باقي أمل كعدل!

صلاح السقلدي

بعد تفكير عميق وبعد أن فكر وقدر ثم عبس واستكبر اهتدى  أخيرا المجلس التنفيذي بمحافظة عدن أو من تبقى منه إلى فكرة لا عينا رأت مثلها ولا خطرت من قبل على بال بشر، ليس لمعالجة المشاكل (المتلتلة) بالمحافظة، والمجاعة التي تعصف بأهلها ولا لمواجهة خطر الجماعات المسلحة ( سلطوية المنشأ) التي تتحفز للعبث بالمحافظة بعدما عبثت بعديد من محافظات الجنوب،ولا للتخفيف من طوابير البترول والغاز ولا أيضا لمعالجة وضع الكهرباء التي تشوي الناس وتحنذهم حنذ في هذا الصيف القائظ ،وقطعا ليس لمجابهة بركان الأسعار المتفجر،بل ان الفكرة العبقرية التي احتشد لها من بقي في قيادة المحافظة هي عن كيفية إقامة احتفالية بيوم (17 يوليو) يوم الجلوس على كرسي الحكم الذي صدئ وتهالك وهو مسمر بمؤخرة الحاكم طوال ثلاثة عقود ونيف.

يا للفعلة يا للفعلة! طيب ما دخل عدن والجنوب كله بهذا المناسبة التي تخص الجمهورية العربية اليمنية وحدها كونها أي المناسبة حدثت هناك وتأمر علي صالح على الشعب الشمالي دون الجنوب؟ ثم ألا يخجل هؤلاء الناس وهم يصفقون في قاعة الفقيد عبدالله باذيب -التي أحيطت بقوات عسكرية لو قدر لها لحررت بيت المقدس بساعات- في الوقت الذي يتجرع الناس في هذه المحافظة المنكوبة بمثل هؤلاء أصناف العناء والتعسف والحصار المعيشي المفروض على أهالي  المحافظة عنوة وقهرا؟.

لو كان ثمة إدراك  وشيء من الإحساس لدى هؤلاء فيكفي أن يفهموا حجم الحضور في ذلك الحفل ونوعية الحضور وكيف تم إحضار من حضر ومقابل ماذا ليعرفوا يقيناً كم أصبحوا في عزلة ونبذ من محيط قرف منهم ومن فسادهم ونفاقهم المكرر.

لم يجد من نظموا هذا الحفل من يقنعوه  بالحضور غير( أمل كعدل) وحتى هذا (الكعدل) لم تحضر من اجل خاطرهم بل لقاء ما  وعدوها به من أجرة مغنية جار الزمان عليها وعلى باقي معشر الفنانين في هذا الوضع الفني الجاف الذي انعدمت فيه الذائقة الفنية حتى عند الفنان نفسه.

استفزاز ما بعده استفزاز ان يتعاطى هؤلاء الفاسدون مع مأساة تكبر وتتضخم أمام البسطاء والمسحوقين، ففي الوقت الذي يأمل فيه المواطن من معالجات للمشاكل التي تطحنه يظهر عليهم وعبر شاشات تلفزيون اللوزي وصحبه شلة نفاق لا تجيد أكثر من التصفيق وهز الرأس تحت فوق. هزلت هزلت ورب الكعبة.

[email protected]