إضحكوا جميعاً وأبكي وحيداً

كان يجلس على ذلك الكرسي يرتشف قهوته بتروي

يرتدي نظارته السوداء كي لا يشاهد المارة عيناه

يشعر بالوحدة رغم إزدحام الشارع امامه

موظفات يبتسمن في وجهه عند مرورهن بجانبه ذاهبات لمبنى الشركة الذي يلاصق المطعم وكأنهن يسألينهُ بنظراتهن كيف هو صباحك سيدي فيكون الرد بنظرة باردة منه "كالعادة محبط للغاية"

يذهب النهار وياتي اليل بظلمة حانكة وبرودة قاسية فيقرر الذهاب لطبيب نفسي

يخبره الطبيب بإن يذهب لشارع الحافلات فهناك مهرج يستطيع إسعادة

إذهب لذاك الشارع ستجد مهرجاً يرتدي ملابس مزخرفة ويقوم بحركات مضحكة وحالما تشاهدة ستشعر بالسعادة وستغمرك الفرحة وستكون هناك طاقات إيجابية لا حدود لها

ولكن.....سيدي الطبيب...أنا هو ذلك المهرج المضحك
قد أكون عظيم ومفعم بالحيوية بنظر الجميع إلا أنني محطم ومنكسر وفي داخلي ملايين الوخزات المؤلمة

سيدي الطبيب لقد ذرفت دموعي الأن وهذا دليل قاطع على أنني أتشضى وامامك فقط تبدلت تلك الإبتسامة إلى جحيم ....... هل هناك مهرج أخر يستطيع إسعادي فقد سئمت التمثيل على نفسي !!

نهض الطبيب وأجهش بالبكاء وأحتضن المهرج وقال له

لا داعي للحديث كثيرا
لقد شعرت بك......."

من المؤلم حقاً أن تخفي براكين الألم في صدرك وتقوم بتغطية جراحك وأحزانك وأوجاعك عن الناس , وفي نفس اللحظة تبتسم لتشعرهم بالراحة والتسلية.

من المؤلم حقاً أن تغادر أفراحك لتكون حاضرا في أفراح الغرباء

ومع ذاتك فقط .... أعاصير تعصف بك كلما سنحت الفرصة

#علاء_الحسني