آخر تحديث :الثلاثاء-22 أكتوبر 2024-11:15ص

(دليلي) احتار!

الإثنين - 16 أكتوبر 2017 - الساعة 10:17 م
ضياء سروري

بقلم: ضياء سروري
- ارشيف الكاتب


والت ديزني قال: " لو استطعت ان تحلم بشيء، فإن قدرتك على الحلم تستطيع ان تؤهلك لتحقيقه" .

مقولة رائعة وصحيحة ١٠٠٠٪ ،لكن للأسف يا ليت ديزني كان معنا في اليمن اليوم ليكتب لنا مقولة تتناسب مع أحلام المواطن وقدرات ساسته..

ليت علم ديزني بأن أهل اليمن، شماله وجنوبه، عادوا لغابر الزمن ليسكنوا كهف أفلاطون ويتركوا واقعهم الحزين خارجه . تخمة الأحداث أصابتهم بالشلل المؤقت، في ظل دولة مهلهلة مثقلة بديون الحرب وأوجاعها ، خزائنها خاوية ، تحكمها جماعات تؤمن بالسمع والطاعة وملء حساباتهم البنكية ، ترافقهم "دكاكين حقوق الانسان" ومنظمات المجتمع المدني التي عجزت وبكل جدارة عن تقديم العون لشعب حرمته الحروب من أبسط حقوقه الإنسانية والأمنية.

كلنا يعرف إن في تاريخ الحروب دائما ترفع شعارات ومبادئ وقيم نبيلة، لكننا للأسف لم نر (نبيلة) إلى يومنا هذا !! نسمع عنها ولا نراها ..

الشيء الوحيد الملموس في هذه الشعارات هو حالة التشرذم وانتشار الفقر والجهل المنبعث من داخل فصولنا التعليمية ، بالإضافة للخيانة و أعداد نعوش أبناء الجنوب .  .

بصراحة في بلاد، كبلادنا، لا يمكن ان تحدد كفاءة ومصداقية، أي طرف او جهة، أكانت اجتماعية أو سياسية، فمثلا، لا نستطيع أن نقول بأن حكومتنا الموقرة قادرة على تحقيق متطلبات الشعب في كنف الدولة الموحدة ، أو أن نقول بأن المجلس الانتقالي يهتم بطرح حلول مبدئية لإنهاء حالة ألا حياة في الشارع الجنوبي، أو إن باقي الفصائل مهتمه هي الأخرى بحال المواطن المطحون وتسعى لإنقاذه ..

في الحقيقة الكل عاجز ، دولة ومجالس وفصائل.

اعذروني؛ فقلمي لا يهوى الكذب ولا تزييف الحقائق لدغدغة المشاعر ، ولا تروق لي الأحلام الوردية التي يتفنن البعض في رسمها لنا، ولأنه لا زال ينبض بروح الشارع ويشعر بآلامه وأفراحه ويتحسس الصمت العجيب القابع بين أركانه فإنه يشهد بأن هذا الشعب الذي ارتسمت على ملامحه علامات الحزن بات يحلم بذاك الفارس القادم بحصانه الابيض لينتشلهم من مستنقع الوحل وليبنوا معه سفينة تنقذهم من هلاك طوفان باتت ملامحة واضحه ..

الناس في بلادي مغبونة لأنها لم تجن تمار الأرض الطيبة، ولم تجد من يحنو ويمدها بروح الأمل والرجاء .

ظهورهم عارية وبطونهم خاوية وسندهم مكسور ، آذانهم ملت من سماع أصوات المناطقية فعزفها النشاز أسدل معالم الحزن على وجوههم وحرم الضحكة من أن ترتسم على شفاههم.

نحن الشعب الذي لدغ من الجحر ألف مرة، لكنه لم يتعلم مهما بلغ به الأذى وزادت أوجاعه .

عن نفسي، كمواطنة، لا يهمني اليوم من الذي يتصدر كرسي المسئولية ، كان عدني والا لحجي والا أبيني والا شبواني والا حضرمي والا مهري..

ضالعي / يافعي / صومالي / هندي، لا يهمني

تصدقوا بالله لو عينوا "التمباكي" فلن أمانع إطلاقا، المهم عندي ان من يجلس على الكرسي يكون قادر  على أن يحافظ على احترام آدمية المواطن ولا يجعله عرضة لكاميرات الاشقاء وقنواتهم العربية حين ترمي لهم الفتات وتطلب منهم الابتسام وتقديم التشكرات..

اقلام من هنا وهناك أدمنت تزييف الحقائق والمشهد العام اصبح " مهزلة " .

حالة اللاحوار تزداد يوما بعد يوم ، أما حالات الاشتباك فحدث ولا حرج ،عبثية التحليل ونيران التطرف والتخوين أحرقت عقولنا ، الاحتقان نسج بين حنايا الوطن بحرفية عالية الجودة ،شراسة الرأي عطلت كل لغات الكلام .

أصبحنا لا نعلم من الذي يجوز له اليوم ان يحلل ويحرم ، يجيز ويمنع ..

كل شي اصبح ضبابي ونشرة احوال الطقس المحلية لم تخبرنا بعد متى تنتهي حالة الضبابية  وتسود الاجواء الجنوبية حالة من الشفافية واتضاح الرؤية ..

وبعد كل هذا هل تعتقدوا بأن ما قاله ديزني حقيقة ام أن واقعنا هو الحقيقة الغائبة في عالم ديزني المملوء بالفرح !!

    أجيبوني قبل ان تتلعثم الألسنة وتضيع الحروف في بحر الظلمات .