آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-12:15م

السعودية هي العالم

الإثنين - 11 نوفمبر 2019 - الساعة 10:20 م

قيس الشاعر
بقلم: قيس الشاعر
- ارشيف الكاتب


 وجهت المملكة العربية السعودية عبر اتفاق الرياض الذي رعته لانهاء الازمة في عدن بين الشرعية و المجلس الانتقالي الجنوبي ضربة قاضيه للمشروع الايراني في اليمن و المنطقة الهادف لزعزعة الامن و الاستقرار والهيمنة على المنطقة ...
 
و جاء توقيع الاتفاق الذي اقيمت مراسيمه في عاصمة القرار السياسي السعودي مدينة الرياض متزامنا مع الانتفاضات الشعبية ضد ايران و فصائلها الارهابية في كلا من لبنان و العراق المعقلان الرئيسيان لمليشيات ايران ...
 
و قد يتساءل البعض لماذا اتفاق الرياض يعد ضربه لإيران كون الازمة التي كانت قائمة في عدن و تحولت الى اقتتال و صدام دامي بين قوات الشرعية و المجلس الانتقالي و امتد الى ابين و شبوه و ما سبق ذلك الصدام من تصعيد من الجانبين انعكست تداعياته على العمليات العسكرية ضد مليشيات الانقلابين الحوثيين و ادى الى  الحد من وتيرة  تقدم القوات العسكرية بعض الشي ... 
 
وهذا الامر ساهم في خدمة مليشيا الانقلابين و منحهم متسع من الوقت لترتيب صفوفهم مع وجود مساحات حدة التصعيد العسكري قلت فيها اتخذوا منها منافذ لتسلل  و محاولة العودة لاستعادة بعض المواقع التي خسروها مستغلين انشغال الطرفين المخولين بأنهاء الانقلاب الحوثي بصراع القائم بينهم في عدن و ما جاورها ...
 
و اظهرت الخطوات المتبعة من قبل طرفي الازمه في عدن  ان خيار السيطرة او استعادة السيطرة و الذي لن يكون  بالاقتتال يأتي من ضمن اولويات كل طرف و لا يقل اهميه عن حربهم مع الحوثيين فسخرت الشرعية كل امكانياتها العسكرية لمواجهة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الذي هو الاخر اتخذ نفس الاجراءات لمواجهة قوات الشرعية ...
 
و كانت مليشيا الحوثي الانقلابية ومن خلفاها ايران تعول على ان تستمر الازمة و تتحول الى حرب اهليه يخوضها الطرفين تخدم ميلشياتها في اليمن و تجعلها في منأى عن الحملات العسكرية الامر الذي سيمكنها من اعادة ترتيب صفوفها .... 
 
كما اعتقدت ايران انه بمقدورها عبر استمرار الصراع في مناطق الجنوب ان تثبت للعالم فشل التحالف العربي بقيادة السعودية عن تحقيق اهدافه و الحفاظ على مناطق سيطرة الشرعية و المدينة التي كان هادي يتخذ منها عاصمه مؤقتة لليمن و هذا يعني سقوط الشرعية اليمنية المعترف بها دوليا ....
 
الا ان توقعات ايران و امانيها اصطدمت بقوة لها ثقلها في المجتمع الدولي اسمها السعودية حيث سارعت قيادة السعودية بدعوة الاطراف لوقف الاقتتال و الحضور الى جده للحوار و حظيت الدعوة بقبول الاطراف المتصارعة و سارعوا بذهاب الى جدة ..
 
 وافضت حوارات جدة عن مسودة اتفاق سمي بأ تفاق الرياض الذي كفل للجميع شماليين و جنوبيين حق الشراكة في السطلة وفق فرص متساوية في التمثيل و اعتبر اتفاق الرياض اللبنة الاولى لحل كافة التراكمات و القضايا العالقة و المدخل الرئيسي لحلها و ارساء السلام في اليمن ...
 
و اثبتت السعودية من خلال اتفاق الرياض الذي ابرم بين الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي انها دولة سلام و جاءت ردود الفعل الدولية و العربية جميعها مشيده بدور السعودية كلاعب محوري في عملية السلام في مختلف النزاعات و القضايا في المنطقة و العالم ....
 
كما اكد اتفاق الرياض للمجتمع الدولي ان السعودية الراعي الاول لسلام في المنطقة و ان جماعة الحوثي المدعومة من ايران هي من تعرقل عملية السلام في اليمن تنفيذا للأجندة الايرانية التي تهدد الامن و الاستقرار و المصالح الدولية في المنطقة ....
 
ويتضح من خلال اتفاق الرياض ان جهود السلام الذي تقوم بها السعودية تعد جزء لا يتجزأ من عدة جوانب تشكل  قوة و ثقل السعودية منها جهود مكافحة الارهاب و العمل على نشر الفكر الديني المعتدل و الدعوة للوسطية و الاعتدال في الدين ونبذها لتطرف  و عمليات الاغاثة و الاعمال الانسانية و حملها راية القرار العربي و الدفاع عن القضايا العربية و على راسها القضية الفلسطينية و ايضا موقعها كمرجعية و قبلة للمسلمين و كاقتصاد له موقعه المتقدم في العالم و وانفرادها بصدارة كمصدر لطافه ترتبط به اقتصادات دول العالم ...
 
كل تلك العناصر او الجوانب  جعلت من السعودية هي العالم وراينا كيف ان دول العالم و في مقدمتهم امريكا هبوا و استنفروا قوتهم لدفاع عن امن المنطقة الذي هو من امن السعودية بعد تهديدات و اعتداءات ايران على شركة ارامكو النفطية وقبلها استهداف سفن في خليج عمان بالقرب من ميناء الفجيرة في دولة الامارات .....
 
لذلك اي تهديد من ايران على السعودية يعد تهديدا للعلم بشقيه العربي و الغربي ....
 
بينما ايران تبقى مجرد مسمى دولة و بعقلية نظام مليشياوي تشكل تهديدا لدول العالم و مصالحهم في المنطقة و ثقلها قائم على مليشيات طائفية في لبنان و سوريا و العراق و اليمن التي تعتمد عليها كأدرع للهيمنة على المنطقة و أوراق ضغط لتمرير مشاريعها و تحقيق مكاسب سياسيه عن طريقها ....
 
الا ان الوضع اليوم لم يعد كسابق و لم تعد لدى ايران القدرة على تمويل اتباعها في المنطقة من مليشيات و فصائل طائفيه متطرفة بعد العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من امريكا و طالت ابراز اذرعها حزب الله اللبناني و تسببت في تدهور وضعه الاقتصادي ...
 
و ايضا لم تعد مليشيات ايران تحظى بتأييد شعبي بعد ان اثبتت السنيين انها في تبعية لإيران و تخدم مصالح ايران العليا فنتفضى الشعب ضدها في لبنان و العراق و تم استنزافها في سوريا و اصبحت قاب قوسين من الهزيمة و التخلص منها في اليمن ....
 
و مهما كانت الترسانة العسكرية التي تمتلكها ايران ليس بمقدورها الوقوف في وجهه قوت العالم اي ان القوة لا تقاس فقط بما تمتلكه من سلاح تقليدي او فتاك و انما بجوانب اخرى تشكل اهميه لدى المجتمع الدولي كالجوانب التي تتميز وتتمتع بها السعودية و التي اظهرتها ليس كجزء من العالم لها ثقلها بل اظهرت العالم مسخر لدفع عنها ...