آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-10:15م

الى المجلس الإنتقالي .. احسموا وتحملوا المسؤولية كالرجال .

الإثنين - 08 أكتوبر 2018 - الساعة 07:54 ص
غازي المفلحي

بقلم: غازي المفلحي
- ارشيف الكاتب


غازي المفلحي

 

اجهزة الدولة لكي تؤدي دورها يجب ان تدار برأس واحدة ، وجود رأسين او اكثر لا ينتج عنه سوى الخراب وتعطل الحياة كما نراها في عدن.

عدن اليوم واقعة تحت وطأة صراع وتناطح  رأسين :

الأول : هو المجلس الإنتقالي كيان  له اجندة معلنة هدفها انفصال الجنوب  ، لا يتعاون مع الحكومة  ولا يعترف بها ، ويحظى بتأييد  الوية عسكرية تأتمر بأمره  مع  رضى  وتمويل  علني من دولة الإمارات ، لكن مصدر قوته الرئيسي هو استحواذه على تأييد الأغلبية في الشارع الجنوبي .

الثاني : هو الحكومة الشرعية ، حكومة ضعيفة يكاد تواجدها يكون شكليا ، تلاحقها الإتهامات بالفساد ،  ويقتصر تواجدها على التغطية الإعلامية  ، الويتها العسكرية قليلة العدد والعدة ، وهي وان كانت تحظى بتأييد المجتمع الدولي  فإنها تفتقد  للتأييد والإلتفاف  الشعبي الذي يستحوذ عليه الإنتقالي بشكل شبه كامل .

وبين فكي الكماشة  او  حجري الرحى وجد المواطنين العاديين انفسهم ، فهم مادة الطحن اليومية لهذا الوضع  المشوش  المضطرب ، وتصل المعاناة الى حدودها القصوى كلما تحول الخلاف بينهما الى صدام وكثيرا ما يحدث .

نداءنا هذا موجه بصورة خاصة للإنتقالي ، فهو القوة المسيطرة والقادرة على الحسم ، نقول لهم حالة الناس لم تعد تتحمل المزيد من المعاناة التي  تتسبب بها المماحكات والمكايدات واحيانا الصدامات  بينكم وبين الحكومة الفاشلة ، ولأن الحكومة اثبتت  فشلها وعدم قدرتها على تحقيق منجز يخفف من بؤس وضيق وشقاء الناس ، ولا فائدة ترجى منها ، تقدموا واحسموا  وتحملوا المسؤولية كالرجال .

هذه الخطوة سوف تحظى بتأييد الشارع دون شك ، فهي الأمنية التي عبرت عنها الجماهير في كل مناسبة وهذا التأييد هو المهم ،  صحيح انها قد لا تحظى بتأييد كل اطراف التحالف وهذا محذور محتمل  .. ليكن ..  ضعوا الجميع امام مسؤولياتهم ، قولوا لهم انكم لا ترضون  على انفسكم ان تكونوا جزء من وضع رمادي يتسبب بمعاناة هائلة للناس ، وانكم لا ترضون لأنفسكم دور شاهد الزور او ان تكونوا جزء من هذا الوضع الشاذ .

حسم الأمور لن يأخذ منكم اكثر من 48 ساعة وخلفكم تأييد جماهيري كاسح للشارع الوفي الذي يستحق منكم وقفة جادة تضع حدا للعناء والمشقة التي يكابدها لسنوات ، وهو دين مستحق لشعب  لم يتخل عن ثقته بكم وتأييدكم وشد ازركم ومناصرتكم حتى في احلك الظروف .  

اذا حسمتم الأمور فلن يحاربكم احد حتى لو كان ضدكم او غير راض عن خطوتكم ، الجميع سوف يأتون اليكم ليفاوضوكم ويعرفوا ما هي شروطكم ، فالشعب معكم وهذا يكفي فمن كان الشعب معه لا يخشى العواقب  ، والمجتمع الإقليمي والعالمي سيتعامل معكم حتى لو لم تمتلكوا ما يكفي من السلاح ، فلا سلاح اقوى من ارادة الشعوب .  

وعلى مستوى الخدمات سوف تتوفر تحت طلبكم اجهزة وموارد تكفي لتوظيفها في حل المشكلات الخدمية التي يعاني المواطن انهيار منظومتها ، والتي فشلت الحكومة الحالية طيلة سنوات في وضع حد له .

ما تحتاجونه للنجاح هو الإعتماد على الكفاءات وليس اهل الثقة وحدهم ، وتفعيل القضاء ، وتأكيد سيادة القانون ، وبعدها كل شيء سيسير بصورة مرضية ومبشرة .

استفحل الداء  ومعاناة المواطنين استطالت ولم يعد بالإمكان تحمل المزيد منها ،  وربما ان الحاجة الى عملية جراحية سريعة اصبحت ضرورة ملِّحة ، اذ مثلما ان الأجساد تحتاج اليها أحياناً لتنقذها من الموت ، كذلك الأوطان تحتاج اليها احياناً لتنقذها من الضياع .