لنتصور انه كانت هناك مصالحة دينية بين المذاهب المسيحية بين كل من الكاثلوك والبروتوستانت . منذ بداية الخلاف الذي نشب قبل قرون . وإعلان ما يسمونه (المحتجون) protestants احتجاجهم على بعض مناسك المسيحية التقليدية.تصوروا لو تصالحوا . او تعايشوا كيف كانت ستنعم أوربا، بالأمن والسلام وأنقذنا أرواح البشر التي زهقت بالملايين ..لقد تصالحوا في الأخير . ولكن بعد أن وقع الفاس بالرأس ..تصوروا لو أن السّنة والشّيعة منذ اختلافهم بعد التحكيم بين معاوية بن ابي سفيان وأمير المؤمنين علي بن ابي طالب كّرم الله وجهه . تصوروا لو أنهم وصلوا الى نقطه تعايش ، وليس تصالح على الأقل كيف كان حال الأمة الإسلامية اليوم ؟؟ .
وتصوروا لو أن استالين استمع الى المعتدلين من من طالبوا ببعض الملكية الفردية من الأراضي الزراعية التي تمتد لأكثر من 4 مليون كيلو .واستجاب لهم . ولم يقم استالين على معاقبة من انتفضوا من الفلاحين ويعدم دون اكتراث بالأرواح والبشر بل دون أن يرف له جفن ، يعدم 5 مليون فلاح..!!!! تصوروا كيف سيكون حال روسيا اليوم لو قبل استالين بالتوزيع المحدود للأراضي .؟وهل كانت ستتفكك روسيا او الاتحاد السوفيتي وتنفصل عنه اكثر من 12 جمهورية وتضيع منه 70 سنة من البرامج الاقتصادية الطوباوية ،بل الفاشلة ؟
كم في الوطن من اصحاب المذهب الشافعي قتلوا بسبب خلافاتهم مع الزيدية قبل 80 سنة . وكم من اتباع المذهب الزيدي فُتك بهم . فهل نتدارك انفسنا ونحقق الحد الأدنى من التصالح . لا نطلب محبة وهيامات، بل اتقاء شر الفتن .وانقاذ الوطن من هذه الويلات وحقن الدماء و الارواح التي تزهق والمستقبل الذي يضيع والامال التي تخنق .
تصالحوا أيها المختلفون . فلستم وحدكم عندما تتصارعون وتدفعون الثمن بل نحن جميعا ندفع الثمن بل وندفعه نحن بشكل باهض . تختلفون وتجّرون معكم الوطن كل الوطن و من أقصاه إلى أقصاه لساحات التوحش والعنف و القتل. لخلاف عدمي، و بعد حين تشعرون وتدركون أنكم بسببه أزهقتم أرواحنا وقوضتم أمننا وغرستم سكاكين في صدورنا لتبقى جراحاتها غائرة لقرون .
لقد رأينا المشهد الذي مهد وكرّس له الرئيس هادي حفظه الله . في ذلك اللقاء تحت قبة مسجد الصالح وفي يوم العيد وفي وقت صلاة العيد . أنها بشائر خير . ومن المؤكد ان المملكة دعت وسعت وحثت الى ذلك التصالح الذي يمثل طوق النجاة للوطن . حيث وهي ترى أن ما يدور في سوريا وليبيا والعراق . سيصيب اليمن لا محالة .ومن المؤكد أن الرئيس هادي بذل مجهودا عظيما وخلّاقا ، ليصل الى هذه اللقطة الرائعة . وهي لقطة ونقطة انطلاق نتمنى أن تثبت في أذهاننا ونتقبلها ونقبلها كمتحول عظيم نحو التعايش وحقن الدماء
نسال الله أن يلهم قادتنا الصواب فيتصالحوا . لتسكن جراحات الوطن التي تعمقّت حتى أنها لتكاد أن تزهقه وتلقي به إلى غياهب الجُبْ .