آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-12:07ص

ملفات وتحقيقات


محمد.. مأساة طفل نزح من الحديدة إلى عدن 

السبت - 06 أغسطس 2022 - 01:41 م بتوقيت عدن

محمد.. مأساة طفل نزح من الحديدة إلى عدن 

(عدن الغد)أحمد داود:

يعيش الطفل محمد عبدالله في خيمة صغيرة متهالكة، لا تحمي أسرته من المطر ولا الرياح، في مخيم المعهد السعودي الواقع في مديرية دار سعد بمحافظة عدن، حيث يتقاسم آلام الفراق مع أسرته الصغيرة المكونة من أب وأم بالإضافة إلى خمسة من إخوانه الآخرين الصغار، في تلك الخيمة التي يشار لها كعلامة رمزية على أنها منزل، وعندما تنظر لها من الخارج ترى كل مقتنيات الأسرة ظاهرة في مساحة ضيقة جدا.

ينهض محمد البالغ من العمر 9 أعوام، صباح كل يوم، ليقوم بنشاطه المعتاد، اللعب بدراجته الهوائية مع أقرانه بدلا عن الذهاب إلى المدرسة، هو والعديد من الأطفال يعيشون الحرمان من التعليم في ظل الوضع الاقتصادي الراهن، وظروف حال الأسر النازحة. 

ومع كل ما يعيشه من قسوة النزوح والفقر والتشرد، إلا أن فرحته لا توصف عندما يقود دراجته القديمة مع أطفال المخيم، أو عندما يلعب معهم كرة القدم التي جمعوها من أكياس النايلون، متمنيا أن يتاح له الحظ في الذهاب إلى فصول المدرسة.

يتذكر انقطاعه عن الدراسة بعدما أكمل الصف الأول بحزن ويتمنى العودة مجددا إليها، لكن والدته أخبرته بأنه عندما يكبر سيعمل حمالا كوالده وسيجلب لهم الكثير من الطعام وسرعان ما تعود له الفرحة من جديد عندما يعرف بأنه عندما يكبر سيكون قادرا على العمل ليعيل أسرته، وهذا جانب مما يرغب في تقديمه لأسرته المعدمة.

لا يعرف منزلهم المدمر في الحديدة، فهو لم يره قط بتلك الصورة، لقد رحل من منزله وهو قائم حينما كانت القذائف الحوثية تتساقط بالقرب منه، لكنه يرغب بالعودة مجددا دون أن يدرك أن المنزل الذي كان عامرا بأسرته، أصبح اليوم مدمرا تماما.

على الرغم أن محمد ما زال "طفلا" لكن همّ العودة والرجوع إلى موطنه يرافقه باستمرار وعندما سألناه هل تريد أن تعود إلى بلادك، أجاب نعم الآن حالا، فهو يريد الانتماء إلى تراب منزله حتى وإن كان مدمرا.

وبالنسبة إلى والدته فإنها تقضي يومها كله في جلب المياه من الخزان الذي وضعته إحدى المنظمات بجانب المخيم، والذي يحوي على كميات قليلة من الماء، ما يسبب في خلافات بين أبناء المخيم البالغ عددهم ما يقارب 1000 شخص.

وعندما تنشغل والدته بجلب المياه يعتني محمد بأشقائه فهو المسؤول عن بقية إخوانه عند غياب والدته باعتباره الأكبر سنا.

محمد نموذج من الأطفال النازحين الذين يعيشون آلام النزوح والفراق وضياع جيل كامل بسبب حرب مليشيات الحوثي