نحن الان امام الفصل الأخير لمشهد اكتمال سقوط اليمن . مشهد سيكون صادم و مروع وليس له مثيل ، بعد اكتمال مقدماته الظاهرة للعيان في صورة تشتت مفزع وانقسامات داخلية غير مسبوقة ، تشتت استغلته القوى الخارجية لتقلب كل الاطرف ضد بعضها البعض ، حتى غدت جميع اطراف الصراع الداخلية المهرولة في سباقها المحموم الاستعطافي على استعداد للتخلي عن السيادة كلا الحليفة نكاية بالطرف الاخر استنادا الى رواية فجة ظاهرها ان الاطراف المتدخلة في الشان اليمني كلاهما حليفا مخلصا وانه جاء لانقاذ اليمن وكان جديرا بالثقة الممنوحة له امميا ، وتحت هذا العنوان البارز سوقت تلك الاطراف لمناصريها اشكال روابط المحبة و الاخلاص في علاقاتها بالحليف في صورة مثالية لتبرير تقربها وهرولتها لأقرب وأدنى نقطة لظل حليفها الممول .
الحقيقة ان كثيرا ممن وقع تحت تأثير اعلام التعبئة المضلل الصادر عن اطراف الصراع يعتقدون ان ماتقوله قياداتهم هو الحقيقة ، فالإنسان البسيط في الجنوب يعتقد ان التدخل العسكري جاء لانقاذ الجنوب وان تلك الدول لاينام ساستها ليكون له وطنا مستقلا وقويا وينعم بالرخا وكذلك يعتقد الانسان البسيط في الشمال ان مايحدث هو للحفاظ على اليمن وسيادته . نصف الحقيقة المرة الظاهرة للعيان ان قيادات تلك الاطراف على استعداد لان تقول اي شي نكاية بالطرف الاخر او استخفافا بعقول مناصريها وبه تضل رمزا للوطنية .
حتى حالات الاستثناء ليست مقنعة فلا تعد تلك الانفعالات الفردية او حالة الاستياء لبعض المسئولين الحكوميين المتعلقة بالسيادة مواقف ثابتة ، ولم تسجل لقادة الطرف الجنوبي اي حالة من هذا النوع تجاه اشتراطات التبعية المطلقة ربما رغبة منهم جميعا في الظهور بمظهر الوفي المخلص المتفاني ومن ثم الاستمرار بالبقاء .
ان خطاب التعبئة الموجه بقدر ماكان يحتوي على كم هائل من التزييف للوقائع وسرد الاكاذيب والاخبار المضللة الا انه لم يحجب حقيقة مفادها ان قادة تلك الاطراف مسلوبة الإرادة لاتمتلك القدرة على اتخاذ القرار ولا القدرة على الرفض ولا تقول الا ما يملى عليها ولا تفعل الا ما يطلب منها ، تمهيدا للنهاية الماساوية التي تم الاعداد لها . ولكن خطاب التحريض ذاك كان له الاثر المدمر على الانسان البسيط فقط الذي تحول الى مرحلة التوحش الدموي التي لايتردد عندها عن قتل اخية اليمني ايمانا منه انه في مواجهة الد الاعداء على وجه المعمورة .
الخلاصة ان طرفي الصراع الداخلي يرسمون بتبعيتهم خارطة السقوط ، والخلاصة ان المناطق التي سارت عليها عربات الأطراف العسكرية المتدخلة واقدام ادواتهم اكثر عرضة للضياع اوالسقوط عن خارطة اليمن ، وستسجل هذه المرحلة الأسوأ في تاريخ اليمن بسبب مشاركة كل الادوات في سباق انتقامي يضر خارطة اليمن ، وهذا السباق الانتقامي والنزيف في الوطنية ليس الا مقدمة لسقوط اجزاء كبيرة من اليمن بدون رحمة وبدون رجعة . ما لم توقفه جبهة وطنية داخلية منفصلة تماما في علاقاتها مع دول الجوار .