آخر تحديث :الجمعة-12 يوليه 2024-09:47ص

الاحتلال الثالث

الأحد - 11 مارس 2018 - الساعة 06:01 م

فضل علي العيسائي
بقلم: فضل علي العيسائي
- ارشيف الكاتب


تتعرض عدن هذه الايام لهجمة شرسة تنم عن حقد دفين من اعدائها ومايسمون اصدقائها واصبح محبينها ومن ضحوا دفاعآ عنها ونصروا عزتها وكرامتها في أيام المحن قد نقصوا فالجزء الأكبر شهداء ربناء يرفعهم في منزلة الانبياء والصديقين والجزء الثاني جرحى لايزال بعضهم يتلقوا العلاج او يكابدوا الالم فيما خسروه من اجزاء من اجسادهم وينظروا إلى حالهم وتضحياتهم بحسرة ويزداد الالم عندما يشاهدوا المدينة بهذه الحالة .
اما الجزء الثالث فقد اختلط الأمر ورغم تحيدهم من الافعال المشينة لكنهم لايقوون على رفضهاء بشكل علني وايصال رساله لكل الجهات داخلية أو خارجية بحال المدينة باعتبارها حاضرة الجنوب وثغره الباسم .
واذا استعرضنا المراحل التاريخية السابقة للمدينة بشكل مختصر فبريطانياء احتلت عدن 129 عام ولمعت احتلالها باستئجار جزء من الاراضي حول المدينة من السلطنات المحيطة وجعلتها قاعدة تموين لحركتها الاستعمارية في المنطقة بعد أن كانت قاعدتها الادارية حتى عام 54م في الهند ونقلت بعد هذا التاريخ إلى عدن فخلال 115 عام من الاحتلال لم تشهد عدن اي تطور عداء محطة كهرباء صغيرة تلبي حاجة قواعدها التموينية بينما اذا قارنا مناطق اخرى احتلتها بريطانيا بعد مرور عقود كثيرة طورتها بشكل افضل خذوا على سبيل المثال هونج كونج الذي احتلتها بريطانياء في 1897 م بعد ستون عام من احتلال عدن وكيف كانت في العام 1954 م
وبالتأكيد افضل من عدن بكثير وضلة المحميات خلال الفترة تفتقر إلى ابسط مقومات الحياة العصرية وبعد العام 54 عندما نقلت القاعدة البريطانية في الشرق الاوسط من الهند بعد استقلالهاإلى عدن شهدت عدن بعض التطور وبعض المساوئ واهمها التغيير الديموغرافي فيها الذي لولاء ثورة 14 أكتوبر وهذا من محاسنها القليلة لكانت عدن ليس حاضرت الجنوب .
وبالنظر إلى الاحتلال الشمالي لعدن والذي بداء كفكرة مع قيام الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل وتنفيذها كليا عام 1994 م فقد كانت آثاره كارثية على عدن حاضرت الجنوب في كل المجالات تخلصنا من الاثار المباشرة في العام 2015 م ولاتزال آثاره الغير مباشرة وستضل لعقود قادمة ومنها ما يتم عملة هذه الايام ولاخوف على عدن من العدو الضاهر مهما كانت قوتة لكن الخوف الداهم من العدو المستتر .
وبالنظر إلى الحالة العامة في الجنوب بعد التحرير 2015 م وفي القلب عدن فان الوضع اصبح يدخل مرحلة المعقد ويمكن فك العقد اذا صدقت النوايا للاطراف الداخلية والخارجية لاعتبارات كثيرة مرتبطة بموقع عدن والجنوب وعوامله الجيو سياسية .
وتبداء حلحلة العقد من وحدة القرار في عدن والجنوب فالوضع الحالي غير مقبول وسيوصل عدن والجنوب إلى كارثة يستعصي معها الحل وستدخل اطراف اقليمية ودولية على الخط وينتقل النموذج السوري او الليبي أو العراقي إلى اليمن القرار الموحد يتطلب جهة مسئولة واحدة تتصدر الموقف فاما التحالف وهو الأكثر امكانية لذلك يتصدر المشهد وعلية أن ينصت إلى الاطراف الداخلية الفاعلة ويشركها معه في إدارة عدن والجنوب ويتحمل المسئولية القانونية والاخلاقية امام شعب الجنوب والعالم لكن هناك محذور في هذا الخيار ان التحالف في حال اخفاقة سيصبح الاحتلال الثالث لعدن والجنوب وسيخسر الجميع عند ذلك .
اما الطرف الثاني والمتمثل بالشرعية فقد اثبتت الاحداث أن الشرعية بمافيها رئيسها لاتنتمي إلى الجنوب ولاتحمل مشروعة وانها تمثل ارادة طرف واحد فقط وهو حزب الاصلاح ومنظومة الاخوان المسلمين وهي بعيدة كل البعد عن شعب الجنوب وقضيتة وعدن واهلها إلى حد الان ويبقى الباب مفتوحآ للرئيس عبدربة منصور هادي أن فك ارتباطة بهذة المنظومة .
اما القوى الجنوبية المنظمة وفي طليعتها المجلس الانتقالي فأن حالة التبعية الخارجية المطلقة تبعدهم كل يوم عن قواعدهم الجماهيرية ولا ندري هل لديهم قراءة للواقع وتعقيداتة وانات الضعفاء وصيحة المظلومين وأصوات الشرفاء والذي تنذر بوصول عدن والجنوب إلى الكارثة في حال بقاء هذا الحال فتره اطول .
فالارهاب والفساد يتعاظم بصوره المختلفة عسكري فكري ديني اجتماعي الخ .
والعشوائي اصبح ينتشر بشكل مخيف واستمراره سيوصل عدن بالذات إلى كارثة حقيقية واعتقد انه مدفوع من جهات معادية بشكل منظم .
والجوع على الابواب بعد أن وصل الدولار مستويات قياسية وهو كافر يصعب معه معالجة اي قضية اخرى .
اما القيم والاخلاق الذي لم يستطع نظام الاحتلال الشمالي ورمزه صالح خلال عقدين اختراق المجتمع الجنوبي وافسادها فالثلاث السنوات الماضية كانت كفيلة بفتح ثغرة كبيرة في هذا الجدار .
وفي الختام نرفعها صرخة مدوية لكل من تقع علية مسئولية في مهمة صغيرة او كبيرة أن يراجع ضميره فاما أن يكون مسئول ويتحمل مسئوليتة بامانة واخلاق او يتنحى جانبا ويترك غيرة علة يستطيع عمل شي والا فأن الله وخلقة والتاريخ لن يرحموة .
خلقنا احرار وسنموت احرار ان شاء الله ...