آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-02:52م

نظرة على بنود اتفاق الرياض

الأحد - 10 نوفمبر 2019 - الساعة 10:44 ص

د. عبدالله محمد الجعري
بقلم: د. عبدالله محمد الجعري
- ارشيف الكاتب


تصفحت بنود اتفاق الرياض  فوجدته مثيرا للجدل ، فهو أشبه بحقل ألغام تختبئ تحت عباراته وألفاظه الفضفاضة الكثير من المعاني التي تحتمل أكثر من تأويل ووجدت أن مجملها تصب لمصلحة الشرعية وما وجدت فيه ما يخدم المجلس الانتقالي أو يقرر له نصرا إلا فيما ندر وليس كما يدعي مناصروه أن ذلك الاتفاق يخدم مجلسهم ويخدم القضية الجنوبية ، ولبيان كل ذلك  أحب هنا أن أطرح وجهة نظري المتواضعة تقييما لذلك الاتفاق كالآتي :

أولا: 

اتفاق الرياض قزّم قضية الجنوب عندما قبل المجلس الانتقالي الجلوس والتوقيع مع طرف جنوبي وكان الأجدر أن يكون الطرف المقابل شماليا لأنه بذلك حصر الصراع وكأنه صراعا جنوبيا خالصا وليس صراعا بين الجنوب والشمال كما كان يروج له الانتقالي بمعاداته لحكومة الشرعية الأحمرية الإخونجية وان لا خلاف مع شرعية المارشال هادي التي يعترف بها ولا ينكرها ، فطالما أنت تقر بشرعية هادي فالواجب أن لا تقبل بالجلوس مع شخص يمثل هادي بل مع شخص يمثل الشرعية الأحمرية الإخونجية المعادية لك والتي فجرت الصراع في الجنوب معها .

ثانيا:

 بمجرد التوقيع فإن الانتقالي يقر ويعترف بمخرجات الحوار الوطني وباليمن الاتحادي وبالشراكة الحكومية مع الإصلاح والمؤتمر وبقية القوى الشمالية الأخرى والقبول بعودة انعقاد مجلس النواب في عدن وفي هذا نسف وتخلي عن ثوابت الحراك الجنوبي في فك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية وفق حدود ما قبل 22 مايو 1990م .

ثالثا: 

إن القبول بتسليم السلاح ودمج الأحزمة والنخب الجنوبية في وزارتي الدفاع والداخلية وإخراجها من عدن هو تقليم لمخالب تلك الأحزمة والنخب وهي مصدر قوة الجنوب التي جاء هذا الاتفاق كسبب ونتاج لخوف الشرعية الأحمرية الإخونجية منها وسعيها للقضاء على تلك القوات .

رابعا: 

إنه بهذا الاتفاق يتراجع الانتقالي عن الإدعاء بأنه الممثل عن الشعب الجنوبي والمعبر عن قضيته بمجرد أن وافق بإشراك مكونات الجنوب الأخرى لتشاركه في قسمة كعكة التمثيل الحكومي ، فأصبح مجرد جزءا من كل .

خامسا:

إن الهيكلة المزمنة بمدد قصيرة وفق بنود الاتفاق لدمج وإخراج القوات خارج المدن تتعلق بالقوات الجنوبية فقط في المحافظات الجنوبية المحررة فقط ، فلا تشمل قوات مأرب لأنها شمالية وليست جنوبية وفق هذا البند ولا تشمل القوات المرابطة في المهرة وسقطرى لأنهما لا يصدق عليهما وصف المحررة وإن كانتا جنوبيتين وكل تلك القوات في هذه المحافظات قوات شمالية تتبع علي محسن الأحمر والإصلاح فلن تمس أبدا ، وقس على ذلك قوات المنطقة الأولى المرابطة بسيئون . وهذا لغم من ألغام الاتفاق المفخخ بالكثير منها .

سادسا:

التخلي عن كل القادة العسكريين المناصرين للمجلس الانتقالي ممن شاركوا في أحداث عدن أبين شبوة بإقالتهم وتعيين غيرهم دون التشاور مع المجلس الانتقالي وفق بنود اتفاق الرياض ومعروف أن أغلب قادة الأحزمة والنخب شاركوا في تلك الأحداث مما يؤكد إقالتهم وفي مقدمتهم مدير أمن عدن الذي نص عليه أحد بنود اتفاق الرياض تحديدا . 

هذه الملاحظات مجرد غيض من فيض وما خفي أعظم ، فهل في كل ذلك نصر أم هزيمة؟