آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-11:02م

ملفات وتحقيقات


تقرير: ما السبب الرئيسي لفشل المفاوضات التي ترعاها مسقط بين التحالف والحوثيين؟

الأربعاء - 08 فبراير 2023 - 10:23 ص بتوقيت عدن

تقرير: ما السبب الرئيسي لفشل المفاوضات التي ترعاها مسقط بين التحالف والحوثيين؟

((عدن الغد)) خاص.

تقرير يسلط الضوء على تعثر المفاوضات بين التحالف والشرعية والحوثيين..

 هل يعني تنصل الحوثيين من المفاوضات تلقي تعليمات إيرانية؟

كيف سيتعامل مجلس القيادة الرئاسي والتحالف مع الحوثيين؟

هل أصبحت الحرب خياراً أخيراً للتحالف والرئاسي بعد تعثر المفاوضات؟

لماذا تركز جماعة الحوثيين على إطلاق أسراها وتتغافل الجوانب الأهم؟!

إعلان رسمي من وزارة الخارجية اليمنية بشأن فشل المفاوضات.. ماذا تضمن؟

فشل المفاوضات والعودة إلى التصعيد!

(عدن الغد) القسم السياسي:

بعد أكثر من شهر على التحرك الدبلوماسي العماني والدولي للتهدئة في اليمن عادت مؤخرا اصوات التصعيد العسكري للارتفاع لاسيما بعدما فشلت مشاورات التهدئة التي ترعاها الامم المتحدة بين الأطراف اليمنية في العاصمة العمانية مسقط حيث وصلت مشاورات التهدئة إلى طريق مسدود لإنهاء الأزمة اليمنية والوصول إلى اتفاق سياسي شامل بين الأطراف.

وتعرقل سير المشاورات في مسقط، عقب فشل الوصول إلى حل بشأن ملف تبادل الأسرى والمختطفين بين أطراف الصراع باليمن  والذي تنصل الحوثيين عما تم الاتفاق عليه بشأن ملف الأسرى.

وكانت مشاورات التهدئة اليمنية، شهدت خلال اليومين الماضيين انفراجة في الملفات الانسانية، المتعلقة "بصرف المرتبات وإطلاق الأسرى وفتح الطرق وتوسيع الرحلات من مطار صنعاء، وفتح موانئ الحديدة أمام خطوط ملاحية جديدة".

يذكر ان السبب الرئيسي لفشل المفاوضات هو رفض الحوثيين  الكشف عن مصير بعض المختطفين والأسرى من السياسيين والناشطين والصحفيين، والتنصل عن اتفاق إطلاق الأسرى الكل مقابل الكل.

تعثر المشاورات

صحيفة (الإمارات اليوم) نقلت عن ما أسمتها بـمصادر يمنية مطلعة قولها إن مشاورات التهدئة توقفت في سلطنة عمان، عقب إفشال جماعة الحوثي ملف تبادل الأسرى والمختطفين.

وملف الأسرى هو أحد الملفات الإنسانية التي ناقشتها المشاورات، غير أن الصحيفة الاماراتية حمّلت الحوثيين مسئولية إفشالها.

وأكدت الصحيفة وفق ما نشرته على موقعها، أن جماعة الحوثي الإرهابية تنصلت عن أي تفاهمات واتفاقات، وتراجعت عن تنفيذ التزاماتها، حيث عمدت إلى رفض الكشف عن مصير بعض المختطفين والأسرى من السياسيين والناشطين والصحفيين، وتنصلت عن اتفاق إطلاق الأسرى الكل مقابل الكل.

في المقابل، كشف الناشط الحقوقي رئيس منظمة فكر للحوار والدفاع عن الحقوق والحريات عبدالعزيز العقاب عما سيحدث في المرحلة القادمة بخصوص المفاوضات الجارية بين المملكة وجماعة الحوثيين.

وقال العقاب في سلسلة تدوينات له على تويتر: يتساءل الكثير حول مصير الرواتب، وعن المحادثات الجارية وخاصة ما يتعلق بالمسار الإنساني والاقتصادي بشكل عام، والبعض أصبح يائسًا والبعض أصبح مشككًا من الوصول إلى أي نتيجة.

وواصل العقاب: أبشر الجميع أن الأمر يختلف هذه المرة وأن لا أحداً سوف يستطيع العرقلة وأنه قريباً سوف تنفذ كل المطالب المستحقة.

