الفرق ان المنظومة في الغرب تؤمن بان السياسي يكذب ويناور ويحذلق وهي اي السياسة كذلك. فالسياسة تحمل معها كل مراوغاتها وحيلها ومخاتلاتها . ولكن مجال السياسي ودوره في الغرب ، هو في ادارة امور الدولة، ، وهذه الدولة قائمة على سن ورمح . قائمة ولا يمكن ان يغيرها او يعبث بثوابتها ورواسخها رئيس يأتي (يقشعها ) ويعيد ترتيبها على مزاجه. الاختلاف بين ساستنا انهم جائحيون، وكاسحة اعمالهم وغشيمة !!وهم بصدق غُشُمْ !يدخلون على الحكم فيقلبون سمائه ارض. وبينما في السياسة او توجه السياسين في الغرب؟ ادارة لا وصاية . فهم يسيرون اعمال، ولا يغيرون دروب ومسالك وحياة امم .وان غيروا ففي في مسائل فرعية جدا. ضمان صحي .ضرائب. حشد تاييد لمشروع .
واهم في القائد او الرئيس في الغرب هو كيفية ادراة الحكومة وتيسير اعمالها ووادارة فن العلاقات مع رسم علاقات خارجية متقنه، بل وابراز محاسن الادارة الجديدة وهكذا يسمونها .(الادارة) الادارة الامريكية (administration) ومن مهام الرئيس مكاشفة الامة عند اي مخاطر او عند تبين خلل او مشكلة او موقف عارض .وكذلك الشفافيى والوضوح مع الشعب والتواصل معه عبر شخصية كرزمية تنعش الذاكرة والألهام، وتوثق الروابط بين النظام او الادارة والمواطن البسيط . وكل ذلك يتم باتقان وعمل مدروس دون ارتجالية او مزاجية. وعبر خبراء .
هل لاحظتم وزير الخارجية الامريكية (جون كيري )عندما يتنقل، انه ينتقل بطائرة ضخمة و مع صفوة وحشود من الخبراء كل في تخصصه. وهناك مترجمون ومحللون ومستشارون . وهم جميعا يشكلون فريقا متناغما . عندنا تفرد نعم او استفراد ، ولا اخفي ذلك ان الوزير يذهب وحيدا في زيارة الى دولة دون ان يواكبه مستشار او خبير وينام في الطائرة ! (نوم الهناء) ومنهم من اخبرني انهم ينزلون في المطارات وهم ثملون يترنحون .
القادة عندنا يتدخلون ويغيرون حتى لو اتيح لهم ان يتخلوا في تغيير اسماءنا لفعلوا . اي كانك تاتي لتعين في حقل تفاح عامر ووافر الثمار، و تعين مديرا لهذا الحقل . فهو قد يسعى الى تحسين الانتاج وزيادة فصائل جديدة من تفاح(( ال ماكنتوش)) الراقي الى استحداث وسائل تسميد وازالة الأعشاب وتجربة مواد ومخصبات طبيعة . لكن ليس بوسعه ولن يقدر على ان يقوم بتغييير كل المزرعة وتحويلها الى مزرعة(بصل) او ان يحولها الى مشروع مزرعة دواجن!!!.
الفرق بين قادتنا وبين قادة الدول الأجنبية ؟ انهم ياتون وينصتون الى العلماء كل فيما يخصه . عالم المياه عالم الهندسة المدنية عالم الفيروسات عالم البيئة ، ويضعون تصوراتهم لحل مشاكل يومية يعيشها المواطن وتقلقه. واسال في بلادنا مثلا كم هم؟ الى الان العلماء الذين يجتمعون مع قادتنا ووضع تصوراتهم وتوصياتهم واعتنقها الحاكم او الزعيم بكل اهمية كمشكلة المياه مثلا فنحن دولة عطشى بكل معنى الكلمة وكم زعيما استقبل خبراء مرور و تحدث عن حوادث السيارات او زحام وتلوث المدن المخيف في اليمن مثلا كصنعاء التي باتت لا تطاق لزحام شوارعا . وحوادثها واعطى اموامره لحل المشكلة والتصدي للخلل.
هولاء المتخصصون والعلماء في المختبرات وفي المؤسسة العسكرية وفي المراكز الطبيبة ومراطز البحث العلمي هولاء هم من التقطوا انفاس امريكاء وصيروها دولة مهابة وعظيمة ، واصبحت تحلق امريكا مع النجوم و كم منهم من هولاء العلماء الذين يقضون وقتهم ويفنون اعمارهم في الابحاث ومنهم على سبيل المثال من ساهم في جعل امريكا دولة مهابة وعسكرية من درجة ساحقة وهو عالم رياضي مهاجر الماني يهودي اسمه البرت انشتاين.
كم عالم عاضدته امريكا وشجعته ووضعت له مكانته مثل (بيل جيتس) دعمته ليصبح متحكما بشبكة المعلومات وطور حواسيبنا الثقيلة المثقلة . وييسر العمل بها؟؟. كم ساعدت وشجعت ودعمت امريكا مثلا العالم المبدع (ستيف جوبز )السوري الاصل لتصبح ابلApple شركة عالمية كاسحة بقوة عشرين دولة ووصل قيمتها السوقية اليوم الى 800 مليار!! مليار نعم ثمان مأة مليار دولار اليوم !!.
قادتنا لا يفكرون في اعطاء عالم مبدع او او تقني ذكي فرصة الحديث معهم ، ولو لخمس دقائق ، بل ويتدخلون في صناعة القرار الفني والعلمي والطبي بل والفلكي في تحديد يوم العيد واول من رمضان . فضلا عن القرار الاقتصادي البحت .
اين صهاريج الفكر لدينا؟ كلها...مخزوقة ... ولا يتركون الزعماء عندنا (الخبز لخبازه ) لا بل يخبصون ويلهون به بايدهم وارجلهم .ويصنعون منه -ويليّصون- به مثل (الخُلّبْ) للبيوت ؟؟. هنا سر تخلفنا وهي جزيئة متناهية من مثالبنا المهنية المخيفة والكثيرة و المتكاثرة . ليلنا طويل. طويل وليس له من آخر .