ولم يبالوا بالغدر بوثيقة العهد في عمان التي يطالبون اليوم بتطبيق أقاليمها!!، وحسموا أمرهم بثالثة أثافي الكراهية "فتوى تكفير الجنوب" التي أثبتت زيفها كل مراجع الفتوى في العالم العربي ومازالوا مصرين عليها بل يجددونها واستحلوا بها النهب والتدمير . وبلغت ثقافة كراهية ذروتها بالتكفير؟. لقد كان فساد علي عبدالله صالح رحمة إلهية أفشلت مخطط باسم تسكين الشباب لم يشاركهم في إدارته جنوبيا واحدا هدفه استيطان شمالي في الجنوب يطمس الخصوصية الجنوبية وهو تطبيق لنظرية اليدومي لتهجين الجنوب!! هل من ثقافة كراهية أكثر من اعتبار الجنوب مزرعة حيوان للتهجين ؟   

 

 

      يقول شيخ الحرب عن حرب 94م "الجميع كان لهم موقف واحد ظهر فيه التضامن والتلاحم وهو ما جعل الشعب  بأكمله يتلاحم ويندفع ،لقد هب الشعب اليمني!!من أقصى الشمال بصعدة ومن كل مناطق اليمن في تهامة وحجة وصنعاء والمحويت واب وذمار والجوف وتعز والبيضاء وغيرها وقد شاركوا بأموالهم وكل ما يملكون وقاموا بتمويل المقاتلين بالأغنام والأبقار والخبز  والفواكه والمياه والبطانيات وغيرها الى كل جبهة من عدن وحتى شبوة ،وحتى النساء تبرعن بالحلي وأساور الذهب". بدون تعليق.. كل مدن الشمال ضد كل مدن الجنوب من عدن الى شبوة!! أليست  الحرب ودعمها ذروة ثقافة الكراهية ؟.

 

 

     اقتسم مشايخهم وتجارهم وعسكرهم وبعض علمائهم الجنوب نفطه وبحره واتصالاته ومواصلاته..الخ نهبوا عدن ومؤسساتها وعقاراتها وحتى التجار الجنوبيين الذين لجئوا إليهم وكانت لهم أسماء عالمية في التجارة الدولية همشوهم  ومن رفض كان مصيره مصير وكلاء "سام سونج" ، وزرعوا الارهاب وسلّموه "أبين" وأجزاء من شبوة  وللتغطية سلموا "رداع"   فحافظوا عليها  ودمّروا أبين  وجعلوا أهلها لاجئين ومازالوا،كل ذلك لا يستحق لجان للتقصي فذلك ليس من ثقافة الكراهية!! وقتلوا من أبناء الجنوب الآلاف وجرحوا عشرات الآلاف وحاصروا المدن وارتكبوا أكثر من عشرين مجزرة  وقتلوا النساء والأطفال والشيوخ وسحلوا ومثّلوا  بالشهداء  بالصوت والصورة حتى المجانين ألحقوهم بسجناء الجنوب في الزنزانات كل ذلك ليس من ثقافة الكراهية !!!  قتلوا في 12فبراير الماضي قرابة عشرين جنوبيا في خور مكسر وجرحوا أكثر من مائة ولم تنزل لجنة تقصّي لان ذلك ليس من ثقافة الكراهية لكن حرق بسطة شمالي في حضرموت وقتل عسكري وإصابة بضع عسكريين بلباس مدني.. يا للهول!! تتشكّل لجنة تقصّي ، وتسلق تقريرها وتؤكد: (إنه فعل ثقافة كراهية زرعها الحراك وجريمة ضد الإنسانية ،ولا بد من تغيير المحافظ والسلطة الأمنية واستبدال السلطة المحلية ونزع هذا اللغم الذي لو انفجر مزق الوطن وأطاح بالوحدة!! ومطالبة الحكومة بإغلاق قناة عدن ووضع حد للتدخل الخارجي لأي جماعة انفصالية مسلحة وذلك بمراقبة الحدود البحرية والبرية ومراقبة التحويلات المالية وتشديد الرقابة الأمنية على القيادات ذات الارتباط الخارجي وتقليص أي فعالية تخدم هذه الأقطار ،وزارت لجنة التقصي الجرحى في المستشفيات والمهجرين قسرا وربطت ذلك بالاحتفال بيوم التصالح والتسامح الجنوبي 13يناير 2013 وطالبت الحكومة الى اتخاذ موقف جاد من الصحف ووسائل الإعلام المروجة للانفصال والطائفية واستشهد بسرية كرنفالية استعراضية من 50 الى 60 من مجندين سابقين في فعالية سلمية لإدانة المناضل بامعلم )!! لكن الذين قتلوا والذين جرحوا من أبناء حضرموت لم تتكلف اللجنة حتى الإشارة لهم لان ذلك ليس من الأعمال التي تخلق ثقافة الكراهية!!

 

 

       يا أهل الشمال، الجنوب في حرب منذ عام94م فلا ترهبونا بها ولتغرق هذه السفينة ، انتم ورجوتم الحراك القاعدي وظهر انه بضاعتكم وتربطون الآن الحراك بإيران وسيظهر زيفه وان إيران شقيقتكم ، والى الآن لا حراك مسلح الا الذي يروجونه ساستكم وقنواتكم ودجاليكم فلو صح ذلك فلن يكون أقل قوة من "الحوثي" ولن يستهدف أصحاب البسطات من "الجعاشنه " ان ثقافة الكراهية بضاعة نخبكم وانتم تنقادون لها.إن الحراك ثورة شعب الجنوب للحرية والاستقلال وليس مؤامرة إيرانية حاقدة . وليس ثورة حزب تحميه فرقة ليشارك في السلطة إنها قضية بحجم الجنوب وليست بحجم زواج قاصرات.