آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-01:17م

أيها الانتقالي لقد أضعت فرصة السيطرة أمس فلا ترجوها اليوم !!

الخميس - 09 أغسطس 2018 - الساعة 10:04 ص

د. عبدالله محمد الجعري
بقلم: د. عبدالله محمد الجعري
- ارشيف الكاتب


أعتقد أن المجلس الانتقالي في هذا الوقت والتوقيت العصيب بالذات لا يستطيع السيطرة على عدن منفردا مستغلا ركوب موجة الاحتجاجات الشعبية التي خرجت بسبب تدهور الأوضاع في كافة مناحي الحياة بعدن خاصة والجنوب عامة ، لأن هذه مغامرة قد لا تحمد عقباها وخطوة طائشة بل ورعناء ، لأن عامل الوقت اليوم لا يخدم المجلس الانتقالي فقد أضاعه أمس ولم يستفد منه ، إذ كان على المجلس الانتقالي أن يفعلها ويسيطر على عدن وسيتحقق له ما أراد لو تم ذلك عقب إعلان إنشائه ، أما اليوم فالأمر أكثر تعقيدا ويصعب عليه ذلك لسببين من وجهة نظري هما :

السبب الأول : إن التحالف ممثلا بالأمارات وهي الحليف التكتيكي والمرحلي  للانتقالي وكذا السعودية لن يسمحا له بذلك ، لأن في ذلك عرقلة لهما ولجهود الحرب في جغرافية الشمال وبالذات الساحل الغربي ويفشلهما ذلك ولا يخدمهما بل قد تخدم مثل هذه الخطوة المشروع الحوثي الإيراني في اليمن سيما في حال عودة المقاتلين من الساحل الغربي لحماية شرعية هادي التي يدينون له بالولاء بعد الله تعالى .

السبب الثاني : إن الشرعية اليوم قد أستعادت قوتها وعافيتها وأصبحت قوة ضاربة ممثلة بألوية الشرعية في المنطقة العسكرية الرابعة وقوات العمالقة وهي القوة الفعلية التي يعتمد عليها التحالف في حربه ضد الحوثي والتي إذا حدثت أي تحركات من المجلس الانتقالي للسيطرة على عدن دون موافقة الرئيس هادي والتحالف فلاشك أن قوات العمالقة وهي القوة الضاربة التي أذاقت الجيش الشمالي الحوثي "حرس جمهوري ولجان شعبية حوثية" أذاقتهم مرارة الهزيمة ونكلت بهم أشد التنكيل سواء في الجنوب بالأمس أو في الساحل الغربي اليوم ، فهذه القوات ستعود حتما إلى عدن لحماية الرئيس هادي وهي التي تأتمر  بأمره دون سواه ، ولا أظن أن الحزام الأمني سيكون ندا موازيا لقوات العمالقة والتي تتفوق على قوات الحزام في كل شيء قتاليا ومعنويا وهي القوات التي بمجرد التلويح والتهديد بالعودة من الساحل الغربي إلى عدن أفشلت خطوة الانتقالي في 28 يناير الفائت بعد أن كانت طلائع الحزام الأمني على مشارف قصر معاشيق .

فإن حدث هذا "أي السيطرة والتصادم" وهو ما لا أتمناه ولا أرجوه فهذا معناه الاحتراب الأهلي بعينه بين الأخوة الفرقاء في الهدف والأسلوب وسيكون الخاسر الحقيقي والوحيد هو الجنوب وشعبه .

لذا ، أتمنى أن لا يحدث مثل هذا الصدام الأخوي ، ولهذا نقول دائما ونكررها لمن يعقل إن شرعية هادي هي خط أحمر لا يمكن تجاوزها أو المساس بها مع بغضنا الشديد لحكومة بن دغر الأحمرية التي ترتبط وتنفذ أجندة القوى الشمالية والتي نرفضها كجنوبيين رفضا قاطعا ويجب إسقاطها شعبيا عبر العصيان المدني والاحتجاجات والاعتصامات السلمية التي أرى أن تتزعمها النقابات العمالية ومنظمات المجتمع المدني ولا بأس أن يشارك الحراك الجنوبي في ذلك حتى يتحقق الهدف المطلوب ، هذا هو الأسلوب الأمثل والطريق السليم إن أردنا إستعادة الجنوب بحق ويجب أن يكون ذلك بتنسيق مع الرئيس هادي وعدم تجاوزه مطلقا بل ولابد أن يكون هو من يعطي الضوء الأخضر للجنوبيين كي يسيطروا على أرضهم  بهذه الخطوة وهذه الطريقة وإن كان في الخفاء . ولكن هذا الأمر يحتاج أولا إلى تفاهم واتفاق ووحدة بين الجنوبيين وعدم تفرد تيار أو منطقة أو محافظة بقرار السيطرة على الجنوب عسكريا حتى لا يخلق وضعا مرفوضا لاحقا ، وأن يكون مثل هذا القرار بيد مجلس عسكري أو مجلس قيادة تمثل فيه كل محافظات الجنوب من كل الطيف المجتمعي الجنوبي ويكون هذا المجلس هو صاحب الكلمة والقرار الفصل .