آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-03:59م

الصفعات!

الأحد - 25 نوفمبر 2012 - الساعة 10:04 ص

صالح علي الدويل باراس
بقلم: صالح علي الدويل باراس
- ارشيف الكاتب


"من عادة الشرقيين ان يثقوا بالأشخاص أكثر من المعاهدات"

                                                  لورانس العرب

في "عيد المبادرة " تلقى الرئيس "هادي" صفعة من "بان كي مون" وتلقت معه الصفعة كيانات جنوبية هللت لها ولحوارها ، البعض مخدوع بان الحوار مبدأ أنساني راقي لا ينبغي رفضه فاثبت له "بان" ان رقي الحوار لن يعطيه الا مثل "الذي يصوم ويصوم ويفطر بسن ثوم"!! .

اما التي قبلت ان تصطنعها القوى الشمالية من اجل ملء الفراغات الجنوبية في الحوار فقد قبلت الدور الملعون "لأبي رغال" ، "بان " سدد الصفعة عندما حدد مخارج الحوار  للجنوب ب"معالجة تظلمات من وظائف وتعويضات عن الأملاك والأراضي المفقودة!!بعد تحقيق الوحدة" فكانت صفعة لمصداقية الرئيس عن"حوار بدون سقوف" لكن ،الحمد لله الذي لا يُحمد سواه، فقد نال  "بان كي "و"الزياني" صفعة فأثناء تعليق الأوسمة بياقاتهما لم تستطع مبادرتهما التي لم يتبقَ من عمرها الافتراضي سوى عام ، لم تستطع ان تؤسس مخلوقا مؤسسيا  قادرا ان يفض "نزاع أرضية" تبعد كيلومترين عن مكان الاحتفالية  تحول الى معركة مسلحة استمرت نصف يوم صفعت موسيقى أسلحتها إذنيهما!!.

 لقد حاول "بان" ان يلطفها بكلام  عن  دعم أممي " بجعل اليمن حكاية نجاح أخرى للديمقراطية والنجاح والحكم الرشيد والمتسق واحترام العدالة وكرامة الإنسان!!!"ظهرت مجاملة للوسام  فالسفير الأمريكي الذي عرف نفسه "لست مراقبا..بل شريك"   في مقابلة له، كان أكثر وحدوية من "بان"لكنه لم يكن حالما مثله ، فقد أكد الانقسامية بقوله" من سوء الحظ بان الإيرانيين يرون بعض المميزات تخدمهم ببلاد مقسمة وضعيفة" وإنهم يحركون ذلك "باستخدامهم المجموعات المختلفة" وكلمة "البعض" لا تعني معناها في اللغة الدبلوماسية،  يعني ان إيران كانت أكثر فهما لتضاريس القضايا في هذا الجزء الذي استهدفه ذكاء "الزياني" الذي أرعبه انشقاق الباطنية السياسية في صنعاء فحولته وحولت  الجوار وأمريكا والأمم المتحدة وجعلتهم منهم  "قابلات توليد" علهم يستطيعون توليد احتلال الجنوب بتأكيد وحدوية اليمن في المبادرة!!  .

 

 بما يعني ان إيران وحلفها!! لا يصنع جماعات كما يتردد بل تتعامل مع جماعات لها قضايا انقسامية، يعني ان إيران تتعامل مع منطقة الأصل فيها انقسامية سياسية وانقسامية مذهبية ضاربة في عمق التاريخ لم توحدها العناصر الروحية والجغرافية الموحدة فيها ، انقسامية اذا فُرض عليها ان تتعامل مع الشيطان فستتعامل معه!! وهنا صفعة للمبادرة ولمن هللوا للصفعات الافتراضية التي سددها "بان" .

 ان الذين هللوا لصفعة تلقاها الحراك من "بان" كانوا اقرب الى المهرجين فالجنوب لم يكن موجودا في المبادرة و"بان"ليس مهرجا في الإعلام اليمني! وخلو المبادرة من الجنوب جعل أبناءه  يرفضون انتخاب رئيس لصنعاء من أبنائهم!! .

 

إن عناصر وحدة اليمن وأمنه  واستقراره تكتيك دولي والأمم المتحدة جزء من أدوات تنفيذ التكتيك ، قد يكون الحراك الآن ليس من عناصره لكن صمود شعب الجنوب وعمق الانقسامية في نخب صنعاء وتحجّر التنفّس في المبادرة وصراع القوى الدولية والإقليمية وغيرها سيغير المعادلة لان الحراك شعب وقضية جعلت الا رياني يصدق –وهو الكذوب-   "ان مؤتمر الحوار لن يكتب له النجاح في غياب الحراك" ،صفعة،!.

 

 إن الحراك ليس منظمة إرهابية تحتاج سيولة الأموال حتى يخشى العقوبات انه شعب خرج ويخرج بأقل الإمكانات والعالم لا يعاقب الشعوب والكثير الكثير من القرارات الدولية لا تتجاوز الساحات الإعلامية في تهديدها.  كان جديرا الاعتراف ان زيارة "بان " عملية تنفس صناعي لمبادرة يختنق حوارها ودعم معنوي عله  ينعش بعض القوى عن إمكانية نجاحها.

         

اذا كان ما يرد على لسان الرئيس "هادي" يعتمد على حقائق يتلقاها عن مستشارين وخبراء فليثق أنهم لا يصدقونه  بل يجعلونه يصفع مصداقيته  ، وان كان ما يقوله اجتهادات يعتقدها فينبغي ان يراجعها، فهو كبير مع خلافنا معه، فقوله غير صحيح ان الحراك منقسم اليوم ثلاثة أنواع:نوع منه يدعو للانفصال او فك الارتباط وآخر الى الفيدرالية وثالث مستعد للحوار فالفيدرالية ليست من خيارات الحراك فلا نحب ان يكون الارياني صادقا ويجعلوه غير صادق ف"الارياني" أكد في تصريح رسمي قائلا""ان القوة الفعلية للحراك هي تلك الموجودة على الأرض والتي بمقدورها تغيير مواقف معارضة الخارج!!!".

 

 اما النوع الثالث القابل للحوار فهو جنوبي جزء من السلطة وأحزابها منذ عقدين لا يمثل الحراك وليرجع لذات التصريح للارياني في قوله:"لا يوجد من يمثل الحراك الجنوبي في اللجنة الفنية وان هناك شخصية واحدة تنتمي للحراك لكنها لا تمثله وان ادعت وهي معروفة للجميع"

     عودة على بدء "من عادة الشرقيين ان يثقوا بالأشخاص

أكثر من المعاهدات"

*خاص لـ"عدن الغد