آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-01:25ص

العقلية الخطابية لشيخ هاني بن بريك تنتشي بصوتها أكثر من انتشائها بالجانب المعرفي والعلمي

الأحد - 28 يوليه 2019 - الساعة 06:38 م

العميد ركن مساعد الحريري
بقلم: العميد ركن مساعد الحريري
- ارشيف الكاتب


إن العقلية الخطابية لشيخ هاني بن بريك تنتشي بصوتها أكثر من انتشائها بالجانب المعرفي والعلمي لهذا يتحول اكثر خطاباته المتناقضة الى تنابز ومشحانات كلاميه لاينبغي ان تصدر منه كونه يعتبر من المفكرين إلا سلامين وهي أكبر مصيبة عندما يظهر بتلك الأفكار الساذجة .

ويصف العمل المؤسسي الخيري بالإرهاب ؟ويدعي الى مصادرت وألغى العمل المؤسسي الذي يعتبر هو الأساس في بناء الدول والحضارات ولم يدرك ان التطرف والتشدد يأتي من منظور الحزبية التى تندعي الدفاع عن عقيدة ذالك الحزب او المكون ورفض قبول الأخر ومنها تولد الشخصيات الإرهابية وليسئ من العمل المؤسسي الذي يطالب الشيخ هاني بقمع المؤسسات الخيرية التى تهتم بالعمل الإنساني واستبدالها بعمل دكتاتوري سلطوي مبررا ان 10%يروح لمن يقومو بجمع الإعمال الخيرية حسب وصفه .

لقد تناسى الشيخ الجليل ان مايدعو اليه هو عمل عنصري بغيض ودعوه متطرفة نتنه لاتخدم الوحدة الوطنية بل تدعي الى التسلط القهري الديكتاتوري وكان كل ذالك ماله زوم في هذا الوقت ان يتكلم الشيخ بمثل ماصدر عنه في المواقع الكترونية فهو لايقل خطرا من فتوى الزنداني والديلمي حين اباح الدماء الجنوبية  في حرب صيف 1994م

إن مما لاحظته من خلال اطلاعي على الأدبيات المطبوعة لجماعات العنف، وبعض منظري الإسلام السياسي أن الكثير من كتبهم هي في الأصل خطب قد فرغت على الورق، ودونت كرسائل ولهذا يغلب عليها جانب التطرف، ولو أخذنا مثلا المفكر الإسلامي الكبير أبو الأعلى المودودي  فسنجد أنه في دروسه، وخطبه التي فرغت على الورق فسنجد أن هنالك فيها الكثير من الشطح الفكري! بعكس كتبه التي ألفها قصدا. وكذلك كتب جماعات العنف مثل قاعدة الجهاد في جزيرة العرب أو تنظيم (داعش في العراق والشام) "داعش" فقد جاء بخطبهم التي حولت إلى مدونات مقروءة أفكار وتصريحات متطرفة جدا، وأنا أظن أن هذه الأفكار الخطابية أصلا التي حولت إلى مادة مقروءة كان لها دور في الجرأة على التساهل في كسر ثوابت الخطاب الإسلامي المعتدل.

إن العقلية الخطابية لا تراعي في أطروحاتها الجانب المعرفي أو الصواب والخطأ بقدر ما تراعي مدى تأثيرها المباشر بالمستمع مما أوقعهم في فتنة الحذلقة الكلامية، وقد شهدنا ذلك عند بعض المؤلفين الذين كتبوا كتبهم من خلال هذه العقلية ولأن الغالب على أدبيات جماعات العنف هو أنها خطب ودروس كانت تلقى على متلقين مباشرين يقرأ من خلالهم الخطيب ردود الأفعال والتفاعل؛ تحولت أغلب هذه الخطب إلى رسائل للشحن وترويج الأفكار والغريب أن الكثير من هؤلاء الوعاظ والخطباء قد تحولوا بسبب هذه الخطب إلى مشايخ ومفكرين يشار لهم بالبنان بين جماعات العنف، وقد لا نجد بينهم من يحسن قراءة الفاتحة ! إلا أنه خطب بينهم خطبة؛ ومن ثم تحولت إلى رسالة صغيرة ليس فيها من العلمية شيء. والنماذج في ذلك كثيرة نجدها عند أسامة بن لادن وأبو محمد المقدسي وغيرهم كثير من الراديكاليين.

