آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-01:45م

في ذكرى أكتوبر

الإثنين - 15 أكتوبر 2018 - الساعة 01:41 م

د. عبدالله محمد الجعري
بقلم: د. عبدالله محمد الجعري
- ارشيف الكاتب


أقولها صراحة بأنني لا اتفق مع كل من   يدعو إلى مقاطعة الاحتفال بثورة أكتوبر ، فهذه الدعوة للمقاطعة فيها كبت لحرية الناس وسلب لها ، فلنترك شعبنا الجنوبي يعبر عن رأيه وتوجهاته بحرية دون وصاية من أحد ، فالجنوب ليس حكرا على أحد أو ملكا له وحده وما دونه العدم ، فالانتقالي أو غيره ليس الجنوب أو ممثل الجنوب الأوحد ولكنه لون في الطيف الجنوبي.

 

وطالما الانتقالي ومناصروه فضلوا عدم الاحتفاء بذكرى أكتوبر فهذا من حقهم وهو أمر يخصهم وحدهم لكن لا يعني ذلك نكران وشيطنة من أراد الاحتفال بهذه الذكرى ، فالمشاركة في إحياء ذكرى أكتوبر حق مكفول للجميع وهو صورة من صور تنوع الطيف السياسي الجنوبي الذي يتشكل حديثا كعنوان جديد لظاهرة صحية ، فلماذا لا نقبل بهؤلاء للتعبير عن وجودهم طالما هم جزء من الشعب وليسوا دخلاء وغرباء ، علينا أن نتعلم وأن نتقبل فكرة القبول بالآخر مهما اختلفنا معه في التوجه والنهج ، فتنوع الطيف السياسي أمر طيب ويقضي على منطق الاستحواذ والاستفراد الذي عانينا منه طويلا في الماضي والذي يكاد يتحول إلى موروث وسلوك سياسي ولكنه مرفوض مجتمعيا ومن كثير من النخب ، علينا إن أردنا وطنا صحيا وسليما يسعنا جميعا أن نتقبل فكرة القبول بالآخر أولاً بعقولنا وقلوبنا وقبل أن نصل إلى الحكم كمرحلة لتطبيق وممارسة ذلك ، فقبولنا اليوم بفكرة التعدد وقبول الآخر هو قبول لهما في حاضرنا ومستقبلنا.

 

ففي ذلك روح التعايش المجتمعي الحقيقي بعيدا عن الإناء والإقصاء ودعاة الغلو ونبذ فكرة من لم يكن معي فهو ضدي بل علينا أن نغرس في أنفسنا وفي أبناءنا واجيالنا القادمة بدلا عن هذه الأفكار والشعارات الهدامة أن نغرس فكرة من لم يكن معي فهو أخي له ما لي وعليه ما عليّ .

إن فكرة القبول بالآخر ضمانة لعدم التناحر وتأكيد حي على أن كل القوى السياسية في المجتمع يكمل بعضها الآخر وأن كل لون منها جزء من كل في الطيف السياسي للنسيج المجتمعي ، وبهذا يتوارى كل مدعٍ أنه الوصي الأوحد على الجنوب وأنه الممثل الشرعي والوحيد .