آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-02:59ص

ملفات وتحقيقات


في يوم وفاة الفنان العملاق" المرشدي" عدن تصرخ: "أخي كبلوني"

الخميس - 07 فبراير 2013 - 11:49 م بتوقيت عدن

في يوم وفاة الفنان العملاق" المرشدي" عدن تصرخ: "أخي كبلوني"
المرشد في صورة التقطت له خلال زيارة قام بها له رئيس جامعة عدن العام الماضي

لحج((عدن الغد)) خاص:

سأنتقم

أخي كبلوني

وغل لساني واتهموني

بأني تعاليت في عفتي

ووزعت روحي على تربتي

فتخنق أنفاسهم قبضتي

لأني أقدس حريتي

لذا كبلوني

وغل لساني .. واتهموني

 

بهذه الأبيات الثورية الرائعة للشاعر الكبير"لطفي جعفر أمان" صدح  العملاق الرائع محمد مرشد ناجي "المرشدي" في واحدة من أجمل أغانيه,وهو الفنان عاشق الثورة والوطن الذي رحل عنا اليوم بعد صراع مرير مع المرض ومع إهمال الجهات المختصة, ليرسم القدر مصادفة غريبة ان يوم وفاته صادف الذكرى الثالثة لرحيل عملاق أخر وهو الفنان" فيصل علوي". ليزورنا السابع من فبراير العام القادم وقلوبنا تحمل ذكرى رحيل إثنين من عباقرة الفن ومجدديه. "المرشدي" ابن مدينة الشيخ عثمان ذلك العمق المكتظ ذي العبق الخاص في مدينة عدن الغنية والخصبة دوما بالإبداع الذي عاش فيه أجمل سنوات طفولته ودراسته الإبتدائية قبل أن يصدم وهو طفل صغير بوفاة والدته الذي ألمه كثيرا وقد لازمه هذا الألم وقتا طويلا. يعد الألم محطة تشكل مسار حياة أغلب الفنانين والمبدعين الذين يخلقون دوما من صراعات الحياة إبداعا وفنا لا يتكرر. ذلك الثمن المؤلم رافق الفقيد الى يوم وفاته حين غاب مسؤولي الدولة والجهات الثقافية المعنية عن مشهد جنازته وشيعت الجماهير المحبة  جسده المتعب لكن فنه وأغانيه العذبة لن تموت وستبقى تنبض بالحياة في أذهان وأرواح الجميع.                                                                                    

 

يعد المرشدي واحدا من أهم دعائم وركائز "الغناء التجديدي الحديث"، ولا يغفل أحد دوره البارز والمؤثر في تقديم الموروث والفلكور فقد أدى وببراعة جميع ألوان الأغنية" الحضرمية, اللحجية, اليافعية, وهو أولى من غنى الأغنية التهامية". كما أن بصمته الفنية تتجاوز التجديد في الغناء والتلحين الى التأليف أيضا ورصد الحركة الفنية وتاريخها ضمن مراحلها المختلفة على مر السنوات فله العديد من المؤلفات: "الغناء اليمني ومشاهيره","أغنيات شعبية", "أغنيات وحكايات" و" صفحات من الذكريات".                

 

يأتي رحيل "المرشدي" مشكلا فراغا فنيا وثقافيا في فترة عانت ركود وإهمال متعمد للكوادر المتميزة وخصوصا في مدينة عدن التي لا تخلو من المواهب الجميلة والمتمكنة على كافة الأصعدة لكنها تفتقر للدعم المطلوب ماديا ومعنويا. تتساقط الكوادر تباعا وتبقى لنا من زمنهم الجميل ذكرى تجبرنا أن نتمسك أكثر بحلمنا للمستقبل ولدولة تحترم فنانيها ومواطنيها على حد سواء. عدن هذا المساء وكل مساء تزهو بحلمها للحرية و تردد رائعة "لطفي أمان" بصوت شجي وإحساس عذب غادرنا اليوم.. ليترك عدن مثلما أمن بها دوما بأنها مهبط الفن وقبلته الشريفة وبأن ذلك الضياء الذي تغنى به قادم لا محالة ليقشع ظلمة الليل الكافرة ليردد الجميع ذات الأبيات:                                                                                                    

                                                                                            

 ويعمى الضياء

وتقتحم الظلمة الكافرة

بقايا السجون

تحملق في صور الأنبياء

وقد حضنوا قدسهم في جنون

وفي رعشة من قوى فاترة

ولكنها لم تكن خائرة

برغم السياط .. ورغم السجون

وحشرجة عذبتها السنون

تزمزم موتورة ثائرة!!

******

 

أخي يا أخي

 أيصفعني الخوف؟ لا يا أخي

 أأحبس ناري ؟ لا يا أخي

 أنا لطخة العار في موطني

 إذا انهار عرضي ولم أصرخ

وعرضي هو الحق في تربتي

هو الحق احميه في عزتي

هو ..

يا أخي .. يا أخي .. يا أخي

وعرضك عرضي حريتي

******* 

وتنتفض الظلمة الكافرة

على لذعة الشهوة الفاجرة

تحملق في صور الأنبياء

تنقب عن قبس من ضياء

بقايا صفاء

تدنسها نفسها العابرة

*******

              

 

بحق الوطن

 بهذا القسم

 أخي قد نذرت الكفاح العنيد

 لهذا الوطن

 إلى أن أرى أصدقائي العبيد

 وهم طلقاء

يقولون ما مات حتى أنتقم..

******

 

رحم الله فناننا الكبير محمد مرشد ناجي وأسكنه فسيح جناته..وخلد ذكراه في قلوبنا للأبد..

 

من :  شيماء باسيد