تبدو معاناة اليمنيين طريق بلا نهاية ، خمس سنوات مرت على بدء الحرب التي تسببت بها ايران وميليشياتها واحدثت قدراً هائلاً من الدمار والخراب والقتل والتشريد ، حتى ليصدق القول ان حياة اليمنيين اصبحت مرادفة للمشقة والعسر والمكابدة ، وهذا هو وجع كل يوم وكل ساعة وكل لحظة لجميع اليمنيين ، فلا يوجد مواطن يمني لم يلحقه من اذى هذه الحرب قدرا يزيد او ينقص .
هذه الأيام يبدو ان الدور وصل الى الحجاج لكي يأخذوا نصيبهم من هذه المعاناة ، فخلال الشهور الماضية بحث الحجاج عن جوازات ولم يجدوا ، قيل لهم ان دفاتر الجوازات انتهت من المخازن في كل المدن ، وطلبوا منهم الصبر لحين طبع جوازات جديدة ، ولم تتوفر الجوازات الا هذه الأيام حيث لم يبق على الحج سوى شهر او بحدود ذلك .
حددوا لهم مدن عدن ، وتعز ، ومأرب ، والمكلا وسيئون لإستخراج الجوازات ، وهذا يعني ان على الحجاج الإنتقال من مدنهم البعيدة الى هذه المدن ان ارادوا استخراج جوازات وكثير منهم تجاوز سن القدرة على تحمل المشاق ، ولكن لا خيار امامهم سوى تكبد مشقة السفر الى هذه المدن لأن رحلة الحج بالنسبة لهم هي رحلة العمر ولو كان الطريق اليها مليء بالمتاعب .
المفترض في فروع مصلحة الجوازات في المدن التي تم تحديدها لإصدار الجوازات ، ان تجند نفسها لخدمة الحجاج وان تذلل امامهم كل الصعوبات للحصول على الجوازات بيسر وسهولة وبدون استغلال ، لكن للأسف ما يحدث غير هذا .
لن نطلب من الذين يستغلون الحجاج ماديا عن طريق سماسرة منتشرين في هذه الإدارات يعرضون خدماتهم ويساومون ، ولن نناشد ضمائر من يقوم بمثل هذا العمل المشين ان يتوقفوا عنه لأنه يغضب الله اذ لا فائدة من مناشدة ضمائر ميته ، ما نطلبه منهم فقط لا اكثر هو تسهيل حصول الحجاج على الجوازات اذ لم يبق امام الحجاج فائض وقت يضيعونه في الإنتظار او في الطوابير الطويلة فالحج على الأبواب .
في بعض المدن لم يكلفوا انفسهم تخصيص نوافذ خاصة بالحجاج بل تركوهم يمسكون الطوابير مع المواطنين الآخرين وهم بالمئات ، حجاج تكبدوا المشاق للوصول الى مأرب او عدن او تعز وبعضهم مسنين ولا يتحملون كل هذا التعب ، مطلوب منهم من فجر كل يوم ان يمسكوا دورهم في صفوف وارتال حتى نهاية الدوام ثم يعودوا اليوم التالي لكي يكرروا طابور كل يوم والوقت يمضي وموعد الحج لا ينتظر فالحج اياما معدودات .
ما هي المسؤولية بنظر هؤلاء الذين يطلقون عليهم لفظ مسؤول اذا لم يكن تسهيل الإجراءات امام هؤلاء الحجاج ليحصلوا على الجوزات التي تمكنهم من اداء فريضتهم في الوقت المحدد وبدون تعذيب وعسف وضيم ؟
في مدن اخرى يذهب الحجاج الى المصلحة فيردون عليهم بان لا جوازات متوفرة ، هل هي غير متوفرة فعلا ؟ ام هو شغل الثلاث ورقات التي اعتدنا عليها لأجل ممارسة البيع والشراء بالجوازات لمن يدفع اكثر .
نناشد معالي وزير الداخلية وسعادة رئيس مصلحة الجوازات للإلتفات الى هذه المشكلة ، والزام فروع المصلحة في المدن التي وصلت اليها الجوزات لتخصيص نوافذ خاصة وكافية للحجاج تضمن حصول الحجاج جميعهم على الجوازات بموجب مذكرات صادرة من وزارة الأوقاف في ظرف اسبوع بحد اقصى ليتمكن الحاج من اللحاق بموسم الحج قبل ان يجد بعض الحجاج ان الموسم انتهى وهم لا يزالون يلهثون للحصول على جواز سفر ، كما نناشد معالي وزير الأوقاف وهو الذي لم نعرف عنه الا الإهتمام والعناية والسهر على راحة ضيوف الرحمن ان يبذل اقصى الجهد في هذا السبيل .