وتابع: أقولها وبكل ثقة ولجميع الأطراف المتصارعة هذه المرة لن نسمح بضياع الفرصة، ولن نقف متفرجين أمام ضياعكم لفرص الحل كل مرة.

واختتم العقاب تغريداته بالقول: أي طرف سوف يحاول العرقلة حول استكمال الحوار وتنفيذ خطوات بناء الثقة وفي مقدمتها الرواتب وفتح الطرقات والموانئ والمطارات فسوف نعريه أمام الشعب بكل الوسائل المتاحة.

وبين أنباء التعثر، وبشائر التوصل لاتفاق، يبقى اليمنيون يترقبون نتائج ما ستؤول إليه المشاورات بين أطراف الصراع، ووضع حد للحرب الدائرة في البلاد منذ قرابة تسع سنوات.

الملف الإنساني

يرى مراقبون أن الوفد العماني أحرز تقدمًا كبيرًا في المباحثات التي جمعت الحوثيين والسعوديين بوساطة عمانية رغم التعثر الأخير.

حيث ناقش الوفد مجموعة من الملفات، أبرزها الملف السياسي، والملف الاقتصادي، وملف تبادل الأسرى، وملف استمرار الهدنة من أجل التوصل إلى الحل النهائي.

ويواصل الملف الإنساني أحرز تقدمًا في مسألة تسليم الرواتب، وفتح الموانئ، وتوسيع الرحلات الجوية في مطار صنعاء، بينما في الملف السياسي بدأ الحوثي برفع سقف مطالبه السابقة.

وحاول الوسطاء أن يكون هناك نقاش آخر في الملف السياسي تستضيفه أي دولة عربية يضم وفد الحوثيين مع اوفد الشرعية والتحالف لبحث آلية تنفيذ الملف الإنساني، كغربلة كشوفات الموظفين وتشكيل لجان اقتصادية.

ويشار إلى أن الملف الذي تم مناقشته والاتفاق على بنوده ومعالجته وتحقيق نجاح في الاتفاق والتوافق وقبول الطرفين فيه هو الملف الإنساني.

تصعيد متواصل وتعثر للمفاوضات

وكشف تصريح صحفي لوزير الخارجية أحمد بن مبارك عن تعثر الجهود الجارية بين التحالف والحوثيين منذ أسابيع لتجديد الهدنة الأممية، المنتهية منذ مطلع أكتوبر الماضي.

وقال ابن مبارك، في تصريحات نقلا عن قناة (الحدث) إن هذه الأدوار والجهود الإقليمية والدولية لم تثمر عن شيء، مضيفا إن جماعة الحوثي مستمرة في خروقاتها بجبهات القتال، ومواصلتها الضغط على الاقتصاد والاستيلاء على الموارد، ونهب إيرادات ميناء الحديدة.

ويعد تصريح وزير الخارجية تأكيداً رسمياً على تعثر المفاوضات غير المباشرة الجارية بوساطة عُمانية بين السعودية وجماعة الحوثي، رغم التقارير الإعلامية لصحف خليجية أكدت قرب التوصل لاتفاق بتجديد الهدنة.

وخلال الأسابيع الماضية سادت أجواء من التفاؤل بإمكانية إنهاء ملف الحرب في اليمن بعد 8 سنوات من اندلاعها، مع وجود مؤشرات لذلك كان أبرزها التغيير الملحوظ في خطاب جماعة الحوثي تجاه السعودية التي تقود التحالف العربي في اليمن.

تغيير وصل حد الانقلاب الكامل من لغة التهديد والعداء إلى إعلان جماعة الحوثي استعدادها لبحث علاقة "جوار آمن وتأمين للحدود" مع السعودية، بحسب تصريح لناطق الجماعة محمد عبدالسلام منتصف نوفمبر الماضي.

ناطق جماعة الحوثي قال، حينها، إن مخاوف السعودية من جماعته هي "مخاوف غير واقعية وغير منطقية وناتجة عن قراءة غير صحيحة"، معبراً عن أمله في وجود علاقات طبيعية مع السعودية على "مبدأ حسن الجوار وان المصلحة هي في التفاهم والتعايش والحوار وإزالة الإشكاليات".

