د. سميري عبد الرحمن شميري
اليمن مثخن بالجراح وغارق في الفساد* حيث بلغت خسائر الفساد في اليمن عام 2008م ، 105 تريليون ريال .
- خسرت اليمن 60 مليار دولار جراء صفقة الغاز المخزية مع الشركة الكورية فيما تتسول اليمن طلب المساعدات من الدول الصديقة والشقيقة لتجاوز المحنة الاقتصادية .
- 50% من سكان اليمن فقراء ، يزداد الفقر سنوياً 5% .
-وصلت البطالة إلى 40% من السكان القادرين على العمل .
- تحتاج اليمن سنوياً إلى 200 ألف وظيفة ، والمتوفر في السوق 11 ألف وظيفة .
-تضاعفت أسعار المواد الغذائية 32 مرة عما كانت عليه 1990م .
- تراجع دخل الفرد السنوي من 531 دولار عام 1990م إلى 270 دولار حالياً .
- تدهورت الحالة المعيشية للمواطنين قرابة 12 مرة عما كانت عليه في السابق .
- تخسر اليمن سنوياً 180 مليار ريال جراء تهريب الديزل إلى الدول المجاورة .
- تخسر خزينة الدولة 5و3 مليار دولار سنوياً جراء التهرب من دفع الضرائب .
- 60 % من ميزانية الدولة تذهب لمؤسسات القوة والفساد .
- بلغت خسائر حرب صيف 1994م ، 12 مليار دولار ، وخسائر حرب صعدة 850 مليون دولار .
- صرفت اليمن 180 مليار ريال على خليجي عشرين الكروي ، في الوقت الذي يموت فيه الناس من الجوع .
- صرف على المنتخب الوطني الكروي 6 مليار ريال .
- تم صرف راتب شهري لمدرب كرة القدم الكرواتي 21 مليون و 500 ألف ريال .
- تم صرف 99 مليار ريال في بحر عام للضيافات ومشتريات مكتبية .
فاليمن يعيش أحداثاً مزلزلة مفعمة بالخطوب القاسية ، فالوضع على شفير الهاوية لقد فاض الكيل من نظام ينقل المجتمع من خيبة أمل إلى أخرى وداس الفضيلة وأذل الناس وجعلنا نعيش في فساد عميم وخراب وبؤس عام وأفرط في عسكرة وتأزيم الفضاء العام وكسر عنق الحوار الوطني وجعل أفراد المجتمع يعيشون تحت قبضة الخوف والفوضى وقسوة الفاقة والتشرد وكرس التشظي والشقاق المجتمعي فتفشت أمراض التعصب والهويات القاتلة وأصبح الناس مهددون في صميم حياتهم . فالأزمة تشتعل والنظام يسير فوق أسلاك خطرة متدثراً بالكذب والفهلوة والنفاق يكرس الأخطاء البشعة وغير آبه بأجراس الإنذار التي تدق هنا وهناك ، ويمضي بخطى عريضة في الانكسارات وخيبات الأمل يساير الأهواء والشهوات ويمارس سياسة التبجح والغرور والتفنن في الفهلوة والكذب واستغباء الجماهير .
ففي كل صباح نفتح أعيننا على مفاجآت وصدمات مؤلمة وأوجاع موحشة تجثم على قلوبنا أخبار مقلقة وأحداث داميات وسباق هوس وجنون وقتلى وجرحى ومسيرات واحتجاجات و اعتصامات وإضرابا وعصيان مدني وهجمات قذرة على عزل من مؤسسات القوة ومحترفي القتل والعربدة والدسائس وصدامات دامية في الشوارع ما بين مؤيدين ومعارضين للنظام فتتداخل نسيج الأحداث في حلبة الصراع وتتسع مشاهد العنف الدرامي .
فلقد اتسعت رقعة الاعتصامات والمسيرات والاحتجاجات اليومية التي أستشهد فيها 180 شخصاً وجُــرح 3282 متظاهراً في 62 احتجاجا واعتصاماً سلمياً ( حسب ما بينه الملتقى الوطني لحقوق الإنسان ) ، في سبيل وطن حر خال من الاستبداد والهيمنة والإقصاء ، خال من القضبان الحديدية والقمع و الإهانة والإذلال لآدمية الإنسان . إن هؤلاء المعتصمين يكافحون من أجل إقامة سلطة عادلة مبنية على أسس ديمقراطية سليمة لا تلوي ذراع المواطنين ولا تفسد حياتهم بالممارسات الكيدية ولا تزرع الرعب ولا تجلب الضرر الفاحش والتدمير المتعمد لمقومات المجتمع ولا تسوق الرذيلة والفساد ولا تنشر الفسق والفجور ولا تكسر صمود وكبرياء الناس .
فليس من المعقول أن نحب ونحترم من يقتل المعتصمين في الشوارع من ينهب خيرات المجتمع ويكرس التشظي والشقاق الاجتماعي ويمارس الرذيلة والطيش والجنون ويمتص دماء العامة .
فلقد قال أحد المفكرين الكبار : " أكره الضحايا الذين يحبون جلاديهم " .
* الأرقام والبيانات الواردة في المقال مأخوذة من مصادر مختلفة .