آخر تحديث :الأربعاء-13 نوفمبر 2024-12:42ص

(( " الأيام " صوت مــدني مقموع ))

الأربعاء - 28 ديسمبر 2011 - الساعة 12:47 م
د. سمير الشميري

بقلم: د. سمير الشميري
- ارشيف الكاتب


من يزور الرزميت ( كريتر – عدن ) , سيرى مبنــى مؤسسة الأيام قاعــداً فوق كرسي الهــدوء مشوهاً بالرصاصات وآثار العــدوان شاخصة أوضح من الشمس في رابعة النهار . ومثلما تــم الاعتــداء بوحشية على صحيفة الأيام , يتم الاعتــداء بهمجية على مــدينة عــدن , حيث أدمــوا جســد هذه المــدينة بتحرشات أليمــــة تفرض الظلمة على كل شيء , فطمروا البحر وابتلعوا الرمل وزرعوا الشــوك وخدشوا روح المــدنيــة في الصميم وأهانوا قاطنوها وأسيء معاملة البشــر حتى صاروا على حافة البكاء يعيشون في دوامة من العــذاب .
 
 
ولعل أبرز مثال على ذلك البســط الخشن والمتوحش على المتنفس السياحي الواقع ما بين عــدن مول – وفنـدق ميركور بالاستناد على القوة الغاشمة وعلاقة البغــي والعدوان في ظل نظام فــج ووضيع قتل البسمة في الشفاه ودمـر الانتظام العام ومفردات التمدن وحطم مشاعر الدفء والسكينة والمحبة والوداد وحول حياتنا إلى حلبة للصراع وهتــك الأعراض والبلطجة والفســق والجهل والكراهية العمياء
 
عــديدة هي المحــن والمناوشات والدسائس التي عاشتها وتعيشها صحيفة " الأيام ", فلقد حوربت بشتى الطرق والوسائل الأخلاقية وغير الأخلاقية واستخدم أهل القوة الأسلحة المباحة وغير المباحة وتعرضت للقمع والتهميش والمصادرة والإفقار المتعمد والتدمير المادي والمعنوي من قبل صُناع الخراب والقــوة المعطلة للنهوض الحضاري , وجُلدت بسياط ألفاظ حـادة ورشــقت بالتهــم والأباطيل والشائعات .
 
أننا نقــدم دعوة حارة للتضامن مع مؤسسة الأيام , دعوة حارة للتضامن مع السجين المعــذب أحمد عمر العبادي المرقشي الذي حكمت عليه المحكمة بالإعدام .
 
 
إني أشعر بثقة كبيرة أن الأيام ستنتصر , فانتصارها لن يكون سهلاً , فالأستاذ هشام باشراحيل صاحب الصيت الطيب والمكانة المرموقة , يكره الانتصار السهل , وشقيقه تمام لا يستسلم للباطل , فمؤسسة الأيام ترفض الجلوس تحت مظلة المــذلة والهــوان . لقد رفضوا العسف والخنوع وحملوا فأس التغيير ودفعوا ثمناً باهضاً مادياً ونفسياً وصحياً لتحطيم العتمة الدامسة .
 
فصحيفة الأيام مظلومة سومها العــذاب لأنها انخرطت في سؤال الحرية والتنمية المدنية وقاومت الأجهزة ومخالب العسكر والفساد واخترقت حجاب الخوف , فلابد أن يعاد الحق إلى نصابه ولابد أن تعود صحيفة الأيام إلى الصــدور دون قيود ومماحكات وبدون سياسة لــي الذراع وقعقعة السيوف وقطع الألســــن .
 
 
إننا ننتظر بلوعة حــراء عــودة صحيفة الأيام التي ثقبت جــدار الصمت ورفعت راية الثورة قبل غيرها من الخيرين , ونطالب بتعويضات مادية ومعنوية لمؤسسة الأيام . فثمة أســــئلة تعصـف بذهني في البرهة الراهنة :
 
أين القضــاء النزيه ؟؟ وأين الحكومة الموقرة ؟؟ وأين مبادئ ثورة الشباب السلمية التي جاءت لرفع الظلم عن كاهل المظلومين ؟؟ وهل لازالت القيود والأقفاص الصغيرة والكبيرة تطوق الأعناق ؟؟ وإلى متى سيظل قانون القوة والغطرسة والغرور يخنق صوت الأيام ويتحايل على الإنصاف وبيت العدل ؟؟
لا تجعلونا نقول كما قال الشاعر المصري أمل دنقل ( 1940-1983م ) :
لا تحلموا بعالم سعيد
فخلف كل قيصر يموت : قيصر جديد   
 
 

*استاذ علم الاجتماع بجامعة عدن