إن العقلية الخطابية تنتشي بصوتها أكثر من انتشائها بالجانب المعرفي والعلمي لهذا يتحول الكثير من الخطباء عند اتباعهم إلى مفكرين إسلاميين وهي أكبر مصيبة قد تصيب الإنسان بسبب أفكاره الساذجة غالبا.

فحينما تكلم العلماء عن مسألة التمترس في فترة من الفترات السابقة كانوا يقصدون تمترس الخصم غير المسلم بالنساء والذرية، ولم يورد الفقهاء السابقون تمترس المسلمين بالنساء والأطفال وجميعنا يعلم ما جاء في حرمة الدماء من نصوص ولقد مارست جماعات العنف مذابح ضد المدنيين بسبب التمترس بهم، ولو تأملنا الخطاب الإسلامي والعلمي لوجدناه يحث ويدعو إلى مقاصد الشريعة.

أما جماعات العنف فهي تبحث عن أي سبيل يوصلها إلى التفوق القتالي من غير مراعاة لحرمة الدماء والأعراض، إن المآسي التي مارستها الجماعات القتالية وخصوصا (تنظيم داعش في العراق والشام) "داعش" توحي أن هذه المجموعة ليس لها هدف معلن، ولم تتحول من خلال تصرفاتها إلى مجموعة قابلة للتفاوض. فمفهومها للدولة أنها محاكم تحكم بالجلد أو الرجم أو قطع الرؤوس، أو عملة تتعامل بها من فئة الدينار الذهبي والدرهم الفضي، أو مبايعة رجل مثل البغدادي ليس له من المعرفة شيء يذكر.

فهذا المفهوم الساذج لداعش يدل على سذاجة أفكار هذه الجماعات الراديكالية. ومثل هؤلاء كثير!.

إن اختزال الإسلام في مثل هذه الأشياء هو ظلم عظيم لتراث أمة استمر لأكثر من الف وأربع مئة سنة ، بل هو اختزال وتبسيط لجميع من كتب أو نظر للدولة الإسلامية في العصر الحديث.

وما أكثر هذه الكتابات فالعقلية الخطابية هي الوحيدة التي ممكن أن تنتج مثل هذه الممارسات، وهذا المفهوم المختزل عن الدولة إن الإسلام دين كليات مهمة روعي من خلالها المصلحة وحرمات الدم وحقوق الآدميين.

لم يكن الإسلام بعد استقراره في وجدان الناس مجرد أفكار مرسلة تعالج الهوس النفسي ويسلك اتباعه سلوك التطرف لهذا حينما ظهرت فرق الخوارج كان أول من تصدى لهم الصحابة - رضوان الله عليهم - الذين تربوا على يد الرسول - صلى الله عليه و سلم - لهذا لم يكن من بين الخوارج صحابيا وكانت فتنتهم على أنفسهم، وقد كانت داعش هي النموذج الشبيه جدا بالخوارج، ويكفي أن نقرأ أخبارهم في كتب التراث لنصل إلى هذه النتيجة الكثير من الناس الآن يتساءلون ماذا بعد "داعش" أو هل "داعش" انتهت ؟ و أنا أظن أن"داعش" لن تنتهي بمجرد استرجاع الموصل من قبضتهم بل يجب أن نفهم أن نموذج "داعش" من حيث الفكرة لم يتح لها فرصة أخرى لإقامة أي تكتلات مكانية وإنما سيستمر نشاطها على شكل فردي وإعلامي يتصرف في حجمه مواردها المالية والتمويل، وقد يحدث أن تدخل "داعش" في دائرة الرمزية فيصبح الإعلان عن الانتماء لها جانب من جوانب النكاية، وسبق أن قلت أن هذه المجموعات سواء كانت "القاعدة" أو "داعش" أو السلفية الجهادية سوف تستغل لفترات معينة ولأهداف معينة عند من يملكون خيوط اللعبة وهي الإمبريالية العالمية، وسوف يظهر فيهم القتلة المأجورون والمرتزقة، فالتعود على حمل السلاح وإهدار الدماء مرض يصعب علاجه .