آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-12:44ص

سياسة هادي

الجمعة - 12 أبريل 2019 - الساعة 02:31 م

حسين البهام
بقلم: حسين البهام
- ارشيف الكاتب


 

هل بات هادي يؤسس لمرحلة جديدة للشرعية بعد أن أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الاضمحلال منذ توليه السلطة بعد تنحي المغدور به الرئيس السابق علي عبدالله صالح . .  فهل أدرك  صاحب الفخامة بأن السياسة هي علاقة جذرية بين الحاكم والمحكوم لينطلق برؤيته للمستقبل ليؤسس دولة النظام والقانون من خلال دعوته لعقد جلسة البرلمان الذي من خلاله يعطي للشرعية صبغتها القانونية التي إفتقدتها خلال الأربع سنوات الماضية .. وهل اصبح هادي يجيد الغوص في بحر السياسة ليغوص في اعماقها ليعرف مايحمله له البحر العميق بداخله من مفاجآت ليضع الحلول لها قبل وقوعها وتجنيبها شعبه الذي أعطاه الثقة .. أم أنه اكتفى بالوقوف على شاطئ البحر للنظر في السفن المارة وترك سفينته للرياح المارة تحركها بحسب اتجاهها متجاهلًا نداء الركاب وصراخهم  .

 

هل استوعب صاحب الفخامة أن الصمت ليس سياسة .. وان الوقت قد حان لفك الشفرات .. ، فهل سيفعل مافعله السيسي اليوم عندما استجمع قواه العقلية والبصرية لفك الشفرة الإيرانية الأمريكية ويوجه رسالة لهم بشفرة مصرية من خلال انسحابه من حلف الناتو العربي ليقول لهم المثل المصري على "هامان يافرعون" ليكشف حقيقة الخلاف الوهمي المصنوع بينهم لغرض استنزاف العرب .. فهل آن الأوان لفك الشفرة القطرية الإماراتية اليوم لنحدد موقفنا من الحرب .. أم أن دهاة السياسة لايملكون خبراء في فك الشفرات الدولية ..

 

 عندما تتوفر الإرادة وتسقط المخاوف وتتقلب المصلحة العامة تنتصر الدول لشعوبها ومن هنا اقول لكم بأن الربيع العبري قد وصل محطته الأخيرة وهي السودان .. فهل استوعب أصحاب الأرض اليوم ذلك الربيع الذي حل على العرب ومن المستفيد منه والذي أصبح لعنة تلاحق منفذي ذلك المخطط ..

 

إن الشعب منتظر من رئيسه حل لغز الشرعية في إثبات وجودها على الأرض .. فالشعب يافخامة الرئيس يطرح سؤال لك ويقول ماذا يحمل لنا هادي اليوم في جعبته التي حملها معه إلى سيئون بدعوته لعقد مجلس النواب ، وهل سيستمر المجلس في انعقاده وهل ستفعل المجالس المحلية للقيام بمهامها  التي غيبوها عنها وأصبحت المنظمات هي من تقوم بمهام المؤسسات في المناطق المحررة ..

 

نحن في انتظار ما سيخرج به المجلس يوم غد لنحدد مدى جدية الشرعية في ترسيخ دولة النظام والقانون وحماية السيادة الوطنية .