آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-02:59ص

ملفات وتحقيقات


قبسات من حياة عاشق « فتاة الجزيرة»

الجمعة - 04 نوفمبر 2011 - 12:40 ص بتوقيت عدن

قبسات من حياة عاشق « فتاة الجزيرة»
الفقيد والأستاذ والصحفي محمد علي لقمان.

عدن ((عدن الغد)) خاص:

كتب: بلال غلام حسين

[email protected]

بمناسبة موسم الحج والذي تهل علينا نفحاته في هذه الأيام المباركة تذكرت فجأة هذا الموقف الروحاني من حياة الأستاذ والصحفي, عاشق فتاة الجزيرة محمد علي لقمان.

 

 ومن خلال هذه الموقف الإنساني نتذكر أولئك الأفاضل من أبناء هذه المدينة الأم (عدن), هذه المواقف أو الذكريات هي ليس من قبيل قراءتها بشكل عابر وإنما لنأخذ منها العبر لتنفعنا في حياتنا.

يذكر الأستاذ الفاضل جبران شمسان في كتابه لقمان (سيرة رجل وتاريخ شعب), أحدى المواقف المؤثرة في حياة الأستاذ محمد علي لقمان: " توجه لقمان من جدة إلى المدينة المنورة لزيارة قبر الرسول في أحدى مواسم الحج.

 

 وعند محاولته الاقتراب من قبر (الرسول صلى الله عليه وسلم) كان قد منعه جندي من ذلك بحسب النظام ولكنه وافق بعد لحظات تحت إلحاح لقمان, و فوق قبر الرسول وبعد السلام عليه ألقى لقمان قصيدة بعنوان: (قمر بغداد) وبكى بكاءً شديداً أُصيب على إثره بسعال حاد وضيق في النفس.

 

 وفي اليوم التالي عزم مرافقوه للسفر إلى مكة لأداء فريضة الحج, وعندما أخبروه بذلك قال لهم لا أعتقد أنني سأسافر معكم فقد رأيت في المنام الرسول صلى الله عليه وسلم مرتدياً ثياباً بيضاء وصافحته وبشرني بالجنة . 

وبعدها نهض من فراشه وحلق ثم توضأ وصلى ركعتين لله وبعد ساعة واحدة شهد وكبر, لتصعد روحه الطاهرة إلى بارئها.  وقد دفن جثمانه في مكة المكرمة حسب وصيته رحمه الله...

 

وفي رثائه للأستاذ محمد علي لقمان يقول الشاعر الدكتور محمد عبده غانم في مرثيته بعنوان: (دمعة على لقمان):          

 لاتجزعي فالموت وعد ما منه للأحياء بد

إن القضاء إذا تصرف في الخليفة لا يرد

 سنن الطبيعة أن يغول المهد تلو المهد لحد

 عجبي لمن يهوى الحياة ومالها في الود عهد

 لاتجزعي فقد أصطفاه الله فهو له يود

أحله في داره حيث الرحال له تشد

بجوار كعبته التي هامت بها هند ود عد

حيث الحجون إلى الصفاء للوفد بعد الوفد رفد

فجعت عدن بوفاة الأستاذ محمد علي لقمان وتناقلت خبر وفاته الصحف ووصلت التعازي من كل مكان, وكتب العديد من الأدباء والشعراء مرثيات بهذه المناسبة.

 وهنا في كلمة وفاء من ولد إلى والده يقول الأستاذ شوقي لقمان: " كان محمد علي لقمان أباً بكامل ما تحمله هذه الكلمة من معنى, رحيماً بنا .. يحيطنا بعطفه وحنانه وإرشاداته ونصائحه في كل مجال من مجالات الحياة.  وكان يخاف علينا أكثر من خوفه على حياته.

 

 ولم نكن نفترق إلا في سبيل غاية سامية."  ويضيف قائلاً: " كان عفيفاً لا يتزندق لأحد ولا يبيع ماء وجهه لإنسان ولو كان ملكاً.  وكانت أخر كلماته الخالدة أمام الملك فيصل عندما رفض هدية مالية قائلاً: قولوا للملك إن عندي تسعة أولاد كل واحد منهم يساوي ما الدنيا كلها."

وفي هذه المرثية لنجل الفقيد الأكبر الأديب والشاعر علي محمد لقمان يقول فيها:

 

أبي! هل ترى في لوعة عبراتي؟     لقد كنت تأبى علتي وشكاتي!

تكفكف دمعي, في حنان ورقة     وتحرس أيامي من الحسرات

 ولم أر كالآباء في الناس رحمة      ولا مثلهم حدباً وطول اناة

تعاف خضوع الناس للظلم والخنا      فتنصرهم من ذلة وشتات

 تهز عروش الجور والسيف مصلت      بإيمان حر ثائر الدعوات

لقد كنت تبكي كل خل فقدته       قم أنظر! فأهل الأرض رهط بكاة!   

 

وبعد هذه القبسات من حياة الأستاذ الفاضل محمد علي لقمان عليه رحمة الله, أود أن أُشير هنا بأن أولادنا هم فلذات أكبادنا وأمانة في أعناقنا سوف يحاسبنا الله عليها يوم القيامة,  يحز في النفس ونحن نرى هذا الجيل من أبنائنا على نواصي الشوارع وفي كل زقاق حتى أنصاص الليالي دون رادع وحسيب, يحز في النفس ونحن نرى صبية لم تتجاوز أعمارهم الخامسة عشر في فوضى وعبث ولا أب يعلم عن حال أبنائه ولا أم تسأل عنهم.

 

  صاروا أحبتنا فين فكي القات والمخدرات والعياذ بالله, فهلا نعمل على إعادتهم بين أحضاننا ونرفق بهم من قسوة الحياة ونغرس فيهم ما غرسه الأستاذ محمد علي لقمان في أبنائه!!! ... ولنا في هذا وقفة ...