آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-08:59م

ورحل مايسترو الجنوب حسين عبدالقوي

الأحد - 21 أغسطس 2011 - الساعة 04:06 ص

صلاح السقلدي
بقلم: صلاح السقلدي
- ارشيف الكاتب


صلاح السقلدي


يقال بان الجثث تطفو دوما على سطح مياه الأنهار وعلى الوظائف الحكومية، تماما كما طفا جسد المايسترو المعروف حسين عبدالقوي فوق سطح نهر الإقصاء والقهر السلطوي الغشوم عشية التاسع من أغسطس 2011م بصمت رهيب غشيَ مكان وزمان وفاته.


من منا لا يعرف مايسترو الجنوب الأول العميد حسين عبدالقوي اليافعي خريج الأكاديمية الملكية البريطانية للموسيقى العسكرية مطلع عام 1970م ليعين رئيسا للفرقة النحاسية بالجنوب،الذي ملأ اسمه السمع والبصر لعقود طويلة حتى عام 94م حين قدم إلينا من هناك هكسوس العصر وتتار اليوم؟

 

من منا لا يتذكر واضع لحن أول نشيد وطني بالجنوب إبان دولة الجنوب العربي قبل الاستقلال المجيد، الذي هو بحق أول نشيد وطني بالمنطقة؟: والذي صاغ كلمات هذا النشيد الرائع الشاعر الراحل العملاق لطفي جعفر أمان:
( عشت يا هذا الجنوب
 وحدة بين القلوب
من إرادات الشعوب ..
 عشت حراً في إباء، شامخاً في كبرياء
 وتحدٍ للخطوب...).


 رحل الفقيد حسين عبدالقوي، ملك الأوركسترا بصمت دون ان تعزف آلة موسيقية واحدة  لحنها الحزين برحيل مايسترو كبير جمعها بها حب فنها الموسيقي الدفين، ولم ترعش المزاهر أوتار الحنين لزمانٍ بهي ولى وعبر أسفا وحسرة لهذا الرحيل، أخرست الآلات من نغماتها بقرارٍ إقصائي متعمد أريد لهذه الآلات ان تصمت أوتارها وتتجمد على الشفاه المطبقات ألحانها ويخبو توهج شعلة الإبداع بريح الحقد المجنون في زمن تقدمت فيه عرج الحمير على الخيل السوابق، ويواري بعدها ذلك الجسد المتعب ثراه  بعد عقود من العطاء والعناء وأكثر من16سنة إقصاء تعسفي من قبل كل دعيٍ وزينم من لصوص الثورات والثروات، أرادوا أن تمر وفات هذا الشامخ الجنوبي بصمت كيلا يتذكر احد أسم حسين عبدالقوي وتتبعها بعد ذاك  أسئلة من الذي وارى حسين عبدالقوي خلف الحجب كل هذه الفترة  ؟لأن من شأن هذا التساؤلات الحائرة  أن تصب لعناتها الحارقة من الجهات الأربع على هذه العصبة الحاكمة وترمقها شزرا.


 ولكن حتى وان كان ثمة حسرة تخالج النفوس في هذا الليل البهيم العابس  سنظل نهتف: وان مات جسد المايسترو عبدالقوي فلن تموت بصماته إلى ما شاء الله ، لن يموت لحن عشت يا هذا الجنوب، مثلما ستظل خالدة نوتته الموسيقية الرائعة التي صاغ بها النشيد الوطني الجنوبي  الذي اضحى فيما بعد نشيد اليمن بعد الوحدة المقبورة عام 1990م:(رددي أيتها الدنيا نشيدي...) الذي سطره بنفس المقامات الموسيقية بقلمه المبدع دوما وذائقته الموسيقية الرفيعة، وسنظل نعزف في ذاكرة الجنوب سيمفونية الوفاء له كواحد من إكسير تاريخنا البهي بطارفه وتليده، له ولكل من رحل عنا قهرا وكمدا من رجال الجنوب الذين تجغرف الوطن في حشاشة نفوسهم وقد مروا سراعا بوادي الزمان.                                        
( خواتم مباركة على الجميع... وتصبحون على وطن)
    
                             

[email protected]