آخر تحديث :الأربعاء-13 نوفمبر 2024-12:42ص

متعطشون للعدالة والإنصاف

الأحد - 24 أبريل 2011 - الساعة 01:13 م
د. سمير الشميري

بقلم: د. سمير الشميري
- ارشيف الكاتب


د. سمير عبد الرحمن شميري

الظلم يقتل روح العدالة ويفكك صواميل لـُــحمة المجتمع ففي المجتمعات الشمولية مظالم لا تحصى ، وفي البلدان التي تحترم آدمية الإنسان لا أحد فيها فوق القانون الكل سواسية يتمتعون بمواطنة واحدة ، ويحاسب فيها الرئيس والمرؤوس على تجاوزهم حدود صلاحيتهم إذا خرجوا عن جادة القانون ، فالقانون يتبعهم ولو بعد حين .

 

فلقد أقدمت هيئات العدل الفرنسية في مطلع مارس 2011م ، على محاكمة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك بتهمة الفساد والعبث بالمال العام والاستخدام غير المشروع لسلطته عندما كان رئيساً لبلدية باريس .

كم أشفقت على الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي دهسته عربة الثورة بأقدامها يوم الجمعة 11/2/2011م ، حينما قال له المحقق((لا ترفع صوتك أثناء التحقيق ..وأنت الآن مواطن مصري عادي ))، فأصيب بجلطة وأسعف إلى المستشفى .

 

إن الأنظمة القاهرة لا تريد سماع صوت الحق وتغمض أعينها عن رؤية الفقر والبؤس والألم والشقاء والذل الذي ركع الناس وكسر إرادة المواطنين ، لقد أسرفت هذه الأنظمة في القوة والفساد والطغيان وأدمنت لعبة الدسائس والعربدة .

لقد صرخ الناس بأعلى أصواتهم ولم تلتفت المراجع المسؤولة لشكواهم وأقدم أفراد من العامة على الانتحار ومنهم من أحرق نفسه كما فعل محمد بوعزيزي في تونس يوم الأحد 19/12/2010م ، احتجاجا على سؤ المعاملة فقد تم منعة من بيع الخضروات في الشارع ، وأدى هذا الفعل إلى اشتعال شرارة الثورة التونسية وسقوط نظام زين العابدين بن علي يوم الجمعة 14/1/2011م ، و لا ننسى أن نشير أن أحد المصريين أقدم على حرق نفسه أمام البرلمان المصري يوم السبت 15/1/2011م ، مطالباً بالعدالة والحرية ، وكانت هذه الحادثة وغيرها من المفاسد والمظالم المتراكمة للنظام قد اشعلت الثورة المصرية يوم الثلاثاء 25/1/2011م وانتصرت يوم الجمعة 11/2/2011م .

وفي هذه المعمعة أقدم الشاب فؤاد سلطان قاسم على حرق نفسه يوم الأربعاء 26/1/2011م في الشيخ عثمان – محطة الهاشمي ( عدن ) – احتجاجا على الأوضاع المأساوية التي يعيشها وعلى الظلمة الحالكة في هذه الأرض المعذبة ، فهذه الأرض تئن بلحن حزين وتتلوى من أوجاع جراح ناغرة .

 

ولا زالت ثقافة القمع وكتم الأنفاس شاخصة في إيقاع حياتنا اليومية ، ولازال المتجبرون يركلون النظام والقانون بأقدامهم ويخنقون القواعد القانونية العادلة .

إني أشعر بالغضاضة عندما أتذكر قضايا المظلومين التي لم تنل حظها من العدالة وتستخدم كثيراً من الحيل والأقنعة لحجبها وطمس معالمها :-

-   متى ستنتصر العدالة لقضية الشهيد المظلوم أحمد الدرويش الذي قتل في سجن البحث الجنائي بعدن يوم الجمعة 25/6/2010م ؟!!

-  متى سيخرج البطل أحمد عمر العبادي – حارس صحيفة الأيام – من السجن الذي حكمت عليه المحكمة بالإعدام بطريقة غير عادلة يوم الأحد 11/7 / 2010م ؟

-  متى ستعود صحيفة " الأيام " إلى الصدور ، بعد أن أغلقت بالقوة وخارج أسوار الأنظمة والقوانين في 5/مايو/2009م ؟

-  من سينصف المقهورين الذين قتلوا ظلماً  أمثال :

يوسف باحبيب ، وائل هيثم ، أحمد عاطف ، هاني محمد هيثم ، وهائل وليد هائل ، نجيب عبد الستار ، محمد منير ، أيمن النقيب ، محمد العلواني ، حميد مقطري ...وغيرهم مما لا يتسع المجال لذكرهم.

-  من سينصف الشهداء الذين سقطوا فداءً للحرية في سلسلة مواجهات من أجل الحق ؟

ويكفي أن نعرف أنه خلال الفترة من 16/فبراير / 2011م وحتى 13/إبريل / 2011م ، سقط في الاعتصامات والاحتجاجات والمسيرات السلمية المطالبة بسقوط النظام : (( 131 شهيداً ، 1000 جريح ، 7000 مصاب )) ، ( اليقين ، 16/4/2011م ) .

إننا نعيش أزمة عضال ونترقب ساعة انبلاج فجر الحرية ، أننا متعطشون للعدالة والإنصاف ، ونرغب في رؤية الحقيقة  التي تكشف الأغطية عن دماملنا ، فالحقيقة كما يقول وليم شكسبير (( يمكن أن تدفن ولكنها لا تموت )) .    

*أستاذ علم الإجتماع بكلية التربية بجامعة عدن