مغازلة ناطق الجماعة الحوثية  للسعودية بـ"حسن الجوار" مع بداية الوساطة العُمانية بين الطرفين، بدت وكأنها أشبه بعرض سياسي يقدمه الحوثي للسعودية بتخليه عن تبعيته لإيران مقابل الاعتراف بسلطته الانقلابية على اليمن.

فمع مؤشرات تعثر هذه المفاوضات، قام ناطق الجماعة، الجمعة، بنشر بيان على قناته الرسمية بتطبيق "التيليجرام" لتأسيس كيان مزعوم يُدعى "البرلمان الحجازي" نسبة إلى منطقة الحجاز في السعودية، وهي رقعة جغرافية تضم أهم المقدسات الدينية للمسلمين (مكة المكرمة، والمدينة المنورة).

البيان الذي نشره إعلام جماعة الحوثي في اليمن ووسائل إعلام إيرانية، هاجم السلطات السعودية بشدة، وتضمن دعوة تحريض ضدها عبر اتهامها بهدم "آثار دينية مقدسة عند المسلمين" خلال السنوات الماضية.

وفي حين تضمن البيان دعوة صريحة للعنف من خلال المطالبة بـ"تحرير أرض الحجاز"، كان لافتاً ترديد البيان للدعوات الإيرانية المستمرة ضد السعودية منذ عقود تحت مزاعم "تسييس" شعائر الحج ومطالبتها بوجود إدارة إسلامية لها، وهو ذات المطلب الذي ورد في البيان مع توسيعها لتشمل "أرض الحجاز".

موقف الحوثيين

قال مصدر مسؤول مقرب من الحوثيين في صنعاء، يوم السبت، إن التفاؤل بشأن انجاز اتفاق بين جماعة الحوثي والمملكة العربية السعودية يتضاءل وقد يتعثر في وقت قريب، في وقت تتصاعد الاعمال القتالية واسط استعدادات لعودة الحرب.

وقال المصدر نقلا عن (يمن مونيتور): كانت الوساطة العُمانية قد أقنعت الحوثيين أن باستطاعتها إقناع المملكة العربية السعودية بدفع المرتبات مقابل وقف استهداف الموانئ النفطية اليمنية، لكن الرد كان مخيباً للآمال حيث طلبت الرياض أن يتم وضع حساب مشترك للإيرادات في مناطق الحكومة والحوثيين وتسلم من خلالها الرواتب تحت إشراف الأمم المتحدة.

رفض الحوثيون الاقتراح السعودي، كما يبدو، وسط تراجع الوساطة العُمانية للظل بعد أن كانت برزت على شكل زيارات بين صنعاء ومسقط والرياض خلال الأسابيع الماضية-حسب ما أفاد المصدر.

ولفت المصدر إلى أن من الصعب الحديث عن أي ملفات أخرى قبل البت في الرواتب، على الرغم من الموافقة بشأن فتح مطار صنعاء الدولي لوجهات أوسع، وفتح ميناء الحديدة، وتجديد الهدنة.

يأتي ذلك فيما يعود المبعوث الأمريكي إلى اليمن تمويثي ليندركينغ إلى المنطقة لبحث السلام في اليمن.

وشيع الحوثيون في صنعاء يوم السبت أربعة من قتلى الجماعة المسلحة قضوا في مواجهات مع الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً؛ ما يشير إلى تصعيد للقتال.

ويوم الجمعة الماضية، قال الجيش اليمني إنه أحبط هجوما عنيفا شنه الحوثيون عبر 4 أنساق من عناصرهم في جبهة الأبتر، بمحافظة الجوف المحاذية للحدود السعودية، بعد مواجهات أسفرت عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف الجماعة.

وحسب المعطيات الواقعية  فقد تصاعد القتال يومي الجمعة والسبت في الخطوط الأمامية بمديرية بيحان في محافظة شبوة، وهجوماً في "جبهة ثرة" الواقعة على تخوم مديرية لودر شمال شرق محافظة أبين، المحاذية لمحافظة البيضاء،

ويرفض الحوثيون تجديد الهدنة التي استمرت ستة أشهر وانتهت في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسط جهود من الأمم المتحدة والوساطة العُمانية؛ ويشترط الحوثيون لتجديدها تسليم المرتبات من عائدات النفط والغاز الذي تبيعه الحكومة المعترف بها دولياً.