ضد الوطن وسيادته اجتمعت كل المشاريع الداخلية والخارجية لإسقاط اليمن جنوبا وشمالا من الداخل ، مشاريع سياسية داخلية فتحت أبوابها للسيطرة والتحكم الخارجي في أسوأ حالة تبعية مذلة انتجت نزاعات بينية ليس لها نهاية ولا تساعد على استقرار الأوضاع ولا تساعد على إيجاد مخرج بشكل عام في اليمن ، تحكم وسيطرة تغذي عوامل انتشار حالة الفوضى السياسية والاجتماعية والدفع بهما لتفجير و تدمير الخطوط الأولى لتحصينات الوطن وسيادته من الداخل ومن ثم بالعبث بكل الداخل اليمني من اقصاه إلى اقصاه وتدمير نسيجه الاجتماعي لخلق حالة من التشتت لا يقوى معها المجتمع على مواجهة الاطماع الخارجية وهي بيت القصيد من كل ما يجري على الساحة اليمنية جنوبا وشمالا.
استنتاج بديهي ومنطقي لهذه الحالة الغير طبيعية المتمثلة في تلك الدعوات الطائشة والتحريض على العنف ضد الآخر هنا وهناك وتلك المشاريع الناقصة المستحيلة التي تدعو الجماهير التحلي بالصبر حتى الموت قتلا وجوعا جيلا بعد جيل لتحقيق النصر بالخروج من متاهة الى اخرى ، مشاريع تحمل من التناقض الغريب ماوصل الى مستوى غير عادي ولم يشهد له مثيل في أي مكان مشاريع يعلم داعموها أنها ستؤدي حتما إلى التبعية المطلقة وبدون سيادة مقابل البقاء وهو ماحدث بالفعل ، هجوم من الداخل والخارج لم يفهم منه إلا أنه بداية لاشهار حالة العداء لليمن جنوبا وشمالا والحضارة التي تتحدث عن هوية شعب عظيم كان هنا ومازال إلى عهد قريب يشار اليه بالعظمة ، للوصول الى تحقيق اطماع ستكون نتائجها كارثية على اليمن جنوبه وشماله .
إن ما يحدث من خلط للأوراق في كل مرحلة أصبح فيها الشعب اليمني جنوبا وشمالا أقرب إلى ملامسة حبل النجاة لهو خير دليل على أن هناك من لا يروق له أن تكون هذه البلاد افضل ، نفس المشهد يتكرر جنوبا و شمالا، فئات رديئة تتسلق فوق ارادة الشعب لتقوم بدورها كأدوات رخيصة تمهد للأطماع الخارجية بالقبول بالتبعية مقابل البقاء ، فئات تجيد تدوير نفسها وتسن لنفسها الحق في رسم كل شي لتعيد الأمور دائما إلى الصفر، ماهرة في إحداث الضجيج وتضليل الجماهير واقناعهم بالشيء وضده في مراحل متتالية .تضليل ينكشف غالبا نهاية كل جولة صراع عندما تصل الامور الى طريق مسدود في أحسن الحالات.