آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-10:23م

المهرة وحكاية العابرين الجدد

الإثنين - 21 أكتوبر 2019 - الساعة 04:19 م
المحامي صالح عبدالله باحتيلي

بقلم: المحامي صالح عبدالله باحتيلي
- ارشيف الكاتب


تتجه الانظار الان صوب المهرة اسطورة شعب الرمال هناك حيث ظهرت العزيمة و الارادة الصلبة فاعطت للحراك السياسي شكلا اخر ، حراك يعد علامة تاريخية فارقة في تاريخ اليمن ، هناك هتفت الجماهير بصوت عال بدون كذب او تجميل او مواربة معلنين بدء مرحلة جديدة ترسم لوحة رحلة الطامحين للحرية وانهم الاقدر على قيادة المرحلة التي سقط على ابوابها اداء من يظنون انهم الممثل الوحيد للجنوب .

وتحت شعار من اجل حرية واستقلال الوطن وصونا لكرامة المواطن دشن مجلس الانقاذ الوطني الجنوبي حفل تاسيسه ، لاتجميل  او مواربة ولا تبعية ولا انغلاق هكذا اعلنت كل الفعاليات - التي انضمت  الى مجلس الانقاذ - شعاراتها مستلهمة مبادئها من حراك المجتمع المهري الحضاري ونضاله السياسي السلمي .

ثمرة جهود صادقة ومخلصة وضعت لبناتها الاولى ايادي نظيفة وحناجر هتفت بصدق عندما تلطخت ايادي من يدعون التمثيل المطلق بالعمالة والتبعية ، اصوات كانت اكثر صدقا وهي تروي حكاية امتزجت احداثها بالعظمة والصبر رغم الظروف القاسية ، هكذا وجدنا اصواتهم وكانها تقول انتعلنا ظلنا منذ الازل وقت القيظ ولم نبالي فكيف نبالي بهذا النشاز العابر ، قالوها بكل جراءة لن نجادل كثيرا  حتى لا نتكئ على مروءتنا ،واعلنوها مدوية انهم لا يهابون من العابرين الجدد ، القادمون صوب فضاءات نوافذ ذاكرتنا ، ليعبثوا بحدودها ، كزائر جاء ليستفز  ذرات رمالنا في فضائها الفسيح بظله العاري بعد ان ايقنا ان وجودنا الازلي قد اكتملت حدود بنيانه .

صرخت الحناجر اي كابوس هذا تسلق حدود جريان نسيم صحراءنا ، حتى  ذرات رمالنا تابى الا ان تنفض عنها ظله المتسخ ، وتحلق عاليا تعانق شعاع الشمس ، ونجوما لها ما افلت وما انحنت رافقتها منذ الازل ، واحتهم خيمة رمل تيممت في محرابها هامات صنعت مجدا  ، قاومت عواصف شذوذ  العابرين الى رسم صخر تفترشه ذاكرتهم منذ امد بعيد ، هكذا كانت هتافاتهم انه اخر العابرين الى الهزيمة ، فليرحل المتسلق خلسة على جدار هامش زمن اللحظات الردئية ، نعم كانت مسافة الوهم الطويلة التي قطعها لم تكلفه الا قليلا من الوقت ، عتا وطغى  ، ينفث على من حوله غضبا وينفث شطيب ماتبقى عالقا في اسنانه من وهم التوحش . وهكذا وجدوه اختصر العظمة في ورق صفيق كان رداءه .

وهكذا وجدوه لايرى الا ظله العملاق ، تجاوز الحد الذي يفوق الاحتمال حتى اختمرت رائحته ، لسان حالهم يقول نحن شعب مازال يستصبر جبروته لعل هذا الزائر الكابوس  ذاهب وتذهب معه رائحة شياطه ، انه لا يحتمل ضعفه الثقيل  حتما سينهال عليه بقوة حتى يبيد غروره  ويتلاشى من مدار وجودنا لينتهي عند اقرب نقطة بداية له ثم الى العدم ، انهم واثقون كان لديهم مايكفي من مخزون نور يضئ الطريق عند كل مفترق .