آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-05:54م

جامعتنا والحلول الترقيعية

الجمعة - 09 نوفمبر 2012 - الساعة 12:30 ص

د.سامية عبدالمجيد الأغبري
بقلم: د.سامية عبدالمجيد الأغبري
- ارشيف الكاتب


تعاني جامعاتنا الوطنية عموما وجامعة صنعاء خصوصا من تدهور مريع على كافة الأصعدة ، فحالتها الإدارية والأكاديمية لا تسر حبيباً ولا عدواً. فكل يوم يمر على الجامعة تزداد تدهورا للأسوأ ، وكل الحلول لمشكلاتها هي حلول مؤقتة ، وترقيعية. 
فكلما حدثت مظاهرات وإضرابات

 من قبل الأساتذة والطلاب أو الموظفين يتم تهدئتها إما بحلول جزئية أو بوعود لا تنفذ إلا النزر اليسير منها. وتتراكم حقوق أعضاء هيئة التدريس ، وحقوق الطلاب، وحقوق الموظفين دون أن يستجاب للغالبية العظمى منها.

ولعل ما يبعث على الأسى حين يحمل الأساتذة المسئولية في تدهور الأوضاع التعليمية في الجامعات وفي ذات الوقت ينظر لمطالب الأساتذة الحقوقية كحقه في قطعة أرض وسكن ، وفي التأمين الصحي الحقيقي من منظور سياسي بحت !!.. ولا ينظر إلى التدخل السافر من قبل جهات عديدة بشئون الجامعات بأنه تدخل سياسي ، كما لا ينظر للوجود العسكري داخل جامعة صنعاء بالذات على أنه مساس بحرمة الجامعة. 

المشكلات الأساسية التي تعاني منها الجامعات وخاصة جامعة صنعاء تتمثل الفساد المالي والإداري والأكاديمي فلا توجد آلية للرقابة والمحاسبة. ولعل الأهم أن التقارير التي ترفع من نقابة أعضاء هيئة التدريس ومن الاتحاد العام لطلاب اليمن ، ومن الاتحاد الخاص بموظفي الجامعة لا ينظر إليها بجدية.. والأمر الأسوأ أن يتم خلط الأوراق ببعضها، وتحريض بعض الطلاب والموظفين ضد بعض أعضاء هيئة التدريس الذين يتجاوبون مع نقابتهم ، ويرفضون الحلول الجزئية والترقيعية. 

والمضحك في الأمر أن بعضاً من أعضاء هيئة التدريس وقياداتها في جامعة صنعاء الذين كانوا معترضين على حصول أساتذة الجامعة على قطعة أرض كانوا من أوائل المستلمين لكروت الأرض. 

ألسنا في الجامعة بحاجة ماسة لمائدة حوار ومناظرات بين الفرقاء في المجال الأكاديمي ؟ بدلا من أن يتهم كل طرف الآخر ونصل لطريق مسدود. فهل الإضرابات حل لمشاكلنا ، وتعطيل العملية التعليمية أم الخضوع والاستسلام للأمر الواقع. 

لقد سرني ما صرح به المهندس/ هشام شرف معالي وزير التعليم العالي حين أكد بأنه سيستمع للجميع دون تمييز ولذلك فإنني ونيابة عن زملائي أعضاء هيئة التدريس أدعوه للقاء موسع مع أعضاء هيئة التدريس لجامعتي صنعاء وعمران يتم فيه طرح هموم واحتياجات أعضاء هيئة التدريس بدلا من تشكيل لجان تميع القضايا وتماطل فيها. 

فكفانا ترقيعا نحن بحاجة فعلا لثورة تغيير حقيقة في الجامعات ، فلا ترقيع بعد اليوم ، فالشفافية مهمة وضرورية لحل مشكلات الجامعة ، فكم سعدنا منذ فترة وجيزة حين بدأت قناة اليمن والسعيدة بطرح قضايا التعليم الجامعي للنقاش ولكن هذا الطرح لم يكن متعمقا ، ولم يأخذ في اعتباره الرؤى المختلفة.. وظلت قضايا التعليم الجامعي معلقة ، وتقدمها وسائل إعلامنا للاستهلاك الإعلامي ليس إلا حيث لا يتم معالجة قضايا التعليم الجامعي بعمق وطرح الحلول الجذرية لها ، ولو بشكل تدريجي. 
ونأمل حقا أن لا تتكرر الإضرابات والاعتصامات ولا تتعطل العملية التعليمية ، ويساعدنا في ذلك معالي وزير التعليم العالي هشام شرف من خلال متابعته الشخصية للقيادات الجامعية ، ولقائه المباشر بأعضاء هيئة التدريس كلما سنحت الفرصة ، وبممثلي الطلاب والموظفين. 
لقد كان اللقاء التاريخي الموسع لأعضاء هيئة التدريس مع نقابتهم وجمعيتهم السكنية وبحضور معالي وزير التعليم العالي بداية مبشرة بالأمل ، ونتمنى أن تتكرر ويخصص كل لقاء لمناقشة قضية من قضايا التعليم المزمنة. 
[email protected]