آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-10:46ص

#طفي_الكيمرا

الثلاثاء - 22 مايو 2018 - الساعة 03:22 م

أنيس البارق
بقلم: أنيس البارق
- ارشيف الكاتب


أنا كصحفي، أعلم أن هناك أشياء تقال للصحافة والإعلام وأشياء لا تقال، هذه مسألة معروفة ومفهومة، وفي كل اللقاءات تقريباً يقول الضيف أو المسؤول (هذا ليس للنشر)، بمعنى أنه فقط لإعطاء خلفية للصحفي لتكتمل لديه الصورة عندما يحاول صياغة أسئلته أو مادته الصحفية بشكل عام.

التركيز من أعضاء وأنصار الانتقالي على جملة #طفي_الكيمرا في مقابلة وزير الداخلية #أحمد_الميسري هو مجرد قنبلة دخانية قذرة هدفها إخفاء التصريح الأهم الذي ظهر في نفس مقطع الفيديو، وهو التصريح المتعلق باحتجاز مبلغ 170 مليار ريال في الميناء، هي رواتب الناس للأشهر السابقة واللاحقة، وهذا المبلغ تمت طباعته باتفاق بين الحكومة الشرعية والتحالف، وتم الترخيص له في ميناء جدة، لكن الإدارة الإماراتية في عدن ترفض الإفراج عن هذا المبلغ كما كل الدفعات السابقة بدون تقديم أي مبررات.

المبررات يتطوع #أتباع_التابعين على شبكة الانترنت لخلقها وتأليفها كيفما اتفق معهم، كالحديث عن التضخم وانهيار العملة المحلية.

أنا أعلم أن طباعة هذه المبالغ يعني انهيار العملة المحلية وارتفاع سعر صرف الدولار وبالتالي ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية وكل شيء بناءً على ارتفاع سعر صرف الدولار، لكن الناس تتحمل جزءاً من المسؤولية لأنها لا تضع أموالها في البنوك.

الأموال المدخرة يفترض أن تكون في البنوك، هذه هي #دورة_حياة_الريال_الطبيعية، وبما أن الناس يكتنزون ما تبقى لديهم من مدخرات (وأرباح ومكاسب للتجار مثلاً) في منازلهم ولا يودعونها في البنوك فهذا يعني أن البنك المركزي (بنك البنوك) لا يملك سيولة كافية لدفع رواتب الناس لأن المبالغ التي قام بطباعتها وصرفها في السابق لم تعد إلى خزائنه وإنما بقيت في خزائن الناس في منازلهم، وبالتالي فهو يضطر لطباعة أموال جديدة لتسديد الرواتب، وهي خطوة اضطرارية وليست للترفيه، لأن البديل هو عدم تسلم الناس رواتبهم، وهنا تكمن الكارثة الأكبر.

هذه الكارثة تحدث الآن بسبب احتجاز هذه الرواتب في الميناء، ودون أي مبررات واضحة أو حلول بديلة.

الذين يستهدفون التغطية على هذه الممارسات هم في الأغلب إما أناس في الخارج، أو ممن ينالهم نصيب من الإكراميات التي يوزعها #المجلس_الانتقامي على أعضائه وأنصاره، وفي الحالتين فهؤلاء لا يشعرون بما يشعر به المواطن المطحون الذي لا يملك سوى راتبه.

شيء مخجل جداً، كيف يمكن لهؤلاء أن يكونوا منا وفينا وهم يشاركون بالقتل البطيء لهذا الشعب المسكين!.

#الحرية_للرواتب
#أطلقوا_سراح_الرواتب