آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-02:57ص

عن الاحترام الواجب للوطن الجنوبي

الثلاثاء - 01 أكتوبر 2019 - الساعة 05:52 م

صدام الدعوسي
بقلم: صدام الدعوسي
- ارشيف الكاتب


لا يخْدعنْك خطاب القوم في الوطنِ ..

أيها الوطن ارفع سقفك كي أستطيع تحته أن أرفع رأسي

خيانة الوطن أصبحت جريمة عظمى بينما خيانة أبناء الوطن أمر عادي ..
أليس من الغريب أن نبالغ في قولنا أن خيانة الوطن جريمة عظمى بينما نرى أن الخيانة التي تنتج من قبل المفسدين والمتلاعبين من أصحاب المناصب قد أصبحت مجرد خيانة عادية ..

نرى البعض من ضعاف الضمائر من أصحاب المراتب والمناصب والمسؤليات وممن أقسموا اليمين وممن حظيوا على الثقة وألأمانة وقد نصبوا أنفسهم السلاطين على رقاب الناس.

أصبحنا نرى الخيانة تتجلى بيننا وأصبح البعض يجاهر بسلطته ونفوذه في ظلم الناس وحتى أصبح البعض في ضيق شديد نتيجة ما يحدث من مهاترات جعلت الناس تعيش مرارة الواقع وتتجرع مذاق الضياع ..

مع الأسف الشديد أن خيانة الواجب الوطني وخيانة الأمانة والمكتسبات الوطنية وحصدها وعدم إعطاء الناس حقوقهم ليس إلا خيانة عظمى وخاصة حينما يتجاهل المسؤل حقيقة م ايحدث ويغلق مكتبه وأذنه وسمعه عن الأستماع للحق وكلماته ..
قيل بأن حب الوطن ليس نشيدا وطنيا ولا مسرحية ملحمية وليس غريزة ولكن فطرة قدرها الله على الكائن المشرف وهو الإنسان. حب الوطن يبدأ بالاحترام الواجب اتجاه الوطن بحمايته من كل سوء أخلاقي أو تخريب فكري أو تدمير اقتصادي أو تفقير اجتماعي أو انتشار ظلم قضائي، إنه أمانة الأجداد الذين كابدوا ظلمات المعتقلات وقاوموا قساوة السجون وقدموا ملايين الشهداء.

المتتبع لأحوال العباد والمتأمل في حال البلاد خصوصا في السنوات الأخيرة يعاين ضغوطا اقتصادية واجتماعية وسياسية كان من نتائجها نقص حاد في هرمون الوطنية. والمقصود بالوطنية ليس أغانيها وليس أيضا حضور مباراة للمنتخب الوطني لتشجيعه لأنها أمور ببساطة تندرج ضمن العاطفة والمشاعر، بل أقصد بها التصرف بشكل جميل وجيد مع بلدك وأن تتعامل كأنها وطنك بالامتناع عن نشر ثقافة الهمازين واللمازين وبالتوقف عن بث روح ال "أنا" ومن بعدي الطوفان. نعم لقد أخرجت أزمة تشكيل الحكومة أبشع وأسوء ما بداخل المجتمع السياسي، وبدا بعض أمناء الأحزاب منشغلين ومشغولين بحلم كرسي وزاري وثير على جثة هذا الوطن. الأزمة تعد مثالا واحدا من بين ألف مما تعدون، وهي مرآة حقيقية عاكسة لأزمة شعور بالانتماء صراحة لهذا الوطن.